الموقف الرياضي:
قرارات وتصريحات وصور وفيديوهات يحرص من خلالها اتحاد كرة القدم وأعضاء مجلس إدارته على إظهار تشددهم في إعادة ترتيب بيت الاتحاد الداخلي وإبراز فرط قوته في التصدي لحالات الاعتراض والشغب التي عادة تطل برأسها خلال مباريات الكأس وتمريره تصريحات على لسان رؤساء لجانه الرئيسية للضرب بيد من حديد وعدم السماح بأي تجاوز والتأكيد على احترام قرارات لجانه وتحديداً لجنة الانضباط.
المشهد الكروي يغلي وكواليسه تنذر بالأسوأ في حال أمعن البعض في استمرار التعامل بازدواجية مع حالات الاعتراض والشغب أو التجاوز المرفوضة جملة وتفصيلاً لكن المرفوض والمستهجن أيضاً الكيل بمكيالين في التعاطي مع حالات الاعتراض بما في ذلك تطبيق اللوائح والأنظمة بمزاجية.
الأنكى هو نبرة بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد والتلويح بأصابع التهديد والوعيد في وقت هم شركاء بل معظمهم ساهم فعلياً بوصول واقع كرتنا إلى حدّ غابت فيه ثقافة الفوز والخسارة ومنطق الرياضة ومبدأ الثواب والعقاب.
الواقع الكروي خلال الفترة الماضية والحالية أشبه بممارسة بلطجة كروية لا بدّ من وضع حدّ لها بحكمة وحزم وتطبيق للوائح والأنظمة دون محاباة ودون استفزاز لأحد فالعدالة مطلوبة وملحة وطيّ صفحة مجاملة فلان ومسايرة علان باتت ضرورة بل هي من فتحت الباب للجماهير لأن تستشعر أن هناك محاباة وتطبيقاً للقانون على مقاس المتنفذين ولديهم أدلة دامغة على ذلك.
الشغب والبلطجة الكروية الحالية مرفوضة وضمان سلامة النشاط الكروي وعناصره والداعم الأساسي له الجمهور الكبير الذي تفتقده معظم الملاعب العربية هدف لا بدّ من المحافظة عليه وهذا يفرض عقلانية قاطني قبة الفيحاء وتحلي مجالس إدارة الأندية والفرق وروابط المشجعين بأعلى درجات المسؤولية الأخلاقية لإنجاح الحراك الرياضي عامة والكروي خاصة وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم والتفكير بآليات مقبولة للتطبيق وعدم تجاهل أن ذاكرة التاريخ تحتفظ بخفايا وتفاصيل للمعنيين بالشأن الكروي ماثلة أمامهم ليبقى ضميرهم صاح وأمانتهم مصانة بأيديهم.
بشار محمد
Basharn79@gmail.com