صوت الموقف:دروس وعبر

الموقف الرياضي :

جاء رحيل رئيس نادي تشرين صادماً لمحبيه ولجماهير الكرة السورية وأنديتها عشية انطلاقة دوري كرة القدم لأندية الدرجة الممتازة التي كانت مقررة في الثاني من أيلول الحالي والتي تأجلت حتى التاسع من الشهر الحالي تبعها قرار عفو عام من اتحاد الكرة عن جميع العقوبات الانضباطية الصادرة عن الاتحاد على الأندية واللاعبين والإداريين والمدربين وكوادر الأندية، لكل الدرجات والفئات التي صدرت قبل تاريخ الثاني من شهر أيلول.
المشهد المهيب لوداع طارق زيني الرياضي يستحق الوقوف عليه طويلاً ففيه الكثير من الدروس والعبر التي يتوجب استخلاصها وقراءتها بتمعن على الرغم من كثرة العبر وقلة المعتبرين إلا أن حالة رئيس نادي تشرين فيها الكثير مما يستحق التركيز عليه في القادمات .
العمل الصادق والجاد وتحقيق النجاحات ورسم الفرحة على وجوه جمهور البحارة لم تذهب سداً بل حفرت عميقاً في وجدان جمهوره الكبير بعد ثلاثة ألقاب متتالية ما يعزز قناعتنا أن الإخلاص بالعمل يخلق قيمة ومساحة وجدانية وعملية لا تباع ولا تشترى.
النجومية ليست حكراً على نجوم الفن والغناء وأصحاب الشهرة من اللاعبين بل ما شاهدناه يؤكد نجومية الراحل التي لا تقل أهمية ومساحة عن أبرز النجوم والقامات الوطنية الثقافية والعلمية والفنية.
مشهد التشييع المهيب هو تجسيد لروح الرياضة وجوهرها وحقيقتها بعيداً عن التعصب لناد وللاعب وتجلى خلاله أن الرياضة تلمّ وتجمع القلوب على الرغم من الحزن الكبير إلا أنها قبل مرة جمعت قلوباً ودموع فرح حول منتخب نسور قاسيون خلال التصفيات المونديالية .
العفو عن العقوبات والتأجيل رد فعل إيجابي ومحترم من قبل اتحاد الكرة استوقفنا كما استوقفنا حقيقة اشهار الاتحاد سيف عقوباته وقرارات لجنته الانضباطية لفرض سطوته للحد من مشهد الفوضى المخجلة والمعيبة الموسم الماضي.
طارق زيني حالة تستحق التأمل والتمحيص بكل ما فيها من عبر ودروس وبكل ما فيها من حزن وخسارة وفخر لمكانته ومحبته في قلوب عشاق المستديرة المجنونة .

بشار محمد
Basharn79@gmail.com

المزيد..
آخر الأخبار