الموقف الرياضي:
أعلن اتحاد كرة القدم عن عقوبات شملت ناديي أهلي حلب وتشرين بعد مناقشته تقارير مباراتي ذهاب الدور نصف النهائي من كأس الجمهورية .
عقوبة الأهلي جاءت مالية وهي حالة يمكن التكيف معها، أما عقوبة تشرين على خلفية مباراته مع الوثبة في المسابقة فجاءت مالية وغير ذلك، حيث طالت رئيس النادي ومساعد المدرب ومجموعة من اللاعبين ،وهي شديدة وسوف يختلف الكثيرون حولها ، البعض يقول أنها مستحقة وآخرون يقولون أنها غير ذلك، وفئة ثالثة تقول أنها قاسية ، والفئة الرابعة تقول : كما تزرع تحصد، في النهاية لن يكون هناك اتفاق على ما تم اتخاذه من قرارات من قبل اتحاد كرة القدم .
الملفت في الموضوع أن اتحاد الكرة رفع عقيرته باكراً، وأن لجنة الانضباط أصدرت قرارات قد يكون فيها جرس إنذار ،وأن الأمور بعد الآن لن تؤخذ كيفما اتفق ،وليس هناك تسامح أمام الأخطاء أي أن على جميع المشاركين في النشاطات المحلية الانضباط وأن لا صوت يعلو فوق صوت القانون هكذا يفهم من العقوبة التي جاءت كرسالة مبكرة.
ما نراه مراراً و تكراراً ومنذ أعوام خلت أن اللوائح الانضباطية لا يؤخذ بها كما يجب وأن اتحادات سابقة قد أفرغتها من مضمونها فبدت سائبة حتى أن بعض الأندية تعلن الانسحاب من المباراة أو من المسابقة ككل دون خجل وكأن هذه الأندية وفرقها تعمل في حقول للزراعة تدخلها متى تشاء وتخرج منها عندما تريد ،حتى وصلت الأمور إلى ذروتها في الموسم الفائت وشاهدنا في دورينا الممتاز وغير الممتاز العجب العجاب والآن في مسابقة كأس الجمهورية لاحظنا أيضا خروجاً عن المألوف في المباريات لكن الرد جاء صادما .
نحن مع أن يكون للاتحاد هيبته وأن يكون للمسابقات قيمتها وتجري في مناخات سليمة وأن تشعر أسرة اتحاد كرة القدم بالقيمة ، وأن يكون التنافس شريفاً ولا يتعرض أحد للإهانة هكذا نفهم الرياضة تربية وأخلاقاً ، وهذا ينسحب على اتحاد كرة القدم الذي عليه أن يحقق العدالة ويحاسب المخطئ مهما علا شأنه ومهما كان دوره ومهما كانت صفته بين الكوادر، فيجب عليه أيضاً أن يوفر طواقم تحكيمية على قدر المسؤولية وتجهيز هذه الطواقم بالأدوات اللازمة لنجاحها وأن يؤمن لهم الحماية اللازمة، كي يقوموا بدورهم وبمعنى آخر اتحاد الكرة له حقوق وعليه واجبات كما للأندية لها حقوق وعليها واجبات وحين تلتقي أهداف الطرفين هذا يعني أن المعادلة سليمة وهنا يأتي دور الاتحاد القاضي العادل.
اتحاد الكرة بدأ بخطـوة قــد يتفـق أو لا يتفق عليها الجميع، وعليه أن يكمل المشوار بتأدية ماعليه والحصول على حقوقه .. ؟!
عبيــر يوسف علي a.bir alee @gmail.com