كلّ سنة نقف على الحالة ذاتها دون وجود أسباب حقيقية فنعلن عن تقليص حجم النشاط الرياضي وتقليص مساحة المشاركات الخارجية..
هذه السنة كانت (الحجّة) قوية, فارتفاع أسعار المحروقات أعطى الضوء الأخضر للمكتب التنفيذي لاتخاذ قراره الفوري بتقليص عدد البطولات المحلية وتضييق رقعة المشاركات الخارجية وهذا ما كان..
لن أتحدث عن عدم تأثّر الاتحاد الرياضي بارتفاع أسعار الوقود لأنه يتعامل مع قسائم تعدّل سعرها تلقائياً شانه في ذلك شأن جميع مؤسسات القطاع العام والحالة الصحيحة أن توضع آليات الاتحاد الرياضي في المركز وفي الفروع في خدمة الفرق الرياضية التي عليها التنقّل لإنجاز بطولاتها وبالتالي لا حاجة لتقليص هذه البطولات, وليس هذا هو لبّ المشكلة وإنما هو السؤال: إلى أين تقود هذه الإجراءات رياضتنا?
هذه المسألة غالباً ما تُتبع بتناقضات تشير إلى أن القرارات مزاجية وغير مدروسة جيداً أو أنها لا تنطبق على الجميع وإلا من يعطني الجواب: تحت أي اعتبار سيشارك التايكواندو السوري في بطولة العرب في البحرين ومن ثمّ يطير إلى كوريا الجنوبية لمدة شهرين بالتمام والكمال للمشاركة في بطولتين ومعسكر تدريبي? ومن يعطني الجواب على مرافقة رئيس اتحاد لعبة للاعب واحد إلى أولمبياد بكين ورئيس بعثة ثلاثة إداريين ومدرب للترياثلون إلى الألعاب الآسيوية الشاطئية وعشرات الأسئلة المماثلة?
إن كان لا بد من التقنين ضغطاً للنفقات فالأصحّ أن نقنن القرارات التي تخصّ ألعاباً لا جدوى من المشاركة بها لصالح ألعاب طالما حفظت ماء وجه الكرة السورية أما أن يحظى التايكواندو على سبيل المثال بأكثر مما تحظى به المصارعة فالمشكلة هنا وليست بالإمكانيات المادية.