واقع المنتخبات الوطنية بين الإعداد وشحّ الإمكانيات د.البصري: نعمل بظروف غير طبيعية..والنتائج مرتبطة بالمقدمات

د.عرفات: لقد كنا نزرع في ارض خصبة

fiogf49gjkf0d


د.جبان: يجب أن يقتصر دور المكتب التنفيذي على الإستراتيجيات‏



حالة الإخفاق الدائم التي تتعرض لها منتخباتنا الوطنية في الاستحقاقات الخارجية تدعونا الى التساؤل عن الاسباب الحقيقية وراء كل ذلك التدني في المستوى الرياضي, والمثير للاستغراب هو طريقة اعداد المنتخبات التي تستدعى على عجل قبيل اي استحقاق خارجي,‏



وزج في فندق تشرين الرياضي واطعامهم مع بعض‏


التدريبات التي لن تؤدي الى نتائج تذكر,ومن بعدها يتم تحضيرهم للسفر, وفي كل الفترة التي نتحدث عنها يختلف الاداريون فيما بينهم عمّن يريد السفر, وتتحدث الصحافة الرياضية عن تلك الخلافات ,وتفرد لها الكثير من التصريحات, فتتحقق معادلة الفوضى الرياضية ,حتى صار البحث معها عن حلول لرياضتنا المحلية ضرورة ملحة, هذا اذا لم يتم النظر بإعادة الهيكلية للمؤسسة الرياضية والتي فشلت ومنذ سنوات عديدة في رسم ملامح حقيقية للرياضة على المستويات كافة, بما في ذلك تحقيق تقدم طفيف على المستوى المحلي,ورغم تعاقب المكاتب التنفيذية على المؤسسة الرياضية منذ خمس سنوات الا أن حجة كل واحدة من تلك المكاتب هي أن الهيكلية الرياضية لم تعد تتناسب ورياضة العصر الحديث,‏



وأخذ كل مكتب على عاتقه جعل تلك الحجة شماعة عمل له تمهيدا لكل فشل قادم ,هذا اذا أخذنا بعين الاعتبار أن عاصفة القاء اللوم على المكاتب التنفيذية السابقة قد هدأت هذه الايام لاشتغال المكتب التنفيذي الحالي بالبحث عن ريوع تكفي لاعداد المنتخبات الوطنية فما تم رصده للرياضة هذه الايام لايكاد يكفي لناد صاعد واحد.‏



-ولكي لانلقي باللائمة على المؤسسة الرياضية لوحدها, فإن الاحتراف الذي لم يتقن أحد تطبيقه اصاب الرياضيين بالتخمة المفاجئة, وأبعدت بعضهم عن تدريباته الاعتيادية, وصارت قاعدة المزيد من الجهد يجب ان يقابله المزيد من المال هي السائدة ولذلك وجدنا تحسنا وقتيا لاداء لاعبي الاندية الرياضيةالذين سرعان ماخسروه لمجرد ايقاف السيولة المادية ومبدأ المكافآت التي كان يبذخ بها اصحاب النفوذ المالي, والذين دخلوا الشهرة (الاقتصادية) عبر النافذة الرياضية وهؤلاء كان لهم دور سلبي على الرياضة نتيجة للضغوط التي كانوا يمارسونها على اللاعبين بحرمانهم من رواتبهم العالية تارة ومن خلال حرمان النادي من التبرعات التي كان بعضهم يجمعها وكذلك الديون طويلة الامد,تارة اخرى ولانبالغ اذا قلنا :أن انحدار الخط البياني للرياضة في الآونة الاخيرة قد تسبب بها هؤلاء,إضافة لارباك الاندية حين يرغبون, وهؤلاء جنحوا بالرياضة نحو شواطىء اعلانية يحققون من ورائها مكاسب شخصية ,وما ان وصلوا إلى اهدافهم حتى اداروا ظهورهم للرياضة, بعد ان تركوا بين الاندية واهدافها فجوة تتسع بذهاب شخصية (تجارية) ومجيء اخرى.‏



رياضة على الورق‏


لعل كثرة التصريحات الرياضية قبيل أية فعالية أو مشاركة خارجية هي التي دعتنا وأكثر من مرة لأن نتساءل أين تقع رياضتنا المحلية على خارطة الرياضة العالمية,ولأن الرقم هو المهم في دراسة البيانات , فقد وجدنا ان نتحدث عن جانب المنتخبات الوطنية, والتي يفترض ان تكون هي المتوجة لكل جهود الرياضيين المحليين, كذلك أفضلها, وبعيدا عن طريقة اعداد تلك المنتخبات التي يتم استدعاؤها على عجل قبل أي استحقاق فإن مايتم صرفه لا يتناسب مطلقا مع النتائج التي تأتينا دائما مخيبة للآمال ولتكن البداية من دورة العاب المتوسط في تونس 2001م فقد شاركت منتخباتنا بعشرة العاب هي كرة السلة وكرة اليد اضافة للمصارعة والملاكمة والجودو ورفع الاثقال والعاب القوى والسباحة والجمباز والدراجات, وكانت المحصلة لنتائج فرقنا تسعة ميداليات منها خمس ميداليات فضية واربع برونزية, والنتيجة المركز الرابع عشر في الترتيب العام, وهنا نريد ان ننوه الى انه سبق لنا ان احتلينا المركز الثالث عشر في دورة ايطاليا ,1997 والمركز الحادي عشر في دورة فرنسا 1993م.‏


وفي تونس تم تتويج ثلاثة العاب فقط وهي الملاكمة ,رفع الاثقال والمصارعة.‏


وفي العام الذي يليه 2002م شاركنا في دورة الالعاب الاسيوية /بوسان-كوريا/ بسبعة العاب وهي العاب القوى ,السباحة, الملاكمة, المصارعة , الكاراتيه والريشة الطائرة ورفع الاثقال, وحققت بعثتنا ثلاثة ميداليات برونزية فقط وفي الترتيب العام حصلنا على المركز /32/ في حين كان ترتيبنا عام 1998 في دورة بانكوك /26/ ,وفي هيروشيما كان ترتيبنا /13/ أي بنسبة تراجع مقدارها 23,4 بالمئة بالمقارنة مع دورة بانكوك,وفي بوسان تم تتويج الملاكمة ببرونزيتين والمصارعة ببرونزية واحدة.‏


أما في عام 2003 فقد شاركت منتخباتنا الوطنية في البطولات العربية والدولية النوعية وحققت من خلالها 25 ميدالية ذهبية وذلك حسب احصائيات المكتب التنفيذي و19 فضية و66 ميدالية برونزية, وتقول الاحصائيات ان عام 2003 شهد أحداث سياسية وبيئية لمت بالمنطقة العربية مما أدى الى نقص الانشطة الرياضية وتأجيل بعضها (الدورة العربية في الجزائر بسبب كارثة الزلزال).‏


ومع هذا فقد شاركنا في الدورة الرياضية العربية العاشرة في الجزائر عام 2004 بخمسة عشر لعبة رياضية ومنها العاب القوى ,السباحة, الجودو, الكاراتيه, التايكواندو, كرة الطاولة الشطرنج والرياضات الخاصة,وحققت بعثتنا المركز الرابع في الترتيب العام برصيد /86/ ميدالية منها/25/ ذهبية و28 فضية و34 برونزية وتوجت كافة الالعاب باستثناء التايكواندو والرماية, ومقارنة مع الدورة العربية السابعة التي جرت في عمان عام 1999 التي حققنا فيها المركز الثالث في الترتيب العام برصيد/34/ ميدالية ذهبية و/40/ فضية و57 برونزية, من خلال المشاركة ب¯/25/ لعبة رياضية منها سباحة الزعانف التي حققنا من خلالها 13 ميدالية منها 7 ذهبية مع التنويه بأن سباحة الزعانف لم تدرج ضمن العاب الدورة العرببة العاشرة في الجزائر وفي دورة الالعاب الاولمبية التي جرت احدائها في اثينا عام 2004 فقد شاركت منتخباتنا بأولمبياد اثينا بخمسة العاب رياضية وهي العاب القوى, السباحة, الملاكمة, الجودو والرماية وحققنا من خلال هذه المشاركة ميدالية برونزية في الملاكمة بوزن /91/ كغ حققها الملاكم ناصر الشامي والذي تراجع مستواه كثيرا فيما بعد للدرجة التي انسحب فيها من النزالات النهائية في الميريا ببطولة المتوسط التي استضافتها اسبانيا هذا العام, وكلنا يعلم ماهي الاجراءات التي اتخذها الاتحاد الرياضي تجاه الشامي دون معرفة الاسباب الحقيقية التي جعلته ينسحب, او اعطاء مبرر واحد لهذا الانسحاب والامر ذاته ينطبق على دورة العاب المتوسط في اسبانيا فترتيبنا لم يتناسب مطلقا وحجم ما انفقناه على مجموعة الالعاب المشاركة في هذه الدورة والتي ظهر فيها لاعبونا بإمكانيات دون المستوى الموجود ودون الطموح وهناك بدت رياضتنا باهتة رغم كل المحاولات بتلوينها ولا يستطيع احد ان ينكر ماقام به السيد كامل شبيب هناك حتى استطاع أن يجعل بعثتنا تعود بماء الوجه, فحصلنا على ذهبية هناك ماكنا لنستطيع العودة بها لولاه, ولكن لم تفلح جهوده هناك على ثني الشامي للعودة عن قراره, وقال بعض شهود عيان: أن السيد شبيب يعود له الفضل في برونزية اثينا, ولولاه لما استطاع الشامي الحصول عليها اصلا.‏


النفقات الاجمالية‏


للمنتخبات الوطنية‏


ربما يظن البعض أن الحديث عن النفقات التي تخص المنتخبات الوطنية هو من الأمور الشكلية, ولكن اذا علمنا ان نفقات اعداد المنتخبات بلغت اكثر من /221/ مليون ليرة سورية ب¯ /196589/ ليرة سورية, لوجدنا أن الحديث يجب ان يأخذ طابعا اقتصاديا, والمنتج لاتتناسب قيمته ورأس المال الذي يصرف على المادة الاولية ,وعلى العكس تماما نجد المادة الاولية تتناسب عكسا والنتائج التي نحصل عليها دائما, هذا اذا اسقطنا من حساباتنا الضغوط النفسية التي يتعرض لها اللاعب منذ بدء اعداده وحتى وقوفه في ارض البطولات وعلى الحلبات محليا وقاريا وحتى دوليا, ولذلك فإن الفروقات الحسابية تذهب تخمة للاداريين ولمن امتهنوا الرياضة كي يصلوا الى غايات سياحية هي بعيدة كل البعد عن العين الرقابية وتسقطها من حساباتها دفاتر المحاسبين.‏


وعقدة استقدام المدرب الأجنبي تضخمت في المؤسسة الرياضية والاندية التابعة للدرجة التي اصبحت فيها هاجسا, وصار المنطق السائد المروج لها انه لايمكن لنا أن نتطور رياضيا بدون الاستعانة بخبرة المدرب الأجنبي ولكن ماحصل أن المسألة برمتها صارت أحد مجالات السمسرة التي انتشرت كثيرا في السنوات الخمس الأخيرة في بعض مفاصل الاتحاد الرياضي العام, وسبق ان طرقنا اسئلة غاية في الاهمية ولكننا لم نحصل على جواب , لا لسبب الا لأن هؤلاء يريدونها ان تبقى طي الكتمان وبعيدة عن المساءلة وعودة الى نفقات المدربين الاجانب للمنتخبات لعام 2003 نجد ان كرة القدم لوحدها استهلكت اكثر من /2/مليون و/352/ الف ليرة سورية كانت الرواتب فيها بحدود مليون و/233/ الف ليرة سورية, وبطاقات الطائرة بحدود /750/ الف ليرة سورية والنفقات الاخرى بحدود /115/ الف ليرة سورية وبالنسبة لكرة السلة فقد بلغ اجمالي النفقات بحدود مليون /365/ الف ليرة سورية ,وكرة اليد بحدود 825 الف ليرة سورية.‏


وبلغت أجور مدربي منتخبات السباحة أكثر من مليون و/451/ الف ليرة لعام 2003 وايجارات بيوت المدربين الثلاث بحدود /214/ الف ليرة,وبلغت اجور مدربي الجمباز أكثر من مليوني ليرة سورية وإيجارات بيوت المدربين الأربع بحدود /710/ الاف ليرة سورية وبلغ اجمالي النفقات للجمباز بحدود/2,6/ مليون ليرة سورية, أما الملاكمة فبلغت النفقات الاجمالية عليها أكثر من الأربع لألعاب القوى والتي بلغت أكثر من ثلاثة ملايين ليرة سورية ايضا, وكذلك المصارعة فبلغت النفقات فيها للمدربين أكثر من مليون و /140/ الف ليرة سورية, ولكي لا نسهب في ذكر كل الارقام التي لدينا فقد بلغ اجمالي النفقات على المدربين الأجانب لعام 2003 ما مقداره /19/ مليون ليرة سورية و/257/ الف ليرة منها أكثر من/3,2/ مليون ايجارات منازل وأكثر من /3,3/ مليون بطاقات طائرات.‏


وكان جدول الانفاق على المنتخبات الوطنية لعام 2004م اكثر ازدحاما بالارقام فبلغ مجموع الانفاق على المنتخب الوطني لكرة القدم حوالي /33,4/ مليون ليرة سورية انفق منها حوالي /14,8/ مليون ليرة على المباريات الخارجية و/5,3/ مليون ليرة على تعويضات المنتخب ,و/9,3/ مليون ليرة على المعسكرات ,وماتبقى فكان للرواتب والايجارات والأدوات والمكافآت والاصابات, وجاءت الملاكمة ثانيا في الانفاق الذي تجاوز/11/ مليون ليرة سورية, فكانت تكلفة المعسكرات بحدود /3,2/ مليون ليرة والمباريات الخارجية بحدود/3,6/ مليون وتعويضات المنتخبات حوالي /2/ مليون والرواتب /1,300848/ مليون ليرة, وجاءت العاب القوى في المرتبة الثالثة في الانفاق الذي تجاوز /10,3/ مليون ليرة سورية وبعدها السباحة /7,7/ مليون ليرة ,ومن ثم المصارعة /7,6/ مليون ليرة ورفع الاثقال/7,16/ مليون ليرة والدراجات /5,4/ مليون ليرة والجمباز /5,1/ مليون وجاءت السلة لتأخذ نسبة متدنية بالانفاق قياساً لما تحققه هذه اللعبة على مستوى الاندية وفي المحافل العربية والقارية, ولم تتجاوز نسبة الانفاق على المنتخب للعام 2004 اكثر من 4.9 مليون ليرة سورية بكثير, وجاءت الكاراتيه بعدها مباشرة, وحصدت 4,8 مليون ليرة من الانفاق العام على المنتخبات, وحازت الريشة على 4,5 مليون ليرة وهنا تكمن المفارقة من حجم ما أنفق على كل من السلة والريشة ويبين ايضاً المزاجية في التعامل مع الالعاب وكذلك مع الاتحادات, والتي تخضع بدورها الى العلاقات الشخصية وتصفية الحسابات والقرارات التي تحاك وراء الكواليس وفي الاجتماعات غير الرسمية لعدد من اعضاء المكتب التنفيذي ومن بعدها يتم اقرارها رسمياً وكان نصيب الجودو 2.6 مليون ليرة تقريبا والمضرب 2.8 مليون ليرة وكرة الطاولة 1,8 مليون والشطرنج 1.4 مليون والمعوقين 1.8 مليون ليرة وكرة اليد كان نصيبها 676 الف ليرة فقط اما الرماية فنصيبها 918 الف ليرة والبلياردو 979 الف ليرة سورية.‏


ومع هذا فان المؤسسة الرياضية تشكو ضيق ذات الحال هذه الايام, ويعمل المكتب التنفيذي على مبدأ المزيد من الشكوى وصولاً إلى مصروفات اضافية ومكاسب إضافية بعدما أتبعت المنشآت الرياضية لوزارة الادارة المحلية.‏


آراء في الرياضة المحلية‏


في البداية تم رصد آراء بعض المشتغلين في حقل الرياضة وكان لهم وجهة نظرهم في اسباب تراجع الرياضة والتي اقر بها الجميع, وكان للدكتور احمد جبان رئيس اتحاد الكرة رأيه في الرياضة السورية التي لم تتطور بالشكل الذي يجب ان تكون عليه مقارنة بالدول المجاورة وقال لم تتطور رياضتنا رغم الدعم الحكومي المحدود قياساً لما تتطلبه الرياضة اليوم من امكانيات مادية كبيرة لتحقيق المستويات التنافسية, كون الرياضة اصبحت اليوم صناعة هامة ومادة تسويقية واعلامية كبيرة, إضافة إلى أهدافها السياسية والتربوية.‏


ويرى الدكتور جبان أن التنظيم الذي شمل الحركة الرياضية منذ عام 1970 كانت له اهداف كبيرة, إلا أن تطبيقه لم يتواز مع احتياجاته, أو ما وفر له من امكانات لذا كان التطبيق قاصراً والنتائج غير ملبية, والمرسوم رقم 7 أدرك الكثير من معوقات التطور الفعلي, ووضع اللمسات الكثيرة والنقاط العديدة لازالة المعوقات ولكن وجدت ثغرة كبيرة الآن وهي القاسم المشترك لسير الحركة الرياضية فنياً من جهة ثانية, والربط بين القواسم تحتاج الى كتب ومراسلات تعود بنا الى زمن البيروقراطيات الذي يمسخ كل عمل وكل تطور ولابد في ان يكون هناك جهة مسؤولة واحدة عن الحركة الرياضية اسوة بدول العالم قاطبة بغض النظر عن التسمية سواء اكانت وزارة أو هيئة شباب أو منظمة مع إعادة برمجتها بالشكل المختصر والمفيد, وتخصيص الميزانية الملبية كون الرياضة حاجة ملحة لنا.‏


ويرى د. جبان ان المجلس المركزي هو صورة لا اكثر ولا اقل مع لجنة أولمبية سورية صورية وعلى الورق فقط, وتمنى أن يكون لها في المستقبل دور فاعل وبعدد محدد يمثل المكتب التنفيذي والالعاب المتواجدة والفاعلة في الحركة الرياضية.‏


وقال: من غير المعقول أن يكون 13 عضو مكتب تنفيذي في اللجنة الأولمبية, وستة من الاتحادات, وبقي المكتب التنفيذي هو الفاعل, وهذا ينساق ايضاً على اللجان التنفيذية المتواجدة في المحافظات, فهي تأخذ الدور الكبير ونوعا من الهيمنة على الأندية وعلى قرارات القيادات الرياضية في المحافظات, وتساءل: ما هو دورها?‏


وقال: أريد جواب هذا التساؤل من كافة شاغلي اللجان التنفيذية من رئيس واعضاء, وأضاف: برأيي هي لا تقدم شيء سوى إعاقة عمل القيادات الرياضية الفاعلة في الأندية واللجان الفنية في المحافظات.‏


ومن بعدها تحدث د. جبان عن تاريخ كرة القدم السورية وكيف كان ابناء النادي يدفعون من جيوبهم والمستوى كان مقبولاً, والذي نراه تطوراً وقياساً بالسريع كما عند الجوار فهو تراجع, والاقلاع يجب ان ينطلق من النادي باحداث المدارس الكروية النظامية والعلمية وتوفير الكادر التدريبي المختص وما نقدمه اليوم نأخذه غداً وبكثرة.‏


وعرج د. جبان على المكتب التنفيذي فقال: يجب أن يقتصر دوره على وضع استراتيجية للرياضة السورية وليس لتدخل المكاتب في اتحادات الالعاب, وأنا مع استقلالية كافة الاتحادات مالياً وفنياً وادارياً لتستطيع أن تأخذ دورها كاملاً, ويبعد عنها الروتين والبيروقراطية المملة.‏


مقومات النجاح‏


من جهته تحدث الدكتور مروان عرفات رئيس اتحاد كرة القدم السابق عن الفترة الذهبية للرياضة السورية, وهي فترة الاعداد لدورة المتوسط في اللاذقية 1987 م, والتي أصبحنا نصفها بالفترة الذهبية الطفرة للرياضة, ومما قاله: اذا اردت أن تسأل عن اي نتيجة جيدة, فيجب ان تبحث عن الادارة الجيدة, وفي ذلك الوقت تواجدت قيادة رياضية متميزة واعدة: زهير مهنا, هدى قرفول, صلاح نويلاتي, وآخرون وكل من جاء برأيه في تلك الفترة يمتلك الخبرة الرياضية مع المؤهل العلمي, وهم ممن عايش الرياضة ومارسها, ولم يأتوا كما يحصل هذه الايام كلاعب احترف فاصبح بطلاً, ورجل لا احد يعرفه فصار عضو مكتب تنفيذي, واعطانا مثلاً عن نفسه فقال: لقد تدرجت من عضو لجنة فنية لكرة قدم دمشق, فأمين سر لجنة حكام وعضو ادارة نادي ميسلون, وعضو لجنة تنفيذية فرئىس لجنة تنفيذية دمشق فالمكتب التنفيذي واضاف وهكذا غيري, وعن تلك الفترة الذهبية, قال: إن الرياضة كغيرها تحكمها دورة تاريخية, وهناك سنوات عجاف وسنوات سمان, وفي الفترة الذهبية برز عندنا نجوم لا تتكرر, وهذا يمكن ان نسجله لعامل الحظ وللحتمية التاريخية دور مهم ايضا, ونحن كنا نزرع في ارض خصبة فكل من نعده كان نجماً سواء في كرة القدم او في السلة او غيرها من الالعاب, وكانت هناك الأيدي الأمينة لإعداد تلك النجوم, والإعداد الفعلي وغير المباشر لدورة المتوسط بدأت منذ عام 1984 وعملنا حتى عام 1987 وفي نصف المرحلة وبعد المعسكرات المفتوحة كان لدينا معسكراً مغلقاً اي تفريغ كامل وغذاء كامل اضافة للبرامج التدريبية, وبلغ عدد المدربين حوالي 55 مدرباً اجنبياً من الاتحاد السوفييتي السابق وعدد من الدول الصديقة.‏


وقال: لقد تم إعداد المنتخبات الوطنية بدعم من كل المفاصل الاخرى والمنتخبات الوطني كانت تصلها كل متطلباتها, وتم ايضاً بناء رياضات مهملة في زحمة العمل, واستفادت الرياضات الضعيفة وقتها من الكم الهائل للامكانات المتاحة ونتيجتها صعدت الى الرياضة افضل الفرق الانثوية والنجاح كان له أسبابه فالخامات الرياضية كانت متوفرة والدعاية ايضاً وهي التي أدت الى تلك النتائج, وحينها لم يكن هناك دور للمكتب التنفيذي وكان الدور الأساسي للجنة المنظمة.‏


الحالة الاستثنائية‏


أما الدكتور فيصل البصري رئيس الاتحاد الرياضي فقد بدا منزعجاً من الاسلوب الذي يتم التعامل فيه مع الاتحاد الرياضي من الحكومة وخاصة فيما يتعلق بتقنين المصروفات على الانشطة الرياضية والتي لم تزد عن 50 مليون ليرة سورية, وهي برأيه تهدف إلى المزيد من تفشيل الرياضة المحلية وبرأيه فإن ال¯ 50 مليون ليرة هي نثريات عدد من الوزارات والتي تزيد عن هذا المبلغ بكثير, ولدى سؤاله عما اذا كنا نستطيع الوصول الى حالة رياضية صحية كالتي حدثت في ايام المتوسط التي استضفناها في اللاذقية اجاب: ان دورة المتوسط كانت حالة استثنائية في الرياضة السورية, والميزانية التي وضعت تحت تصرف إدارة الدورة لا يمكن مقارنتها باية ميزانية, وقد وصلنا وقتها الى الحالة المثلى, فلماذا عملنا بها, ولماذا الغيت تلك الصفة بعد المتوسط, واذا كانت الغاية هي النوعية, فلماذا لم يستمر العمل بنفس الامكانيات, ولماذا كانت الحالة طارئة واستثنائية, والنتائج دائماً ترتبط بالمقدمات, وقال: نحن اليوم نعمل بظروف غير طبيعية, فالمنشآت بجهة وادارتها بجهة أخرى ونحن اليوم نجلس في مقرات على سبيل الأشغال ولولا وجود قيادة رياضية عندها القدرة على التكيف مع الظروف لما استمرت الرياضة على ما هي عليه, ونحن ندير المرحلة الصعبة وفق المتطلبات الكبيرة والامكانات الضيقة, ولدينا من المخزون المعرفي ما يؤهلنا لقيادة رياضة العالم, وليس الرياضة المحلية, وأشار الدكتور البصري الى أن مصروفات المنتخبات الوطنية قد تجاوزت هذا العام 180 مليون ليرة سورية, فكيف بها وقد خصص لها 50 مليون ليرة سورية.‏


رياضة نوعية‏


أشار الدكتور البصري الى أننا بحاجة الى بنية مستقلة للرياضة النوعية وهي تحتاج الى 60 مليون ليرة سورية كحد ادنى وهي ضمان للرياضة السورية.‏


كلمة أخيرة‏


لابد من الاشارة الى ان المتسلقين على شجرة الرياضة المحلية قد ازداد عددهم في السنوات الماضية للدرجة التي صار الحديث عنهم يتصدر كل عنوان صحيفة رياضية, ولانهم لا يريدون سوى مصالحهم الضيقة والشخصية فقد كثر السفر الى الاستحقاقات العربية والقارية وقلّت النتائج وما نحصده من نتائج لا يتعدى التسويات المتفق عليها أو تكتيكات يقوم بها بعض أصحاب الخبرة الرياضية اليوم, وعدد اقل من اللاعبين المتحمس¯¯ين.‏

المزيد..