الموقف الرياضي- أنور الجرادات :
يقضي عقد اللاعب مع ناديه بوجوب تكفل النادي بتوفير العلاج ضد الإصابات الرياضية التي يتعرض لها اللاعب، سواء في التدريبات أو المباريات، رغم ذلك تماطل الأندية في تحمل مسؤولياتها المادية لدى إصابة لاعبيها، وهي مشكلة تواجه اللاعبين، وتعرقل مسيرتهم الكروية.
اعتزال بداعي الإصابة
يؤدي تجاهل الأندية المحلية واتحاد كرة القدم لتقديم الرعاية الصحية اللازمة للاعبيها إلى تضررهم لدرجة تصل إلى الاعتزال بداعي الإصابة، نتيجة عدم قدرتهم على استكمال العلاج، أو لتفاقم إصاباتهم أثناء انتظار تكفل أنديتهم بتكاليف العلاج اللازمة، بحسب اللاعبين.
وأجبر بعض اللاعبين على اعتزال لعبة كرة القدم، بعد رفض النادي التكفل بعلاجهم الذي كانوا يتعرضون لها وهناك أمثلة كثيرة وعديدة بعد مماطلة الأندية التي كانوا يلعبون لحسابها بالتكفل في علاج إصابتهم لكن النادي والاتحاد لم يقدما لهم أي مساعدة أيضاً فكانوا يضطرون لاستكمال رحلة علاجهم التي كانت تمتد لعام ونصف على نفقتهم الخاصة، بعد تهرب النادي والاتحاد من مسؤوليتهما، ثم يأتي قرار الاعتزال.
فحص طبي
اللاعب بعد تعرضه للإصابة يجب أن يخضع للفحص الطبي مباشرة، لتحديد نوع إصابته ونوع العلاج الذي سيخضع له، لذلك فإن تأخر الأندية في تأمين تكاليف علاج اللاعبين، يزيد من معاناتهم ويطيل وقت الاستشفاء وإن إصابة الرباط الصليبي وهي الأكثر شيوعا لدى اللاعبين عندنا قد تصل تكلفة إجراء الجراحة لها إلى مبالغ مالية كبيرة.
أزمة مالية
والأندية لا تؤمن على لاعبيها ضد الإصابات، وفي التكفل بعلاج لاعبيها إلى الظروف المادية التي تعيشها الأندية وكلها تعاني في ظل وجود الاحتراف الذي لم يبن على أسس صحيحة.
ورغم أن النادي ملزم قانونيا بعلاج اللاعب المصاب، لكن الأندية تصطدم بعوائق منها أن الاتحاد لم يسدد الكثير من المستحقات والالتزامات المالية للأندية وتتجاوز الفاتورة الشهرية للأندية مبالغ مالية كبيرة بالمقابل الاتحاد لا يقدم أي دعم في هذا الأمر ما يفاقم الأعباء المالية عليها، ويمتد هذا الأثر على اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والطبية…
لوائح قاصرة
لا تتضمن لوائح اتحاد الكرة التعليمات الواردة في لوائح» الفيفا « والتي تنظم طبيعة العلاقة بين أركان اللعبة من لاعبين وأندية واتحاد الكرة، فالاتحاد يعتمد على قوانين قام بصياغتها أشخاص لا علاقة لهم بكرة القدم…
ولجان الاتحاد لا تحفظ حقوق اللاعبين، ولا توفر الحماية القانونية لهم ضمن المتطلبات التي يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم « الفيفا « حيث يفرض وجود وثائق تأمين للاعبين، وضمان التعويضات المالية وتشمل الإصابات والوفيات والعلاج، وهذا ما يطلبه الاتحاد من إدارات الأندية، لكن بلا متابعة أو رقابة، ولا يتشدد في مسألة وجود وثيقة التأمين…
وعلى اتحاد الكرة أن يقوم بتعديل بعض القوانين واللوائح لتنسجم مع قوانين الـفيفا وإلا سيكون مخالفا ويتعرض لعقوبات من الفيفا والتي تنص على أن جميع اللاعبين متساوون في الحقوق المالية والصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية
وأخيراً
دور الاتحاد توجيهي إذ يوجه الأخير الأندية إلى تأمين اللاعبين ضد الإصابات، بما فيه مصلحة اللاعب والنادي على حد سواء، كأن يتم تعويض اللاعب والنادي ماليا وهذا أمر إيجابي للطرفين وان الاتحاد يعرض اللوائح التي تشترط تأمين اللاعبين ضد الإصابات على الأندية ولاعبيها، لكنها لا تعمم.