قبل أن يتساقط عنب سلتنا!!

أحاول قدر المستطاع إبعاد نفسي عن التفاصيل والسلبيات التي تموج بعمل اتحاد السلة بما تحمله

fiogf49gjkf0d


من مشاكل وتناقضات أوصلت السلة السورية إلى الحضيض العربي والآسيوي ليس من باب العجز وإنما من باب الحرص حتى لا يقال بأني لا أنظر إلا إلى النصف الفارغ من الكأس لكن هذه التفاصيل التي أهرب منها أصبحت تطاردني كظلي حتى عندما أكون بعيداً عنها فعلى مايبدو أن اتحاد السلة قد رفع راية الاستسلام معلناً عن ضعفه وعجزه على معالجة أبسط الأمور بالمتعلقة باللعبة.‏


قرارات إرتجالية‏


يبدو مع الأسف أن ثمة قرارات تصدر عن اتحادنا السلوي مكتوب عليها أو هو مطلوب منها ألا تنفذ لا بل توضع على الرفوف ليتراكم فوقها الغبار وتطوى في غياهب النسيان فبعد إطلاع الاتحاد على تقارير المباريات ومن باب التقييم وصل إلى قناعة بفرض عقوبات بحق بعض اللاعبين والأندية وكان له ما أراد لكن هذه القرارات لم تلق آذاناً صاغية عند أصحابها وبدأ الغمز واللمز إلى أن وصل خبرها لمسؤول الألعاب الجماعية بالمكتب التنفيذي الذي سار بعكس التيار وبدلاً من ترؤسه لاجتماع اتحاد السلة بمقره بالفيحاء لمناقشة أهم الأمور والقضايا قام باستدعاء أعضاء الاتحاد للاجتماع بمكتبه وحاول بطريقة لا تخلو من لهجة الهيمنة عدم فرض عقوبة الإيقاف بحق لاعب الجيش نور السمان الذي شتم الحكم أثناء مباراة فريقه مع الحرية بألفاظ خادشة للحياء لا نستطيع ذكرها لكن أحد أعضاء الاتحاد الذين رأوا بأن قرارات الاتحاد عادلة ومنصفة ولا يجوز التراجع عنها أو حتى مناقشتها خارج أروقة الاتحاد كونها قرارات فنية بحتة متعلقة باللعبة وبناء على ذلك احتد النقاش بين هذ العضو ومسؤول الألعاب الجماعية الذي حاول فرض أفكاره وتمرير العقوبة لكن اصطدم بواقع لا يمكن تجاهله ثم توصل إلى اتفاق مع أعضاء الاتحاد بفرض عقوبة الإيقاف لمباراتين للاعب الجيش وإيقاف ثلاثة حكام لنهاية الموسم ومنعهم من قيادة المباريات داخلياً وخارجياً والشيء المضحك بهذا الموضوع بأن هذا الاجتماع غاب عنه رئيس الاتحاد تحت حجة لا يمكن أن تقنع طفلا بالمرحلة الإبتدائية بأنه لا يريد أن يناقش موضوعا متعلقا بعقوبة ابنه وكأن القانون لا يطبق علي الأبناء واللاعبين المدعومين أما الشيء المبكي بالموضوع أن عقوبة الحكام الثلاثة لم تناقش بلجنة الحكام ولم يؤخذ رأيها أبداً كونها خارج التغطية لأن هاجسها الوحيد وضع جداول المراقبات والمباريات .‏


حالات مشابهة وميزان خشبي‏


قبل أكثر من شهرين وأثناء مباراة الوحدة والجلاء بدمشق وقبل نهاية المباراة بعشر ثواني تقدمت لاعبة الجلاء رغد القاق وأسمعت حكم المباراة بكلمات تمس النزاهة لا بل وصل بها الأمر بعد خسارة فريقها إلى محاورة الحكم بنقاش حاد وألفاظ لا تمت للأخلاق الرياضية بصلة ما دعا حكم المباراة إلى تقديم تقرير لاتحاد السلة الذي تصرف بطريقة ذكرتني بمقالب غوار الطوشة عندما لجأ إلى مناقشة التقرير عبر لجنة الأمور المستعجلة والتي تضم رئيس الاتحاد وأمين سره فقط دون أن يعلم أحد من أعضاء الاتحاد بموضوع التقرير وتم فرض عقوبة بحق اللاعبة إيقاف لمباراة واحدة كرمى لعيون النادي المدلل مع أن القانون ينص بحرمانها من ست مباريات حتى العام فأين شعار الشفافية والعدالة بين الأندية الذي يوقعه اتحاد السلة في كل مناسبة .‏


صراحة‏


لا نغالي كثيراً إذ اقلنا بأن اتحاد السلة الحالي لم يمر على السلة السورية أضعف منه فهو اتحاد أندية وليس اتحادا للسلة السورية ومعظم أعضائه ارتضوا لأنفسهم أن يمارسوا دور البوق القابل للاستخدام المزدوج في الاتجاهات المتعددة ولم يكونوا في يوم من الأيام أعضاء فاعلين ومنتجين وأصبح همهم الوحيد تسيير أمور أنديتهم ووضع اسماءهم في جدول المراقبات فإذا كانت أبسط الأمور الفنية الخاصة باللعبة قد عجز الاتحاد عن اتخاذ قرار حازم بها فكيف لهذا الاتحاد الذي أكد بالدليل القاطع بأنه لا يملك شيئا من وضوح الرؤية أن يرسم ويخطط لاستراتيجية السلة السورية وكيف يمكن لقارع طبول من على المدرجات( أن يتحول فجأة إلى فيلسوف زمانه بصراحة جهد بسيط بذلته في كتابة هذه السطور لأثبت بديهيات في عمل اتحادنا فأي اتحاد هذا التي أصبحت البديهيات تحتاج لجهد من أجل إثباتها أخيراً ومن باب الذكرى يقول المثل الغجري إن لم يكن بمقدورنا أن نغني كالبلابل فعلى الأقل أن لاننعق كالغربان وفهمكم كفاية.‏


مهند الحسني‏

المزيد..