فتور في الأداء, تراجع في المستوى وانخفاض في مستوى الحضور الجماهيري, وصرف أموال طائلة للتحضير وعدم وجود أي نوع من أنواع المنافسة فلا إثارة ولا تشويق, إلا في المرحلة الأخيرة.
نعم هي سمات الدوري السوري لهذا الموسم وقد تطرقت سابقاً لهذا الموضوع متعرضاً لكل سلبيات الموسم الماضي, وابتعاد الدوري السوري عن المعتاد, بالرغم من كل ما فعلته الأندية السورية من شراء لاعبين ومعسكرات خارجية وجلب لمدربين على مستوى عال, ولكن مع بداية الموسم توقعنا الإثارة من جديد والعودة للملاعب, لكن لا فائدة فالمستوى هو ذاته, وقد يكون الأسوأ, والتفاؤل الذي بدا علينا مرجعه العمل الجدي لأندية كثيرة من خلال الملايين التي وضعتها لجلب لاعبين ومدربين (فالوحدة والنواعير والحرية والشرطة) استعدت بشكل معقول قبل انطلاقة الدوري لكن كما يقولون (مكانك راوح) ومازالت بعض الأندية تحتل المراكز المتقدمة لاستقرارها من جهة, ولضعف باقي الأندية من جهة أخرى, وبالتالي هو تراجع ملحوظ في أداء الأندية السورية والتي يصبح همها الوحيد التواجد في الدرجة الأولى, وهذا طبعاً ما حصده المتابع الرياضي السوري الذي يعشق الإثارة والتشويق.
وفي ظل هذا التراجع وجد عشاق المستديرة في الأندية الأوروبية متنفساً لهم لما تبثه من متعة كروية, تجذبنا بسحر يجعلنا متابعين بلهفة, فصار لكل واحد منا ناد يشجعه ويعرف أخباره ولاعبيه عن كثب, ويترقب مبارياته بفارغ الصبر, ومن الجميل أنك من الصعب أن تحكم على نتيجة المباراة مسبقاً, فقد يكون فريق في آخر الترتيب لكنه يهزم فريقاً من فرق المقدمة وهذا ما لانراه في دورينا.
فالنتيجة معروفة مسبقاً وكأن الترتيب هوالذي يحكم على النتيجة بعيداً عن الأداء والمستوى, هذا التراجع الغريب بدأ مع وصول الاحتراف العجيب للكرة السورية ولو أردنا النظر الى الاحتراف على أنه خير أو شر, فلو اعتبرناه خيراً فأين ايجابياته وماذا حصدنا منه, وأن اعتبرناه شراً فلماذا نبقى عليه ونعمل به, ولاسيما أننا أمضينا بعض السنين مع الاحتراف حان الوقت للنظر من جديد في سرد هذه الحكاية والوقوف عند الايجابيات والسلبيات, والعمل نحو الأفضل ونحو ما يناسب قدراتنا ويتناسب مع طموحنا, وأدعو من جديد للتأكيد على أننا مع الاحتراف الذي يذهب بنا نحو المقدمة والذي يعيدنا كمتابعين للدوري السوري تشدنا الإثارة, والمتعة هدفنا, والفوز طموحنا.