صوت الموقف:أزمة تنذر بالأسوأ

الموقف الرياضي:

يبدو أن اتحاد كرة القدم مطالب اليوم قبل الغد، باتخاذ إجراءات حازمة وعاجلة، لسحب فتيل أزمة قد لا تقف حدودها عند حدّ تراشق الاتهامات، وإصدار بيانات إعلامية بين الأندية، وإطلاق تصريحات رنّانة غير محسوبة العواقب.
فتيل الأزمة الحالية التي تلوح في أجواء كرتنا، وتحديداً على مستوى إدارتي ناديين كبيرين ومهمين في رياضتنا عامة، وكرة القدم خاصة، هما الوحدة وأهلي حلب، فما جرى من نشر بيانات إعلامية على صفحتي الناديين على منصات التواصل الاجتماعي، يشير إلى حجم الكارثة التي قد تحدث فيما لو اكتفى اتحاد الكرة بدور «الكومبارس»، أو اكتفى بتحميل لجنة الانضباط وحدها وزر المشهد القاتم من الفعل ورد الفعل والشعور المتزايد بالغبن والظلم من قبل الأندية أو الكوادر التي تتم معاقبتها وفق تقارير مراقبي المباريات.
الاتحاد الحالي الذي يسافر رئيسه ونائبه شرقاً وغرباً تحت مسوغات إيجاد حلول لمشكلات العجز المالي نتيجة تجميد أرصدته المالية، وتفعيل اتفاقيات سابقة، واستحداث اتفاقيات وتفاهمات جديدة بعناوين براقة، تناسى أن مسابقة الدوري تحتاج إلى متابعة وإيلاء تفاصيلها وأحداثها وكواليسها الاهتمام المسؤول و المستحق، ويبدو أن الاتحاد المنشغل بتوزيع حصص المنتخبات الوطنية على الأعضاء، بما يضمن بقاء بيته الداخلي متماسكاً في ظاهره، مترنحاً في حقيقته، يراهن على استمراريته في نهجه الحالي، بمنح صلاحيات للجانه الرئيسية لا تتعدى كونها صلاحيات وهمية مصادرة جزئياً أو كلياً من الممسكين بقرار قبة الفيحاء، بما فيها لجنة الحكام الرئيسية التي نحذرها من عواقب تجاهل ما يجري من أخطاء وظلم لأندية بعينها، ومحاباة لحكام تبعاً لارتباطها بالمتنفذين داخل أروقة الاتحاد.
الحالة التي شهدتها مباراة الوحدة والاتحاد والبيانات والتصريحات التي تلت المباراة، تشير إلى حجم الهوة الكبير بين ناديين كبيرين، وتبيّن ضرورة التدخل الرياضي المسؤول لوضع النقاط على الحروف، وخلق مبادرة جامعة لجمهوري الناديين ، بعيداً عن التعصب وتغليب الأخلاق الرياضية لتحقيق مصلحة الرياضة الجوهرية، للحدّ من كارثة لا تحمد عقباها في حال لم يحسن اتحاد الكرة، ومجلس إدارة الناديين التصرف العقلاني الحكيم لوأد فتنة تنذر بما هو أسوأ.

بشار محمد
Basharn79@gmail.com

المزيد..
آخر الأخبار