الموقف الرياضي:
عشية انطلاق النسخة الثانية والعشرين لنهائيات كأس العالم في قطر 2022، هيمنت أخبار المونديال على كل وسائل الإعلام في العالم قديمها التقليدي وجديدها الرقمي والإلكتروني والفضائي، واقتحامها تفاصيل الحياة اليومية، على الرغم من أولويات الحياة المعيشية إلا أن للمونديال سحره الخاص في أرجاء المعمورة.
منتخبات اعتادت أن تكون في عداد المرشحين لانتزاع اللقب ومنتخبات طموحة وصلت للمونديال بحثاً عن أولى ألقابها، أو منها زيادة غلتها المونديالية، ووحدها شمس البرازيل لم تغب عن أي نسخة منذ الانطلاقة عام 1930 حيث تربع بالمرتبة الأولى بألقابه الخمسة وتطلعاته للنجمة السادسة أمام طموحات المانشافت الألماني ليعادله بنجمة خامسة وسط غياب الآزوري الإيطالي عن النسخة الحالية ،وللتانغو الأرجنتيني والديك الفرنسي أحقيتهما بالبحث عن لقب ثالث أمام تطلعات الماتادور الإسباني ومنتخب الأسود الثلاثة الانكليزي عن لقب ثان دون أن نغفل حق منتخبات الصف الأول بلجيكا وكرواتيا وهولندا في تحقيق المفاجأة وانتزاع لقب المونديال «العربي الأول».
المونديال الحلم ليس من باب المديح بالأرقام المالية الفلكية لتكلفة الاستضافة والتنظيم والإنشاء لملاعب قيل عنها وسيقال الكثير أو من باب تصديق حقيقة انطلاقة مونديال قطر التي شابها الكثير من التكهنات والتي أطلت السياسة برأسها في هذا الملف إسناداً وأخباراً وتفاصيل وكواليس حقوق وقضايا وشعارات وتحريمات….!
بل قصدت بالحلم الذي يراود كل سوري في أن يرى منتخب نسور قاسيون بين كوكبة منتخبات العالم في مونديال ألفين وأي تاريخ قريب بعد أن كنا على عتبة الملحق المونديالي لنهائيات روسيا 2018 وخسرنا الملحق الآسيوي أمام استراليا تحت شعار «سورية بروسيا» وتأجل الحلم بفعل أياد عبثت بالمنتخب وقتلت روحه وأوصلته لحاله اليوم، منتخب بلا مخالب لا يقوى إلا على السفر والترحال وتلقي الهزائم.
المونديال سيطاردنا وسيقتحم خصوصيتنا لشهر أو أكثر منذ الغد رسمياً، لكنه سيبقى حلماً والأصح كابوساً ثقيلاً وموجعاً يقضّ مضاجعنا حتى لحظة الحقيقة وإعداد خطة هادفة مرحلية منهجية وعلمية لبلوغه، أساسها المساءلة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب والصدق والنوايا الطيبة لفريق عمل منسجم، وعندها سيكون الحلم موضوعياً قابلاً للتحول إلى حقيقة جميلة ينتظرها ملايين السوريين.
بشار محمد
Basharn79@gmail.com