النصف الآخر

لا أنكر أني ارتبكت قليلاً عندما رشقني أحدهم بسؤاله .. لماذا لاتكتب إلا عن الأشياء السلبية


وكأنك لاترى إلا الجانب الأسوأ من الأمور كلها.. فكرت قليلاً بكلامه فوجدته يرمي بأن علي أن أنظر إلى النصف الممتلىء من الكأس, ولأني حاولت جاهداً أن أنخرط بمفعول هذه الحكمة واستسيغها أو أؤمن بها لكن لم أستطع لذلك ابتعدت عنها, وكما يقال بأن تناول أي شيء رفضاً أو قبولاً يحتاج إلى تظهير الصورة بأكبر كم ممكن من التفاصيل كي لايكون التناول ضمن باقة من المشاعر الخاصة أو لوناً من الإستعراض.‏


فمثلاً , لا أعرف لماذا علي أن أمتدح عمل اتحاد السلة لأنه وصل بسلتنا إلى عباب السماء, وأعد منتخباته الوطنية وضمن لها ديمومتها على مدار العام بشكل عصري لائق, طبق قرار منع الإزدواجية بين أعضائه لأنه لاشيء سوى القانون خطط ونفذ للعبة لسنوات بعيدة مقبلة, سعى لإدخال نظام الإحتراف بهدف تطوير أنديتنا وتأمين موارد مالية لها.. هذا هو النصف الممتلىء من الكأس, أما النصف الفارغ.. فهو أن اتحادنا السلوي لم يطور سلتنا قيد أنملة بعد, فبقيت غائبة وبعيدة عن منصات التتويج, يشكل كل عام أو عامين منتخباً وطنياً واحداً ليزجه في مشاركة مجانية لاتكلفه شيئاً, أعضاؤه مازالوا يمارسون أكثر من عملين لأنه لايريد أن يطبق قرار منع الإزدواجية, أدخل نظام الإحتراف بمفهومه الخاطىء فوضع أنديتنا تحت أعباء مالية أثقلت كاهلها وجعلتها ريشة في مهب الريح, ولأنه خطط لكن مع الأسف لم يكتب لهذه الخطط أن تنفذ لأنها وضعت على الرفوف ليتراكم فوقها الغبار وتطوى في غياهب النسيان.. والآن بالله عليكم احكموا إلى أي من النصفين علي أن أنظر.‏

المزيد..