تحدثت في زاوية سابقة عن عزوف الجمهور عن متابعة النشاط الرياضي المحلي والانتقال إلى متابعة المباريات العالمية فمباراة تشرين وحطين التي
كانت تشغل اللاذقية لفترة طويلة وتمتلىء فيها المدرجات أصبحت تمر مرورالكرام ويتابعها عدد قليل جداً وجمهور الوحدة والاتحاد الذي كان يتابع فريقه خارج الأرض بالآلاف أصبح حضوره داخل ملعبه لا يتجاوز هذا الرقم وعلى الرغم من الأهمية التربوية والرياضية لهذا الموضوع إلا أنه لم يلقَ الاهتمام المطلوب وها أنا أطرحه للنقاش على صفحات جريدتنا العزيزة الموقف الرياضي:
– متابعة الجمهور وخاصة الشبان الصغار لفرقهم المحلية يعزز انتماءهم الوطني ويجعلهم يقضون أيام الأسبوع في مناقشة مجريات المباراة السابقة والاهتمام بالمباراة اللاحقة بدلاً من تضييع الوقت في أشياء غير مفيدة لهم ولوطنهم.
– الجمهور ملح الرياضة ولا يستطيع اللاعب العطاء والتألق عندما تكون المدرجات خالية فما زلت أذكر حتى الآن هتاف جماهير تشرين المحببة إلى قلبي والتي كانت تشكل لي الدافع والحافز للعطاء والتفاني في سبيلهم.
– حضور المباراة شخصياً يساعد في تفريغ الشحن المتراكمة في جسم الانسان كما أثبتت الدراسات العلمية الحديثة ذلك وبالتالي ترى الانسان بعد المباراة أقل توتراً أو أكثر انشراحاً وهذا كم¯ا هو معلوم ينعك¯س على الحالة الاجتماعية للبلد.
ويعود عزوف الجمهور عن الحضور الى الملاعب برأيي الى عدة أسباب:
– الاشكالات التي تحدث بعد أغلب المباراة تجعل الكثير من الأهل يخشون على أبنائهم من الذهاب للملاعب هذا بالاضافة الى خوف الشرائح الاجتماعية المثقفة من عصا أو حجر طائش ولا يعود ابتعاد الجمهور الى تواضع المستوى الفني فقط عندما كانت المدرجات تمتلىء لم يكن المستوى الفني أفضل مما هو عليه الآن.
– الانتشار الواسع للقنوات الرياضية التي تنقل مباريات الدوري والكأس في أغلب البلدان المتقدمة كروياً وبالتالي يفضل الأهل أن يتابع أولادهم المباراة على التلفاز وتحت رقابتهم بدلاً من الذهاب إلى الملاعب.
– عدم إشراك الجمهور بالنادي وإحساسه بأنه جزء لا يتجزأ من هذا النادي من خلال العمل على استيعابه وجعله يتردد على النادي باستمرار.
في العدد القادم سوف أتطرأ الى كيفية إعادة الجمهور الى الملاعب.