متابعة – مالك صقر:
الاحتراف ليس مجرد شعار يرفع، بل علم قائم على أسس واضحة ومناهج رياضية وإدارية منظمة والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل واقع كرة اليد السورية الحالي يسمح بتطبيق الاحتراف فعلياً؟، وهل تتوافر لدينا البنية التنظيمية والمادية التي تحتاجها هذه الخطوة؟، من أندية ولاعبين وإداريين وحكام ومجالس إدارات ومنشآت قادرة على مواكبة المتطلبات؟
(الموقف الرياضي) أجرت سلسلة من اللقاءات مع عدد من لاعبي كرة اليد السوريين المحترفين في الخارج، بهدف نقل صورة واقعية عن مفهوم الاحتراف، وكيف يمكن الاستفادة من تجاربهم في دعم اللعبة داخل سوريا، إضافة إلى إلقاء الضوء على نجومنا الذين يحققون حضوراً لافتاً خارج البلاد.
رحلة بدأت بحلم وأصبحت تاريخاً
اللاعب السوري كمال ملاش، المحترف حالياً مع نادي الريان القطري، تحدث عن مسيرته التي انطلقت عام (2009) عندما بدأ احترافه مع نادي الغرافة القطري، حيث لعب موسمين قبل أن ينتقل إلى نادي الجيش القطري، وصولاً إلى فريقه الحالي الريان وخلال هذه السنوات، نجح في إحراز جميع الألقاب المحلية والخارجية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.
يصف ملاش تجربته بأنها كانت “حلماً وتحقق” ويضيف: “عندما وصلنا إلى قطر، دخلنا عالماً جديداً تماماً في كرة اليد، من مدارس تدريبية مختلفة، ومدربين ولاعبين من مختلف دول العالم، عرباً وأجانب.. كان أول سؤال نسمعه دائماً: هل يوجد كرة يد في سوريا؟ قبل أن نثبت قدرتنا ونحجز مكاناً في تاريخ كرة اليد القطرية آسيوياً وعالمياً، وصولاً إلى تحقيق مركز وصيف بطل العالم”.
ويتابع: “كنت أحلم بالمشاركة في بطولة دولية، وليس بكأس العالم تحديداً لكن الحلم تحقق، ونجحنا في كتابة هذا التاريخ”.
بيئة النجاح في قطر
يرى ملاش أن عوامل النجاح في قطر كثيرة، أبرزها بيئة العمل المثالية، والبنية التحتية المتكاملة من صالات وملاعب، إضافة إلى وجود مدربين من أعلى مستوى في العالم، وخبراء تخطيط، وإداريين ومحللي أداء، ضمن منظومة قائمة على العمل الجماعي لا الفردي.
كما يشير إلى أهمية الدعم الحكومي الكبير، وكثرة الاحتكاك والمعسكرات والمشاركات الخارجية، والتعلم من الخسارة قبل الفوز.
ويشير إلى أن أهم نقطة في تجربته كانت (تغيير طريقة التفكير والإيمان بقدرة اللاعب على التطور)، مؤكداً ضرورة المحافظة على أعلى مستوى بدني وفني لضمان الاستمرار سواء مع النادي أو المنتخب.
محطات أخرى في مسيرته
شارك ملاش أيضاً مع نادي الجزيرة الإماراتي على سبيل الإعارة في بطولة الخليج، كما لعب مع نادي السد القطري في بطولة كأس العالم للأندية، ليواصل تعزيز سجله الاحترافي الغني بالتجارب والمحطات.