ملحم الحكيم :
ما عادت به أثقالنا من نتائج في بطولة العالم مؤخراً في ألبانيا التي استضافت بطولة العالم لتحت ١٧ عاما تثبت عراقة حديدنا،
حيث ظفر منتخبنا بميدالية ذهبية عبر الرباع علي منذر محمد بوزن ١٠٢ كغ، لرفعة الخطف ١٧١كغ، والمركز الرابع بالمجموع العام ، فيما حقق الرباع الخلوق أحمد شماع الميدالية البرونزية في بطولة العالم المقامة حاليا في ألبانيا (( دوريس)) .
مسجلا أرقاما وقدرها 130kg خطف و171kgنتر ،
و محققا أكثر من ستة ارقام سورية وكان أصغر المنافسين،
فيما سجل الرباع البطل محمد الكاتب الذي نافس بقوة متحديا أبطال العالم بوزن 81kg بالرغم من صغر سنه، محققا أرقاما سورية جديدة بخطف 128kg .
ونتر161 kg وقد نال إعجاب كافة الكوادر على المستوى العالمي.
نتائج مستحقة
النتائج التي حققها رباعونا جاءت مستحقة تماماً لأمور كثيرة، أولها المعادن البراقة التي تقلدها الابطال ، وثانيها أن الميداليات جاءت بعد منافسات قوية مع أبطال من أكثر من خمسين دولة ، وثانيها صغر سن اللاعبين من ناحية وقلة مشاركاتهم الدولية من ناحية أخرى، أي بمعنى أن للعبة مستقبلها ولأبطالها رديف قوي حقق الذهب العالمي في صغره وحداثة مشاركته فماذا سيحقق عندما يصبح مخضرماً باللعبة.
وهذا ما اعتبرته كوادر اللعبة إنجازا لا بد من البحث في أسبابه لتعميمها، فكيف استطاعت أثقال لاعبي حلب التي حلت بالمركز الأخير في الاولمبياد الوطني الأول منذ أكثر من خمس سنوات أن تصل إلى ميداليات بطولة العالم رغم مشاركتها بأصغر اللاعبين عمرا بالبطولة فهو نتيجة منهجية تدريبية ناجحة .
تعميم التجربة
هذا ما كشف عنه بطل الأثقال عبدلله إسكندراني رئيس مكتب ألعاب القوة بحلب حين قال: بالفعل حلت حلب و أثقالها بالمركز الأخير في الأولمبياد الوطني الأول منذ ما يقارب خمس سنوات، لكنها استطاعت أن تصل للمركز الرابع منذ عامين وللمركز الأول وصدارة بطولة الجمهورية الأخيرة لرفع الأثقال، ثم توج جميع أبطالها في بطولة العرب التي استضافتها بلادنا مؤخراً ونافسوا بقوة الفئة العمرية الأكبر، وهذا هو ما نبحث عنه لأن التطور الداخلي بالشكل الصحيح يقودنا إلى التطور الخارجي، فان تحتل حلب صدارة الجمهورية أولا والميداليات العربية ثانياً والميداليات العالمية ثالثاً ، يعد إنجازا حقيقيا للرياضة الوطنية عامة ولحلب ومشروع البطل الواعد بشكل خاص، حسب تعبير بطل الأثقال عبد الله إسكندراني في قوله : فما تحقق لحلب مركز مميز في ظل الظروف الحالية الصعبة التي فرضها الإرهاب الحاقد، ومع ذلك ورغم العمر التدريبي القصير، واستطعنا الوصول للمركز الأول .
حوافز مادية ومعنوية
وتابع إسكندراني: مشروع البطل الواعد انحصر في بدايته بلعبة رفع الأثقال، حيث أردنا جمع عدد كبير من الأطفال وتبنيهم بشكل كامل رياضياً وتربوياً وثقافياً وقد لاقى نجاحاً باهراً نظراً لوجود محفزات ساعدت على قدوم الأطفال والتزامهم معنا، حيث استطعنا يومها أن نؤمن دوراً فاعلاً عبر تقديم الدعم من ألبسة وحقائب مدرسية ورعاية طبية ونفسية، وهو ما حفز الكثيرين على العمل معنا بشكل طوعي، ونوه الإسكندراني بأن المشروع حديث العهد قياسا بأعمار المشاركين من باقي الدول وما نطمح إليه في عملنا هو الوصول لبطل أولمبي عالمي حيث نمتلك اليوم ٣٠٠ طفل يشرف عليهم مدربون مختصون ولا يترتب أي مقابل مادي على المتدربين، بل العكس تماماً تقدم إليهم جميع التسهيلات والتنقلات والدعم اللازم ليس للتدريب فقط بل لحياتهم اليومية والاجتماعية أيضاً.
مراحل العمل كثيرة
وبين إسكندراني أن مشروع البطل الواعد يمر بعدة مراحل ومن أهمها الإعداد، البناء، بداية رفع الأوزان، المشاركة في البطولات، تحقيق مركز متقدم، رفد المنتخبات الوطنية بالأبطال، وطبعاً طموحنا يسير كما نرسم له وهو لا ينحصر في الفوز ببطولة الجمهورية فقط، بل تعداه فحملنا الميداليات العربية والعالمية، ولضمان استمرارية الإنتاج يتطلب العمل منا ومن بقية الكوادر حتى نصل هدفنا الذي وضعناه ضمن خطة العمل، فأنا كبطل سابق لدي طموح لتخريج لاعبين يمثلون سورية أفضل تمثيل بالمحافل القارية والعالمية لأننا أصحاب رسالة، وفي سورية نملك مواهب وخامات بحاجة إلى العمل عليها لتصل للنجومية، لذلك نقدم كل ما بوسعنا.
رعاية كاملة
وأضاف: بداية كان القول إن بعض الأطفال هم من أبناء شهداء الوطن وقد استقطبناهم لنخفف من محنتهم ولنضعهم بأجواء رياضية بعيداً عن شعورهم بالحزن علّنا نعوض شيئاً مما فقدوه، فهم صغار ومازال لديهم الكثير ليقدموه مستقبلاً، لذلك رعايتهم رياضياً مسؤولية كبرى تقع على عاتقنا كرياضيين، ولكن وبعد ما قدمنا من جهد وما قدموه من التزام وتدريب
اصبح استنساخ أبطال أمثال عهد جغيلي والأولمبي معن أسعد حلما لأبطال اللعبة
عمل جاد
أشار إسكندراني إلى أن الأزمة لعبت دوراً سلبيا في عزوف الكثير من الأطفال عن ممارسة الألعاب، وقد ساعد ذلك على تحويل معظم الأماكن الرياضية في الأندية لاستثمارات تجارية، ومن وجهة نظر شخصية لو كانت استثمارات رياضية لكانت الفائدة على الألعاب ولتمكن من احتضان الكثير من الأطفال الذين عصفت بهم الأزمة لدرجة أن عدد كل مراكزنا التدريبية لم يكن يتجاوز ٦٠ لاعباً ، أي أقل من عدد المدربين بأضعاف، وعليه وبعد وصولي لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام بحلب وتسلمي مكتب المراكز التدريبية والبيوتات الرياضية، واليوم برئاسة مكتب ألعاب القوة أصبح لدي دافع أكبر، حيث أسعى مع بقية الأعضاء لافتتاح مراكز مستنسخة عن مشروع البطل الواعد، وذلك في أندية حلب وأندية الريف أيضاً مع توسيع قاعدة الألعاب، لا سيما ألعاب القوة التي تعزف عنها الاندية الكبيرة والغنية والاعمار التي لدينا تتراوح بين 8 وحتى 12 سنة، ونعمل بكامل طاقتنا رغم وقوف بعض الأشخاص ضدنا ومحاولة عرقلة مسيرتنا التي كشفت عن فعاليتها ونتائجها في مختلف البطولات التي شاركنا بها ، وما حققه أبطال المشروع اليوم في بطولة العرب لرفع الأثقال الأخيرة وبطولة العالم في ألبانيا دليل على نجاح مسيرة طويلة من العطاء للاعبي المركز المصممين على تحسين ادائهم ونتائجهم وفي جميع الألعاب وفي كل مشاركة قادمة سنقدم من خلال نتائج لاعبينا الدليل الأكبر على تطور مستوياتهم الفنية، لأنه في عالم الأثقال تحطيم الرقم الشخصي تطور في الاداء وارتقاء في المستوى الفني، أما الوصول للميدالية ومنصات التتويج على اختلاف أنواعها إنجاز حقيقي يطمح له كل أبطال المركز، وسنعمل كل ما بوسعنا للوصول بهم إلى غاياتهم وطموحهم.