دمشق – زياد الشعابين:
شهد اتحاد الجودو والسامبو والكوراش نشاطاً واسعا ومنقطع النظير في الأيام الماضية، من حيث المشاركات الخارجية المكثفة أو الكثيفة والنتائج المميزة فيها، فقد نجح الاتحاد في اختبار وتجربة جديدة له في منافسات بطولة غرب آسيا للناشئين والشباب ذكوراً وإناثا التي جرت في العاصمة الأردنية عمان تموز الماضي بمشاركة تسع دول هي : سورية – الأردن – لبنان- فلسطين – الكويت – العراق – قطر – الإمارات – السعودية، وكان النجاح هو المشاركة الكبيرة والمتنوعة من لاعبي عدد من الأندية المحلية والرهان المسبق على المشاركة التي لم يعلن عنها إلا قبيل السفر بقليل، فكانت النتيجة موافقة لرؤية اتحاد اللعبة وخطته.
فقد تمكن منتخبنا الوطني للناشئات من انتزاع صدارة الترتيب العام ، في حين حقق منتخب الناشئين المركز الثاني، وجاء منتخب الشباب ثالثاً ، في حين اكتفى فريق الشابات بذهبية وفضية وفي الكاتا (ناكي نوكاتا) كان الذهب من نصيب منتخبنا في فئتي (توري وأوكي) .
وبعد هذه البطولة أكد المهندس عماد قدور أن مستقبل اللعبة يحتاج إلى الدعم والاهتمام الكبيرين، بعد أن حافظت على مستواها بغرب آسيا …
وتابع اتحاد الجودو النشاط والمشاركة، فكان آخرها وليس اخيرها مشاركته في بطولة الأندية العربية في مدينة العلمين الجديدة في مصر والتي شاركت فيها 10 دول بإجمالي 500 لاعب ولاعبة ، وحقّق فيها نادي بردى ممثلا للجودو السوري ذهبية عن طريق اللاعب مراد الصالحي بوزن تحت 50 لفئة تحت 14 سنة، وفضية حقّقها اللاعب رائد رهوان ضمن منافسات بوزن 55 كغ بفئة تحت 18 سنة، وبرونزية حقّقها هيثم الصالحي بوزن 42 كغ بفئة تحت 16سنة ، وتبعها مشاركة للاعبي النادي برياضة (الباجوت) الدولية وكسب ثماني ميداليات ملونة، وكان الحاضر في بطولة العالم برياضة (الغوشتن غيري) التي أقيمت في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، وذلك عن طريق اللاعب عمر الشحادة واللاعبة ليلى كنعان وبرفقة المدرّب بشير حريتاني ولم تصلني أي نتيجة تذكر ، و(الغوشتن غيري) رياضة طاجيكية الأصل وهي مزيج من الجودو والمصارعة.
هذا على الصعيد الخارجي أما على الصعيد الداخلي فقد نفذ اتحاد اللعبة خطة نشاطه المقررة لغاية شهر أيلول الحالي ، بإقامة بطولة البراعم للأندية والبيوتات الرياضية (ذكور وإناث) في صالة الفيحاء .
ما هو سبب الفشل والهرب ؟
مقابل هذه النجاح والحضور المميز كان هناك فشل وملاحظات على اتحاد اللعبة وبعض مشاركاته ، ففي الوقت الذي علم الجميع بقصة هروب اللاعب حسن بيان بعد خروجه من منافسات الأولمبياد في العاصمة باريس، والذي التزم الصمت حول الموضوع ولم يتخذ أو يعلن عن أي قرار بهذا الصدد …
في دورة ألعاب بريكس فلم يستطع لاعبوه الجودو تحقيق أي ميدالية في الدورة التي أقيمت في مدينة كازان الروسية ، والمعنيون باللعبة والمتابعون لها أرجعوا سبب هذه النتائج لانعدام التحضير قبل البطولة ، حيث تم استدعاء اللاعبين من منازلهم للسفر من دون إقامة معسكر تدريبي داخلي أو خارجي بسبب ضعف الإمكانات ، على الرغم من المطالبات بضرورة التحضير الجيد للبطولة .
الاجتماعات الدولية فقط !
وفي بطولة العالم للجودو للرجال والسيدات التي استضافتها قطر ، والتي كانت جزءاً من جولة اتحاد الجودو الدولي العالمية وجولة تأهيل لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 في العاصمة الفرنسية باريس ، اقتصرت المشاركة فقط على اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للجودو الذي أقيم على هامش البطولة ، حيث شارك رئيس اتحاد اللعبة عماد حاج قدور في الاجتماع الذي نتج عنه مكاسب لوجستية وعينية وقتها ، حسب ما صرح القدور ، وبهذه المناسبة صحيح أن سفر رئيس الاتحاد لم يذهب هباءً ولكن من المعيب أنه مستمر بهذا النهج ، فبينما تقاتل باقي اتحادات ألعاب القوة من أجل زيادة عدد لاعبيها لتحقيق أكبر مشاركة ، وبالتالي زيادة غلتنا من الميداليات نلاحظ خجلاً واضحاً عند اتحاد الجودو في ابتعاث أكثر من لاعبين إلّا في البطولات الإقليمية أو العربية ، وخاصةً في الفئات العمرية، رغم أن اتحاد الجودو من أوائل الاتحادات التي انتهجت إقامة معسكر مركزي طويل لمنتخبات الرجال والشباب والناشئين، ولا يبخل على كوادره بالدورات ويوزّع نشاطاته على مدار العام بشكل مدروس، فأين مكمن الخلل الذي يمنعنا من مجاراة دول الجوار على الأقل ؟ وإلى متى سنبقى نكتفي بالمشاهدة ؟
المزيد..