هل ينجح اتحاد السلة في الحد من تضخم معدل أعمار لاعبينا ؟

الموقف الرياضي:

تمر السلة السورية بمرحلة صعبة على جميع الأصعدة، وخاصة على صعيد إعداد منتخباتها الوطنية التي لم تر أي تطوراً ملحوظاً بسبب سوء الإعداد والتخبط، وبدا واضحاً أن أمراض السلة السورية أصبحت مزمنة وشفاؤها يبدو عصياً في ظل القرارات المجتزأة، والتي لم تكن مدروسة ولم تتناسب مع واقع اللعبة التي بدأت تلفظ أنفاسها، حيث لن يستطيع العطار إصلاح ما أفسده الدهر في حال بقيت الأمور على حالها من دون خطوات صحيحة.

معدل الأعمار …
يسجل للاتحاد الحالي أنه انتبه في خطوة تسجل له أن معدل أعمار لاعبي السلة السورية مرتفع جداً ، ولا يمكن أن يتناسب مع التصورات المستقبلية التي وضعها الاتحاد للمرحلة المقبلة، ويصل المعدل إلى حدود الثلاثين عاماً وهو مؤشر خطير لا يحمد عقباه في حال بقي دون علاج، فأنديتنا غارقة في فوضى وتعمل بطريقة عشوائية لا يضبطها ضوابط واضحة، وجاء نظام الاحتراف وتطبيقه الخاطئ ليزيد الطين بلة، ويساهم في تحويل أكبر وأعرق الأندية من منتجة إلى مستهلكة ! تبحث عن لاعب من هنا وآخر من هناك، وهذا التراجع الواضح في أنديتنا ، لا تتحمله مسؤوليته الاتحادات السابقة فقط ، فهي عملت حسب خبرتها وطاقتها، لكن هناك من يشاركها في عمليتي التراجع والتطوير إن وجدا، وبداية التطوير يبدأ من أنديتنا، ولو كانت هذه الأندية تسير ضمن خطط مدروسة، وتقودها إدارات محترفة بأشخاص رياضيين وفنيين، بعيداً عن الانتخابات التي تفرز أشخاصاً لا ينتمون للرياضة بصلة، وعملت في معترك الأزمة التي شهدتها البلاد على قواعدها بشكل صحيح، وتم إعدادها بطريقة علمية لكانت أنديتنا حالياً تملك في رصيدها مجموعة متميزة من المواهب ، والقادرة على المنافسة الحقيقية حتى على الصعيد الخارجي، لكن عبثاً فغياب التخطيط السليم لدى جميع أنديتنا بات واضحاً، وزاد من همومها دخول الاحتراف بطريقة عشوائية ساهم في هموم وشجون الأندية، إضافة إلى أن جميع الاتحادات المتعاقبة على اللعبة لم يكن لديها إستراتيجية بعيدة المدى لجميع مفاصل اللعبة، وكل ما قامت به لا يتعدى زوبعة لم تلبث أن تلاشت من دون رجعة تاركة خلفها أثاراً سلبية على واقع اللعبة، والمطلوب إعادة العمل بقرار تحديد الأعمار من جديد اعتباراً من الموسم الحالي ولمدة خمسة سنوات، وحينها فقط سيظهر لنا جيل مؤهل لتمثيل السلة السورية أجمل تمثيل، وغير ذلك ستبقى سلتنا بأنديتنا تدور في حلقة مغلقة بعيداً عن أي مخرج.

غير كافٍ …
أصدر الاتحاد الحالي أول قرار قد يسهم في خلق التوازن بمعدل أعمار لاعبينا، حيث قرر قبل سنتين تحديد أعمار اللاعبين المشاركين في مسابقة كأس الجمهورية دون 27 سنة، وهو قرار جيد، ونتائجه كانت ستكون مثمرة لكن هذا القرار وأد بسبب مطالبات غالبية الأندية ولم يكتب له النجاح، لأنه بحاجة لسنوات قد تكون طويلة حتى يثمر عن نتائج جيدة، ولم يكن هناك من يفكر بعقلية علمية ويعرف أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وعلى اتحاد السلة أن يستغل قربه وعلاقته الطيبة والقوية مع القيادة الرياضية، وأن يعيد النظر في دوري الفئات العمرية وأهمها دوري الشباب ويصب جل اهتمامه فيها ، لأنها هي الأساس وتطورها سينعكس على جميع مفاصل اللعبة.

عشوائية !
لا نغالي إذا قلنا بأن هذا الموسم شهد فوضى احترافية وانتقالات عشوائية غير مدروسة ، بعد أن قام الاتحاد الحالي في إلغاء قرار تحديد الأعمار تحت 24سنة الذي أقره الاتحاد السابق، والذي ساهم في وضع الأندية على مسافة متقاربة حتى  بموضوع تعاقداتها، غير أن هذا الموسم قامت الأندية الكبيرة في ضم أفضل اللاعبين بغض النظر عن أعمارهم ، لأن هاجس هذه الأندية تحقيق مكاسب ونتائج مسبقة الصنع حتى لو كانت على حساب بنيان النادي، فتصوروا أن ناديين الموسم الماضي تنافسا على ضم لاعباً يتجاوز عمره الخامسة والثلاثين، وأن ناد كبير في العاصمة ضم لاعبين اثنين من فئة الناشئين لصفوفه لا لشيء ، سوى لأن أنديتنا باتت مستهلكة وغير منتجة، لذلك لابد من وضع ضوابط لهذه الفوضى والحد من التعاقدات مع لاعبين كبار وإعادة النظر في قرار تحديد الأعمار تحت 24 سنة لما له من فوائد جيدة، وساهم في ظهور جيل سلوي من اللاعبين الشباب بات أغلبهم من أهم لاعبي منتخبنا الوطني الحالي.

خلاصة ..
بصراحة على ضوء هذا الواقع لن نكون متفائلين بمستقبل سلتنا في حال بقي الوضع على حاله، ولا يمكن أن تتطور سلتنا ، ما دام عمل أنديتنا غير منتظم، ولن ترى النور  مازلنا على هذه الدرجة من الاستخفاف بمسابقاتنا المحلية التي لم تشهد أي تطور منذ سنوات يتناسب مع التطور الحاصل بمفاصل اللعبة، فهل سيكون الاتحاد الحالي أول من يضع سلتنا على الطريقة الصحيحة ؟ أم سيبقى الحال على ما هو عليه إلى أن  تبقى سلتنا أسيرة قرارات عشوائية قد توصلها لحد الهاوية، لا سمح الله.

المزيد..
آخر الأخبار