صوت الموقف:أمنيات العام الجديد

الموقف الرياضي:

شكّل نتاج الألعاب الفردية وألعاب القوة رافعة حقيقيّة للرياضة السورية في العام المنصرم وسط خيبات ونكسات الألعاب الجماعية، وفي طليعتها لعبتا القدم والسلة المترفتان مالاً وسفراً وغطرسة، لكنهما حقيقة أشبه «بضفدع على ظهر فيل».
أحد المنجمين طمأن على شاشة فضيّة عربية «أن العام 2023 هو عام الرياضة السورية «، وخروجها من قلب العتم حتى تضوي على الملاعب، وتكتب اسمها بأكثر من سجل، الحديث كان لافتاً ليس لأهمية المُنجم أو المحطة التلفزيونية بل لحديثه عن الرياضة السورية تحديداً، في سياق الحديث عن توقعاته لسورية في 2023، وقبل تطرّقه لتوقعات سياسية أو اقتصادية أو فنية، للغمز من زاوية أن الفلك وحساباته سيكونان في صف الرياضة السورية، وتصدرها لمشهد التوقعات والكتهنات، بعد أن فشلت الوقائع والحقائق والنتائج الرقمية في منح الرياضة صدارة المشهد المحلي لاعتبارات وأسباب موضوعية وظروف زمانية ومكانية أثرت إلى حدّ ما في النتاج الرياضي.
التوقعات بعيداً عن التنجيم هي أمنيات وتطلعات محقة، وطموحات مشروعة للرياضيين الأبطال بتحقيق ميداليات براقة وأرقام وإنجازات وطنية وشخصية، وهذا قد يتحقق في لعبة أو اثنتين أو ثلاثة على الأكثر، مع احتمالية حدوث معجزة في قبة الفيحاء أو في صالتها القريبة منها، كأمنية وحيدة نتشارك الصلاة لأجلها وتقديم الأضاحي لتحقيقها ووضع الإمكانيات المادية «المجمدة منها» والمستدانة والمفروضة دلالاً وترفاً للاتحاد المدلل القريب من اتحاد متعالٍ، وهما فقط من عناهما المنجم بحديث توقعاته، لكونهما يحتاجان للفلك والسحر وأحلام اليقظة والدعوات والصلوات للوصول لأهدافهما، بعد فشلهما العام الماضي بتحقيق أي شيء يذكر، على الرغم من إغداق المكتب التنفيذي كرمه ودعمه المعنوي والمادي واللوجستي وحتى الفلكي عليهما.
أمنيات العام الجديد بتقديم كل الدعم الحقيقي للأبطال أصحاب الإرادة والتواضع في اتحادات الألعاب الفردية وألعاب القوة، لرفع شأن رياضتنا الوطنية، وإعادة اتحادات الطواويس لحجمها الطبيعي، ووضع معايير حقيقية للتقييم، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب والتفكير جدياً بخطة إنقاذية للأندية مالياً وتنظيمياً وإنشائياً واستثمارياً، وسحب كل الملفات الساخنة من التداول وإيجاد حلول علنية لها، في الضوء بعيداً عن العتم الذي فهمناه من «المُنجم».
2023 قد يكون كغيره من الأعوام التي مرت على رياضتنا بسقوف مفتوحة وأمنيات فضفاضة ونتاج على أصابع اليد الواحدة، لكن ما نأمله نحن صراحة أن يكون عام الحقيقة كل الحقيقة للرياضة السورية خيراً ونتاجاً وصدقاً…

بشار محمد
Basharn79@gmail.com

المزيد..
آخر الأخبار