كان عام 1970 نقطة تحوّل في تاريخ سورية الحديث، حيث انطلقت الحركة التصحيحية
بقيادة الخالد حافظ الأسد، وفي عام 1971 كانت الانطلاقة لرياضتنا المحلية فقد أصدر القائد الخالد المرسوم التشريعي رقم 38 الناظم للحركة الرياضيّة في بلدنا، وانتقلت وفقه رياضتنا من تجمعات عشوائية غير منظمة إلى تنظيم راسخ له مقوماته المؤسساتية وإداراته المعروفة، وأضحت الرياضة مؤسسة تربوية اجتماعية وطنية تسهم بشكل فعال في بناء جيل واع من الشباب يتمتع بالصحّة والقوّة والثقة والانتماء الصحيح للوطن بأهدافه السامية العليا.
في عام 1995 كانت الانطلاقة المثلى لتأسيس البنية الرياضية التحتية، فقامت الصروح الرياضية الشامخة في كافة المحافظات وأنشئت المدن الرياضية والصالات والمسابح الأولمبية، وتم بناء 400 ناد في المدن الكبرى والريف الممتد على مساحة هذا الوطن، يضاف إليها تأهيل الكوادر، وإيفاد الآلاف من الشباب الدارس للحصول على شهادات دراسية عليا في مجال التربية الرياضية، عدا عن تنظيم الدورات العربية والإقليمية والدولية.
البداية كانت في الدورة العربية الخامسة لعام 1976 التي استضافتها دمشق، ومهرجان الشباب العربي بداية الثمانينات، والدورة العربية السابعة لعام 1992، ودورة المتوسط عام 1987، إضافة إلى عشرات البطولات النوعية.
هذا التنظيم أفرز آلاف الانجازات الرياضية والميداليات البراقة، وفي الدورات العربية كان ترتيب سورية وبشكل دائم ضمن الدول الثلاث الأولى، وفي دورة عام 1992 حققت سورية المركز الاول في الترتيب العام بمشاركة كافة الدول العربية،ولن نغفل عن عشرات الميداليات الذهبية والبرونزية في دورات المتوسط والدورات الاسيوية، وتوجت بالميدالية الذهبية البطلة غادة شعاع عام 1996 في أولمبياد أتلانتا،وغيرها من الانجازات التي لاتتسع الصفحات لذكرها.
إن الاتجاهات الحديثة للرياضة السورية والانطلاقة التطويرية وفق المفاهيم المعاصرة بدأت في عام 2000م، وكان ذلك في سياق تطوير كافة المؤسسات الوطنية، وادخال المفاهيم الحديثة فكراً ونهجاً، فقد أصدر قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد القانون رقم 58 لعام 2002 للاتحاد الرياضي، وكذلك المرسوم التشريعي رقم 7 لعام 2005م الذي وضع للرياضة السورية آفاقاً مستقبلية تتوافق مع فكر الاولمبي الحديث والمعاصر، ولاول مرة يدخل نظام الاحتراف الى رياضتنا، ولنقطف من ثماره اليانعة بطولات على صعيد الاندية والمنتخبات الوطنية، وتحولت أنديتنا في كرة القدم من مجرد مشارك داخلي الى منافس قاري وعالمي، وهاهو نادي الكرامة يحقق مرتين مركز الوصيف في البطولات الآسيوية، وهاهو منتخب كرة القدم للشباب وصل الى النهائيات العالمية، واستطاع مقارعة منتخب البرازيل وتأهلت منتخبات الرجال والشباب والناشئين الى نهائيات كأس آسيا لهذا العام، وتحققت مئات الانتصارات في مختلف الألعاب.
لقد كان لاستقبال السيد الرئيس لأبطالنا بكافة الألعاب الرياضية كبير الأثر وأطيبه على نفوسهم، وهو ما أعطاهم الدعم النفسي والمعنوي لتقديم كل ما لديهم من إمكانيات لتحقيق الإنجاز ورفع علم سورية عالياً في المحافل الدولية.
إسـماعيـل عبـد الحـي
esmaeel67@ live.com