انتهت يوم الثلاثاء الفائت مباريات دورة تشرين الكروية العربية الخامسة التي يقيمها نادي تشرين سنوياً احتفاء بذكرى انتخاب السيد الرئيس بشار الاسد رئيساً للجمهورية
واستعاد تشرين لقبها وحمل كأسها وتوج بطلاً لها بعد فوزه في المباراة النهائية على فريق شباب الاردن بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد, لكن الحديث عنها لم ينته لانها حفلت بفوائد كبيرة وانتقادات كثيرة رغم ان الجميع اثنى على نجاحها وحتى نتعرف على ابرز ملامح الدورة التي اصبحت احدى اكبر الدورات الكروية العربية التنشيطية التي تقام خلال فصل الصيف تعالوا نغوص في اعماقها وكواليسها.
تشرين حمل كأسها بجدارة
استحق فريق تشرين لقب بطولة دورته الكروية الخامسة بفريق شاب استحق على ادائه التقدير والاعجاب وبدأ مستواه يرتفع تدريجياً مباراة بعد مباراة وترجمت عناصره الشابة افكار مدربها المجتهد عبد الرحمن ادريس الذي عمل بصمت وقدم لنا فريقاً يستحق ان يكون بين الكبار رغم صغر سن لاعبيه الشبان وعرف كيف يعوض فقدان عامل الخبرة عند بعض لاعبيه عبر طرق لعب منحته التفوق الميداني وقدم لجماهير الكرة التشرينية جديده من النجوم الشبان يلعبون لاول مرة مع الفريق وكانوا عند حسن الظن بهم واعلنوا ولادتهم في دورة تشرين الكروية الخامسة التي ستبقى ذكرى جميلة خلال مسيرتهم الكروية القادمة, وهكذا حصل تشرين على لقب دورته عبر اقصر الطرق ولم يستعن الادريس باي لاعب من النجوم وراهن على المهاجم الواعد معتصم مسطو الذي سجل هدفين في المباراة النهائية مؤكداً بانه يجيد اقتناص الاهداف وفي ختام الدورة حيت جماهير تشرين فريقها وهتفت له شاكرة جهود منظمي الدورة ومدرب الفريق ولاعبيه واحتفلت على طريقتها بفوزه باللقب.
منتخب الشباب والاولمبي اوت..?!
على الرغم من ان فترة استعدادات منتخبنا الوطني للشباب بلغت حوالى الثلاثة اشهر وشارك في دورة تشرين الكروية بعدما وصل الى جاهزية جيدة لكن نتائجه اكدت بانه يعاني الكثير من المشاكل الفنية والدليل انه خرج من الدور الاول امام فرق في بداية تحضيرها ولعبت بتشكيلات شابة وجمع ثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات واذا استمر منتخب الشباب على هذا المنوال فان البصمة التي تركها المنتخب السابق في نهائيات كأس العالم ستزول بسرعة ولم يكن مستوى المنتخب الاولمبي افضل حالاً من منتخب الشباب حيث خرج هو الاخر من الدور الاول ايضاً بعدما جمع ثلاث نقاط من اصل تسع محتملة على الرغم من مشاركة سبعة لاعبين من الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم في هولندا ولكنهم وللأسف الشديد بدوا اشباحاً للذين شاهدناهم امام ايطاليا والبرازيل وخسروا اما خيطان الكويتي وشباب الاردن وهما في بداية التحضير, حتى ان البعض اعتبر مستوى اللاعبين اعلى من مستوى الطاقم التدريبي.
فوائد الدورة..?!
لاشك ان الدورة لها فوائد كثيرة بالنسبة للفرق المشاركة وفي مقدمتها تجريب اكبر عدد من اللاعبين الجدد والشبان حتى يكتسبوا الخبرة ويطلع المدربون على حقيقة مستواهم قبل انطلاقة مباريات الدوري, وفرصة لبعض الفرق المشاركة للاحتكاك مع فرق اقوى منها وهي فرصة لتعارف وتلاقي الشباب الرياضي العربي في ذكرى غالية وفرصة لجمهور تشرين وحطين للاطلاع على جديد فريقيهما من اللاعبين الشبان الجدد والمحترفين وفرصة للجمهور لقضاء سهرات كروية ممتعة في ظل الرطوبة العالية على الساحل خلال فصل الصيف وفرصة لاطلاع لاعبي الفرق العربية المشاركة على حضارة سورية وطبيعتها الخلابة من خلال رحلات نظمتها ادارة تشرين الى بعض المصايف الجبلية للفرق المشاركة وهي فرصة لمعرفةواقع انديتنا على خارطة الاندية العربية ونقصد بالتحديد فارق الامكانيات ما بين انديتنا وانديتهم في ظل غياب الدعم الحكومي الرسمي لانديتنا من اجل تطبيق نظام الاحتراف على اصوله وغيرها من الفوائد التي يجنيها نادي تشرين من كافة النواحي الاخرى والدليل ان ثلاثة من الفرق العربية من اصل اربعة هي التي تأهلت الى الدور نصف النهائي وحده فريق تشرين تأهل من اصل اربعة اندية وفرق ومنتخبات وطنية.
المهم نجاح الدورة..?!
لن يسلم منظمو دورة تشرين الكروية من انتقادات والسنة الكثير من القيادات والمفاصل الرياضية في محافظة اللاذقية ونال مدير الدورة السيد احمد موسى القسط الاكبر من الانتقادات وبدرجة اقل السيد مصطفى محمد مسؤول التنظيم في النادي كونهما يتسلمان مفاتيح الدورة من بابها الى محرابها وهما الوحيدان في نادي تشرين اللذان يعرفان كل شيء عن الدورة وهذه الانتقادات تعود عليها الاثنان في جميع الدورات السابقة على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته على كافة الاصعدة لانه مجرد تأمين مشاركة ثمانية فرق بينها اربعة فرق عربية في كل دورة بالاضافة الى مشاركة اربعة اندية محلية ومنتخبات وطنية يعتبر انجازاً للمنظمين.
وقد تراوحت درجات النقد ما بين مؤيد وشاكر ومثني على جهودهما معاً في اقامة دورة على هذا المستوى والتي تعجز قيادات فروع واتحاد كرة القدم عن تنظيمها وما بين منتقد لاسلوب العمل الفردي التي تدار بها الدورة وغياب اللجان المنظمة لها على الرغم من كبر حجم المشاركة فيها, وما بين الاثنين نسجل نحن ثناء وتقديراً لمسؤول التنظيم ومدير الدورة على جهودهما الكبيرة والتي امتدت لاكثر من ثلاثة اشهر متابعة واتصالات من اجل استمرارية الدورة وديمومتها وتوفير كافة سبل نجاحها بعيداً عن حسابات الربح والخسارة رغم الكثير من المنغصات التي اعترضت عملهما, وبنفس الوقت علينا الا ننكر وننسى جهود الذين ساهموا معهما في انجاحها وتتويج تشرين بلقبها وفي مقدمتهم قيادة فرع الاتحاد الرياضي باللاذقية.
وكذلك مساهمة رئيس واعضاء اللجنة الفنية لكرة القدم باللاذقية ومعهم حكام المحافظة الذين عملوا بالمجان وتطوعاً لكن اللجنة المنظمة لن تنساهم وستوزع عليهم مكافآت عينية, ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا يريد المنتقدون اكثر من ان تنجح الدورة ويفوز تشرين بلقبها سواء كان العمل جماعياً ام فردياً وربما يكون احد اسرار نجاحها قلة الطباخين وهذا الهدف تحقق فعلياً رغم ان الفريق في بداية تحضيرياته للدوري, ام ان البعض تعود على وضع العصي في العجلات فمبروك لادارة تشرين نجاح الدورة ومبروك لفريق تشرين لقب الدورة.