وقفة:العرس العالمي

الموقف  الرياضي:

يطيب للكثيرين تسمية نهائيات كأس العالم لكرة القدم بالعرس العالمي ، حيث المتابعة لا تقتصر على من حالفه الحظ وتأهل للنهائيات بل أن الموضوع يشمل كل المهتمين بكرة القدم في كل دول العالم سواء تأهلوا أو لم يتأهلوا إضافة إلى الحملة الاعلامية الكبيرة والكبيرة جداً التي تواكب مفردات النهائيات ، حيث في تلك النهائيات فاعلون ومنفعلين وجماهير متابعة مقسومة أيضا بين فاعل ومنفعل بالنسبة لنا حتى الآن ومع بداية هذا المونديال ونهايته نكون مراوحين في المكان أي أننا منفعلون ومتفرجون ولا أكثر من ذلك ..
في مونديالات سابقة كانت لنا حظوظ المشاركة في التحكيم حتى هذه الميزة فقدناها تماماً فبماذا إذا نتغنى ، وبماذا نأمل ، في الواقع إننا سنبقى في المدى المنظور على نفس الحال وعلى هذا المنوال لأن التركيبة التي تساهم في وصولنا إلى الأحداث الكبرى لم نصل إليها بعد بدءاً من الأندية مروراً بكل المفاصل وانتهاء باتحاد الكرة تاريخنا في هذه المسابقات وحتى في كرة القدم بشكلها العام مكرر من يرحل يرحل لأنه لم ينجز و لأنه أجبر على الرحيل بعد أن عاث في اللعبة فساداً ومن يأتي ليحمل الراية يأتي بالوساطة، أو بالتآمر الانتخابي وهو فارغ في فكره المطور لكرة القدم بالشكل والمضمون فيمضي في قيادة اللعبة على الصعيد المحلي بدوري لا يقدم ولا يؤخر وبمسابقة كأس لا تعطي إلا مايعطيه الدوري وليس أكثر، وبنية تحتية لا يمكن أن تقارنها بأي بنية حتى في الدول الضعيفة ملاعبنا لا تصلح للعب و أنديتنا من له منشأة فقدت الكثير من هيبتها وعشعش الاستثمار في أركانها فباتت المنشآت للمستثمرين الطامعين الواصلين وليست لأبناء الأندية ولاعبيها ، وفئة التحكيم حدث ولا حرج واللوائح الانضباطية والمسابقات كأننا في العصور الوسطى ومن يخطئ يعاقب ثم يأتي العفو عنه وبالتالي يتمادى المخطئون أكثر فأكثر ، والإمكانيات لا تقارن مع غيرها ونتغنى في كل مونديال بمن نظم وبمنشآته ، وبالنجوم التي ظهرت وبالأسماء التي لمعت وبالفرق التي توجت ، ونحن في مقاعدنا قابعون نحلم بمونديال قادم عسى ولعل أن يكون لنا فيه نصيب أو مقعد ..!!؟
المونديال القادم سيكون المشاركون فيه ( 42) فريقا أي أن حصة آسيا التي نحن منها سوف تصل إلى (8)مقاعد ولأنها ستكون كذلك يقال ويأمل المتفائلون بأن المونديال القادم في أمريكا الوسطى والشمالية سيكون لسورية مقعد فيه يعني أن هذا العدد وزيادته هو السبب .
إن بقينا على هذا الحال لن نكون متشائمين ولكن من باب النظرة الواقعية نؤكد إن بقينا على هذا الحال فليس لنا مقعد في نهائيات كأس العالم حتى لو ارتفع عدد المشاركون إلى (60) مشارك لأننا لا نعمل بالفكر ولا بالعلم وإنما نعمل بالواسطات والعنجهيات والخطابات تلك الخطابات التي ماكانت في يوم من الأيام السلاح الأمضى ..!!؟

عبير يوسف علي       a.bir alee @gmail.com

المزيد..
آخر الأخبار