عندما يتلاطم الموج التشريني ماذا تقول العاصفة? تسعة عوامل تجعل التشرينيين يفاخرون بناديهم والعاشر موضع نقاش!

سُئلتُ قبل هذه المرة: أيّ الأندية أشجع, ولأنني أصارح الآخرين وأتحدث إليهم (خبط لزق) كما يقولون فقد ذكرتُ أني أهوى الكرة الحطينية


عندما أضع قلمي جانباً, لكن ومن عادتكم أن تصدّقوني, عندما أكون على أمانتي مع القلم أنسى كلّ الألوان وأتمسك قدر الإمكان بأسس وثوابت أكاديمية ومهنية قد يتسلل إليها الخطأ ولكن دون قصد بالتأكيد…‏



لماذا ألفّ وأدور ولا أدخل مباشرة إلى حديثي »التشريني« البحت وهل يحتاج دخولي إلى كل هذه المقدمة?‏


هناك مواقف يكون الاقتراب منها محفوفاً بالخوف من سوء الفهم فنضطر لتقريب تفاصيلها وتعداد حيثياتها ومن ثمّ الوقوف على ما نريده منها وهذه هي عناوين رحلتي إلى النادي الذي أحبّ وأعني »تشرين« وقبل أن تعيدوني إلى ما ذكرته عن تعلّقي بالكرة الحطينية في بداية هذه المادة أسبقكم إلى هناك لأقول:‏


أولاً- أجمل ذكرياتي الكروية هي ما علق بذهني من لقاءات »الديربي« الكثيرة التي حضرتها بين تشرين وحطين وروعة الجمهور بلونيه الأزرق والأصفر..‏


ثانياً- أول مرّة أقف فيها إلى جانب فنان كروي راجياً أن ألتقط صورة تذكارية معه كانت مع الساحر عبد القادر كردغلي »عبودة«.‏


ثالثاً- في الدورة الرمضانية الكروية التي تنظمها سنوياً الأكاديمية العربية للعلوم البحرية في اللاذقية أحاصر كل عام بمحبة نجوم تشرين القدامى وفي مقدمتهم مازن كوسا وعبدالله مندو.‏



رابعاً- بعد عودة منتخب الشباب من نهائيات كأس العالم في هولندا العام الماضي وفي حفل أقيم تكريماً لهذا المنتخب في ملعب تشرين بدمشق اقترب منّي الموهوب معتز كيلوني وقال لي: هذه أذني, افركها يا أستاذ في إشارة منه إلى ملاحظة سجلتها على أدائه مع منتخب الشباب في هولندا.‏


خامساً- رسالة على بريدي الالكتروني من صديق مجهول بالنسبة لي اسمه (أندريه) يتمنى عليَّ فيها أن أوجّه رسالة إلى جمهور تشرين عبر موقع النادي على شبكة الأنترنت بعد مباراة تشرين والكرامة في حمص وما شهدته من خروج على النص من قبل جمهور الكرامة لكنني فضّلتُ أن تكون رسالتي عبر »الموقف الرياضي لأنها تصل الجميع«..‏


من هذه المقدمات إلى جوهر الموضوع: عندما يتلاطم الموج التشريني ماذا تقول العاصفة?‏


حقائق لابدّ من التعامل معها‏


جمهور تشرين أحد أكبر جماهير الأندية السورية عدداً وأكثرها حرارة, وأقربها للعشق الخالص لكرة القدم, يطربه الأداء الجميل فيزدحم ملعب الأسد بأربعين ألف متفرّج عندما يكون الفريق بحالة جيدة ويتناقص هذا الحضور إلى ألف متفرّج فقط عندما يتحول أداء الفريق إلى نشاز وهذا من حقّه..‏


يعرف جمهور تشرين كيف يُحاكم الأمور بمنطقية وموضوعية وقد أعجبني موقف هذا الجمهور من قرار إدارة النادي بحقّ زميلنا رائد عامر مراسل الرياضية والثورة والقاضي بمنع التعامل مع الزميل المذكور وقد قرأت على موقع النادي الالكتروني الكثير من التعليقات الإيجابية حول هذا الموضوع..‏


في مباراة الجيش وتشرين بالدوري في ملعب الفيحاء بدمشق, وعلى الرغم من الظلم الذي تعرّض له فريق تشرين إلا أن الجمهور التشريني عرف كيف يتماسك وفلتان أعصاب البعض منه لم يعكّر صورته.‏


إلى أين المسير?‏


أنا متأكد أنّه يوم 20 أيلول القادم سيزحف عدد كبير من جمهور تشرين إلى ملعب خالد بن الوليد في حمص لمؤازرة فريق الكرامة في إياب ربع نهائي دوري أبطال آسيا في مواجهته مع الاتحاد السعودي وأن السيد أشرف زينة المشرف على موقع نادي تشرين سيعتذر من أسرة الموقع ويبدّل الإعلانات والتصريحات التي تتمنى الفوز للاتحاد السعودي بأخرى تشجع الكرامة وتتمنى الفوز ليثبت جمهور تشرين للجميع بأنه جمهور مثالي وأن ردّات الفعل التي ظهرت ما هي إلا »فشة خلق« وليست طبعاً بهذا الجمهور..‏


بعض جمهور الكرامة وليس كلّه أساء لفريق وجمهور تشرين ومن واجب الإدارة الكرماوية ورابطة المشجعين أن يبادرا بالاعتذار , ومن أخلاقيات جمهور تشرين ألا يتعامل بردّات الأفعال…‏


9من 10‏


تسعة عوامل تجعل التشرينيين يفتخرون بفريقهم الكروي:‏


الأول: أنهم هم جمهوره ومحبّوه..‏


الثاني: اسمه الذي يطوّق بالحبّ اثنين من أشهر السنة وهذه الميزة لاتتوفر لغيره من كل أندية العالم..‏


الثالث: تاريخه الحافل بالذكريات الجميلة عبر بطولتين للدوري وخمس نهائيات كأس جمهورية وعدة ألقاب لدورات محلية.‏


الرابع: الملك عبودة منه وهو لقب لم يُطلق لغيره من اللاعبين السوريين..‏


الخامس: غنى تربته بالمواد الأولية اللازمة لإنتاج المواهب المتميزة لكرة القدم السورية..‏


السادس: هو الفريق الوحيد الذي لم يفز عليه فريق الكرامة هذا الموسم..‏


السابع: تربّعه على زعامة كرة اللاذقية بفوزه هذا الموسم على حطين ذهاباً وإياباً..‏


الثامن: استراتيجيته الجديدة هذا الموسم بالاعتماد على زراعة النادي وإعطاء الفرصة لعدد كبير من اللاعبين صغار السنّ..‏


التاسع: الشعور بأنّ الفريق مظلوم أفضل من إنجاز محفوف بالشّك‏


أما العامل العاشر والذي يُسجّل على التشرينيين هذا الموسم فهو التشنّج الذي أدّى إلى معاقبة الفريق مادياً وجماهيرياً..‏


أتمنى أن يخصص موقع نادي تشرين إحدى صفحاته لمناقشة هذه المسألة بهدوء وموضوعية بعيداً عن انفعال اللحظة وسيجد التشرينييون أنهم عاقبوا أنفسهم ولو عرفوا كيف يحزمون قناعاتهم باتجاه دعم الفريق في الموسم القادم فأعتقد أنّ البطولة لن تبتعد كثيراً عنهم…‏

المزيد..