الموقف الرياضي:
دون مقدمات وبعيداً عن التسريبات، ضرب اتحاد الكرة بقوة وكسب رضا الشارع وأعاد مسك زمام المبادرة والتعاطف معه بأنه يعمل بصمت ودون كلل لتحقيق الهدف الأسمى والنتاج الأبرز بعودة الروح للمنتخب الوطني الأول، واستعادة الهيبة وتحقيق إنجاز طال انتظاره بعبور دور المجموعات في النهائيات الآسيوية، ومن ثم التفكير بالمونديال العالمي وكيفية بلوغه حقيقة لا وهماً.
الاتحاد تعاقد مع المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر لقيادة منتخبنا في الاستحقاقات القادمة وهي خطوة ناجحة ومتميزة وتسجل للاتحاد وتستحق الدعم والثناء بل تستحق أن يمنح الاتحاد فرصة تأكيد صوابية عمله ونهجه.
الخطوة الجيدة تحتاج لخطوات سريعة أصلب وأكثر جرأة وفي طليعتها الصدق وإجراء مكاشفة سريعة وعاجلة لنتاج الاتحاد وعمله خلال المرحلة السابقة، ولا بأس أن تكون مكاشفة جريئة قد تطيح ببعض المتنفذين وقد تنهي حقبة من العبث الكروي والفشل الإداري والفني والخططي والتنفيذي وغيره الكثير من الإخفاقات، وصولاً للتجاوزات المالية المربكة والمخجلة في سجل الاتحادات المتعاقبة .
التعاقد من حيث الشكل براق ومفصلي في المرحلة الحالية لكنه في المضمون يفرض معالجات عاجلة وورشات عملية نوعية تخصصية لا مكان فيها للمجاملات والمناكفات وتتطلب يداً ممدودة للجميع للبناء والوفاق لا للهدم والتفكير بالمصالح والمكاسب الآنية تقودنا للعمل الجاد الصادق وخلق بيئة عمل داعمة مثالية فنية وإدارية وإعلامية ومالية نتشاطر جميعاً المشاركة في خلقها وتأسيسها، وصولاً لخطة عمل حقيقية على الأرض لا على الورق ولا في الغرف المغلقة والأدراج الصغيرة.
الخطوات التالية أصعب وأعقد تبدأ بصفر مشاكل يا اتحاد الكرة مع روزنامة مسابقاتك ومع الأندية الممارسة للعبة وكل مفاصلها وبتغيير لذهنية وآلية عمل وتقديم عناوين للمرحلة تؤسس لخاتمة صحيحة، ومن المفيد هنا تبييض الصفحات المشوهة بالممارسات الخاطئة عبر انتهاج العمل المنظم الهادف بعيداً عن الشخصنة والحسابات الضيقة فالمكاسب أكبر في حال نجح الاتحاد بمهمته باستعادة الروح لكرتنا وبث الحياة فيها، وقد تكون مرحلته الأطول والأجدر بالبقاء في حال أحسن وأجاد وعكس نوايا صادقة للبناء وغير ذلك فإن التعاقد سيكون كورقة التوت، ستعري حقيقة المشهد الذي لا نجهل جزءاً كبيراً منه .
إذاً هي فرصة استثنائية لكسب الرهان ونحن داعمون للخطوة شرط أن تكون بناءة ومحسوبة وشفافة فالأمور بالخواتيم ولنتعلم من دروس الماضي فالحسابات الخاطئة مصيرها الفشل والندم..
بشار محمد
Basharn79@gmail.com