الموقف الرياضي:
بعد زلزال السادس من شباط سجلت الرياضة السورية وكوادرها نقاطاً بيضاء مشرّفة سواء لجهة الاستجابة السريعة لنداء إغاثة المناطق المنكوبة، عبر استمرارية حملات الإغاثة والدعم للمناطق المنكوبة من قبل الأندية، ومبادراتها الإنسانية المسؤولة، أو لجهة القرارات التي اتخذتها القيادة الرياضية بتعليق النشاط الرياضي وفتح المدن والمنشآت الرياضية والصالات كمراكز إيواء للمنكوبين والمتضررين.
ولأن الرياضة ونجومها عناصر فاعلة في الحراك الوطني وخاصة في مواجهة المحنة الحالية جراء الزلزال الكارثة، فإننا سجلنا غياباً لنجومها على مستوى الدعم المعنوي، وهنا نتحفظ كثيراً على الدخول في حيثيات وآليات الدعم المالي إعلاناً أو كتماناً، فالأهم بالنسبة لمقصدنا هو الدعم المعنوي للمنكوبين من قبل شريحة لطالما حظيت بمحبة الجمهور وهتافه وتصفيقه، فكان حرياً أن يتواجدوا على الأرض داعمين ومحفزين ومبادرين.
وبالمثل نسأل المعنيين عن أوليات عملهم وخططهم التنفيذية التي لطالما عودونا على قرارات ارتجالية غير مدروسة، بل متخبطة، بدليل تصريحات ارتجالية لعودة النشاط الرياضي ومشاركات خارجية في ظروف عصيبة يمر بها البلد كمنتخب الركبي وغيره، وهنا لا نقصد المشاركة الرسمية في النهائيات الآسيوية لكرة القدم للشباب، بل ندعو لمنتخبنا بالتوفيق لرسم فرحة تمثل حاجة ملحة في هذه الأيام المؤلمة، ولكن نسجل عتبنا على الاتحاد المعني لجهة الإعلان عن توقيع العقد مع الأرجنتيني هيكتور في ظروف مؤلمة كان الأجدى التوقيع فقط دون إعلام حتى على الصفحة الرسمية، والاكتفاء بخبر رسمي، فالأجواء المحيطة الإنسانية تفرض طلب المساعدة ومد يد العون واستثمارها إعلامياً لا إظهار القدرة على التعاقد مع مدرب عالمي، وكأننا في بحبوحة تتناقض مع الظروف القاهرة والمؤلمة.
وفي ضوء حتمية عودة عجلة الحياة ننتظر من القيادة الرياضية ترتيب أولوياتها لعودة النشاط الرياضي عبر خطط عملية مدروسة، ووضع تصورات موضوعية ومنطقية لذلك تتمثل بعقد اجتماعات استثنائية لأعلى سلطة رياضية وورشات عملية حقيقية وتوظيف المساعدات المالية المرتقبة لخدمة الحراك الرياضي، ولا بأس من تأجيل بعض مشاريع الإكساء والبذخ في مطارح مختلفة فالواقع مؤلم ومحزن .
الرحمة لضحايا الزلزال الكارثة والشفاء للجرحى، والحكمة ومنطق المسؤولية الوطنية مطلوبة في إدارة الكارثة بشقها الرياضي.
بشار محمد
Basharn79@gmail.com