وقفة:المدرسة الهولندية..

الموقف الرياضي:

منذ تولي اتحاد كرة القدم الجديد المسؤولية أعلن رئيسه، أنه سيأتي بمدرب عالمي ليكون مديراً فنياً للاتحاد، ويخطط للكرة السورية، ويدرب منتخب الرجال، ويومها أشار إلى المدرسة الانكليزية كخيار أول ، وبعد فترة أعلن اتحاد كرة القدم أنه يتفاوض مع مدرب برازيلي لكن المفاوضات لم تنجح، وقبل أيام تم الإعلان عن وصول مدربين هولنديين، وأشار الاعلان إلى أنهما سيتوليان مسؤولية تدريب الناشئين والشباب وربما الأولمبي ويضاف لهما الرجال، أي أن اتحادنا الكروي اعتمد المدرسة الهولندية،التي تضاربت الأقوال ووجهات النظر بين مؤيد ومعارض وبين متحفظ، ولكل أسبابه في ذلك!!.
نرى المسألة من منظار أن بناء كرة القدم في بلدنا ، عبارة عن كتلة واحدة، وهي في المفهوم العام لا يمكن تجزئتها وبمعنى أدق ،مشكلاتنا الكروية تتعلق أولا بالأندية و ثانياً في عددها وجمهورها ،وثالثاً في النشاط المعتمد بسلبياته وايجابياته ، ورابعا بسوية التحكيم ومدى عدالته وخامسا بلوائح الانضباط ومدى تنفيذها وصلاحياتها وسادسا بلائحة المسابقات وفوق كل ذلك تشكيل المنتخبات وإعدادها بالشكل الأمثل، إلى جانب الحاجة لمدربين أكفاء ومن أصحاب الخبرة والقدرة على التطوير إذا كانوا من خارج حدود وطننا ومن جنسيات عربية أو غير عربية ، واتحاد كرة القدم ترك كل العناصر التي هي مكونات اللعبة وركائزها والأساسيات فيها واتكأ على واحدة، وهي المدربين الأجانب، وبالتالي نجد أن هذا التوجه في الوقت الحالي، قد لا يعود بالفائدة المرجوة والإنتاج المطلوب ..!!؟
قد يقول قائل: إن المدربيَن سيقيمان أربع سنوات عندنا وقد يصلح اتحاد كرة القدم الركائز أو بعضاً منها، لكننا نؤكد أنه كما أن الحضارات لاتتجزأ، فإن العمل والتطوير لا يتجزأن، فمن يريد البناء يجب أن يصلح في كل الاتجاهات وأن لا تكون واحدة على حساب الأخرى، حتى لايتم تحميل أي فشل متوقع على كاهل النواقص التي لم نستطيع التغلب عليها.
إنها وجهة نظر قابلة للصح والخطأ،لكننا متمسكون بفكرة أن المشكلة ليست بالمدربين، وخاصة القواعد، كما أنها ليست مشكلة على صعيد الرجال ودليلنا على ذلك إننا كنا على بعد خطوة واحدة من الوصول إلى كأس العالم بمدرب وطني ، وتأهلنا إلى نهائيات كأس العالم للشباب بمدرب وطني وأخيراً ما يمكن اعتماده لتصحيح مسار الكرة هو المدرب الأجنبي ..!!؟
أما غير ذلك فلنتوجه إلى البنية التحتية لكرة القدم وتحسين الواقع وإلى التوجه أن تكون أنديتنا مؤسسات إقتصادية وإنتاجية لتستطيع أن تصرف على نفسها وتأمين حاجاتها وغير ذلك مضيعة للوقت ليس إلا ..؟!

عبيــر يوسف علي  a.bir alee @gmail.com

المزيد..
آخر الأخبار