من ملاعب (فيلندرز بارك) في مدينة ملبورن, تعود بعد غد الاثنين عجلة التنس العالمي إلى الدوران مع أولى البطولات الكبرى في (الغران شيليم) في
أستراليا, والتي ستشهد صراعاً منتظراً عند السيدات خاصة بعد عودة كل من البلجيكية جوستين هينان والأميركية فينوس ويليامس الغائبتين عن البطولة الماضية, في حين تبقى مسابقة الرجال مرهونة بأعجوبة ما, أو بلاعب خارق يستطيع أن يحد من سيطرة السويسري روجيه فيديرر الجالس سعيداً على عرشه منذ عام 2004. ويسعى هذا اللاعب السويسري إحراز اللقب الأسترالي ومن ثم التتويج بألقاب رولان غاروس وويمبلدون وفلاشينغ ميدوز ليصبح ثاني لاعب يحقق هذا الإنجاز بعد دون بودج (1938) ورود لافر (عامي 1962 و1969) أما عند السيدات فإن إنجاز الفوز بالألقاب الأربعة الكبرى خلال عام واحد فيتقاسمها كل من ماورن كونولي (1953) ومارغريت سميث كورت (1970) والألمانية شتيفي غراف (1988). وإذا كانت بطولة السيدات تحمل عدداً لا بأس به من المرشحات, فإن بطولة الرجال, وكما يحصل في كل مرة منذ 2004, باتت محصورة بمرشح وحيد هو السويسري روجيه فيديرر, وبعدد من الطامحين لإزاحته وهم كثر ولكن مفعولهم لا يزال قليل التأثير. ولا ضرورة أبداً للكلام عن فيديرر لأن إنجازاته العام الماضي تتكلم وحدها عنه, وبالتالي سنريح أنفسنا من الكتابة في انتظار تتويجه بعد أسبوعين . أما من جهة الطامحين إلى إزاحة السويسري, فبإمكاننا تقسيمهم إلى ثلاث فئات : الفئة الأولى: تضم لاعباً واحداً يملك الأسلوب الذي يعترف فيديرر بقدرته على إزعاجه وهو الأرجنتيني دافيد نالبنديان. لكن السؤال الأهم يبقى عن مدى جهوزية الأرجنتيني للعب هذا الدور, كونه يمر دوماً بحالات من عدم التوازن . ويمكن أن نصنف الروسي مارات سافين ضمن نفس الفئة . الفئة الثانية: تضم أيضاً لاعبين اثنين قد لا يملكان الأسلوب المناسب, لكن لديهما الإرادة والقوة لإسقاطه. الأول هو الإسباني رافائيل نادال الذي أدّب السويسري على الملاعب الترابية, ولكنه يرغب بتكرار هذه النتائج على الملاعب الصلبة, خصوصاً أنه يمر بأزمة كبيرة كونه لم يفز بأي لقب كبير منذ حزيران الماضي, وكل خططه لإزعاج فيديرر باءت بالفشل. أما اللاعب الثاني فهو الأميركي أندي روديك الذي عاد إلى الساحة وهو يأمل المحافظة على هذه الانطلاقة خصوصاً أنه لم يحرز أي لقب كبير منذ 2003. الفئة الثالثة: تضم من )هبّ ودبّ( من اللاعبين الكومبارس الذي يحلمون بتعثر الكبار ليستغلوا الفرصة ويلعبوا الدور البارز. ومن هؤلاء اللاعبين نذكر الروسي نيكولاي دافيدينكو, الكرواتي إيفان ليوبيسيتش, الأميركي جيمس بلايك, وطبعاً القبرصي ماركوس باغداتيس . وسيكون الجمهور الأسترالي متعطشاً لرؤية بطله السابق لايتون هيويت (الوصيف عام 2005) والذي تراجع إلى المركز العشرين, كما ينتظر المراقبون ما ستفعله الجالية الجديدة من اللاعبين الصاعدين مثل الصربي نوفاك ديوكوفيتش والفرنسي ريشار غاسكيه والبريطاني آندي موراي والروسيان ميخائيل يوجني ودميتري تورسونوف, وهؤلاء يعول عليهم العديد من المتتبعين لإدخال دم جديد إلى اللعبة في السنوات المقبلة.فهل من بطل جديد أو بطلة جديدة لاعتلاء قمة ملبورن ومن سيحقق الإنجاز الكبير بإسقاط فيديرر? كل هذه الأسئلة يطرحها جمهور التنس العالمي, وسيتابع على مدى اسبوعين هذه البطولة الحارة جداً (تصل الحرارة أحياناً إلى ال¯40 درجة مئوية) كونها, وكما حصل في الأعوام الأربعة الماضية, كانت بمثابة (مكتوب يقرأ من عنوانه) لبقية الموسم.
سجل الأبطال والبطلات منذ عام 1996
(1996) الألماني بوريس بيكر – الأميركية مونيكا سيليش, (1997) الأميركي بيت سامبراس – السويسرية مارتينا هينغيس, (1998) التشيكي بيتر كوردا – السويسرية مارتينا هينغيس, (1999) الروسي يفغيني كافيلنيكوف- السويسرية مارتينا هينغيس, (2000) الأميركي أندريه أغاسي- الأميركية ليندساي دافنبورت, (2001) الأميركي أندريه أغاسي- الأميركية جنيفر كابرياتي, (2002) السويدي توماس يوهانسون- الأميركية جنيفر كابرياتي, (2003) الأميركي أندريه أغاسي- الأميركية سيرينا ويليامس, (2004) السويسري روجيه فيديرر- البلجيكية جوستين هنان, (2005) الروسي مارات سافين- الأميركية سيرينا ويليامس, (2006) السويسري روجيه فيديرر- الفرنسية إميلي موريسمو, (2007) السويسري روجيه فيديرر- الأميركية سيرينا ويليامس.
هراير جوانيان