يبحث اتحاد كرة القدم حالياً عن مدربين أجانب لمنتخباتنا المختلفة بكل فئاتها، وخاصة منتخب الرجال واجهة كرتنا، وهذا كان في البرنامج الانتخابي للسيد رئيس الاتحاد صلاح رمضان والذي يرى أن تطور منتخباتنا لن يكون إلا بالمدربين الأجانب حتى ولو كلفنا ذلك أموالاً كبيرة جداً.
ولكن يتساءل كثيرون :كيف يعمل المدرب الأجنبي في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها كرتنا؟ وهل الوقت مناسب لننفق أموالاً كثيرة يمكن أن تشكل ميزانية اتحادات من أجل فوائد بسيطة جداً، فما الذي يمكن أن يحققه المدرب الأجنبي مع المنتخب والدوري ضعيف لا يقدم أي فائدة ؟ وما الذي من الممكن أن يحققه الأجنبي دون ملاعب صالحة لتنفيذ برامجه وخططه وتدريباته؟
وماذا يمكن أن تكون النتيجة واللاعبون المحترفون من الصعب جمعهم باستمرار؟
إذاً الأجنبي وما يكلف من أموال لا يعادل أبداً النتائج فلماذا يلهثون وراءه؟
طبعاً مع طرح الأجنبي هناك اتهامات للبعض الذي يروج ويسعى ويحثّ على هذا وهم كثيرون، فعلى ما يبدو أن العمولة كبيرة للسماسرة ومن يتعاون معهم، وبالمقابل المدرب الوطني قادر على العطاء ويمكن أن يقدم ما لا يقل عما يقدمه الأجنبي وخاصة إذا وجد الدعم والظروف الجيدة للعمل، وخير مثال الكابتن فجر ابراهيم الذي قاد المنتخب في تصفيات آسيا والمونديال، وأتى المعلول ليضيّع كل شيء، وهناك الكثير من المدربين الوطنيين داخل القطر وخارجه الذين لهم بصمات مهمة، وهؤلاء يمكن لاتحاد الكرة أن يستفيد منهم فيما لو وظف الأموال المجمدة بالشكل الصحيح، وأقام دورات صقل ومعايشة لمدربين كبار داخل البلد أو خارجه بدلاً من هدر الأموال المجمدة على مدربين أجانب يعملون لفترة قصيرة، بينما المدرب الوطني سيستفيد ويكون في خدمة المنتخبات والأندية.
ولهذا نتمنى على اتحاد كرة القدم عدم إضاعة الوقت والمال، وإن كان ولا بد من المدرب الأجنبي ففي مرحلة لاحقة ومع الفئات الصغيرة لينشئ أجيالاً بالشكل الأمثل، لا نريد أن تتكرر تجربة وخيبة المعلول وتشانغة ولوروا وغيرهم، ونتمنى أن يكون القرار لمن يبحث عن مصلحة كرتنا بكل كوادرها ومنتخباتها، وليس السماسرة والمستثمرون الذين يحاولون باستمرار الاستفادة من كل اتحاد جديد بصفقات لن يستفيد منها إلا أصحابها.