ملحم الحكيم:
إن كانت النتائج هي الفيصل فهذه نتائج مصارعينا وربما باتت معلومة لدى الجميع.
ففي المصارعة الحرة خسر فداء أسطة أمام المصارع المصري محمد البدي صفر/6 في وزن 86 كغ، كما خسر المصارع عمر الصارم أمام المصارع القبرصي اليكسور صفر/4 بوزن 125 كغ، وفي وزن 65 كغ فاز أحمد ديركي على المصارع الإيطالي ربليورتو جون 7/4 ثم خسر أمام الجزائري عبد الهادي خرباش 5/6.
في المصارعة الرومانية خسر محمد فواز أمام الإيطالي ايغناسيو صفر/8 بوزن 67 كغ، وخسر المصارع محمد عبيد أمام الكرواتي انطونيو كما نزيفيتش صفر/9 بوزن 77 كغ، وفي وزن 60 كغ فاز أحمد نكدلي على المصارع الألباني بايرام سينا 9/صفر، ثم خسر أمام الفرنسي توديزيكا 7/12 بعد أن كان متقدماً 7/صفر، لكن الإصابة ساهمت بخسارته.
صغار السن وخبرة دولية قليلة
النتائج بحد ذاتها لم تعد الخبرية، لكن ذكرها ضروري عند خبراء اللعبة ومحلليها الفنيين لانه ومنذ الانطلاق إلى وهران للمشاركة بدورة ألعاب البحر المتوسط كان الرهان على المصارعتين الحرة والرومانية كبيراً وخصوصاً أن الفريق المشارك المؤلف من ستة مصارعين استعد بمعسكر خارجي لمدة شهرين في روسيا.
ورغم أن هذه الفترة الاستعدادية لا تكفي ،حسب خبراء المصارعة، لتحقيق نتائج مميزة تنتهي بالتتويج ببطولة هي بحجم بطولة المتوسط، والتي اعتبرها المصارعون انفسهم أن المشاركة فيها ضمن فترة الاستعداد الطويلة التي يقيمها اتحاد اللعبة حيث اعتمد على بناء المصارعة من جديد عبر لاعبين مواهب من صغار السن، بدليل أن أعمار مصارعينا المشاركين كانت أصغر الأعمار بين مجمل المنافسين ومجملهم في أوائل العشرينيات مع مشاركات خارجية رسمية قليلة أي هم من اللاعبين الجدد في فئة الرجال على الساحة الدولية.
أبطال مع وقف التنفيذ
لكن ورغم ذلك ففي المتوسط كان بعض مصارعينا قريبين من نيل بعض الميداليات لكنهم افتقدوا اللمسة الأخيرة وجاء تعرضهم للإصابات ليزيد الطين بلة، فها هو المصارع فداء الدين الأسطة يقول خسرت بسبب سوء إدارتي للنزال وليس لقلة الإمكانيات ، أي بالخبرة التي لم يقدمها له أحد أثناء نزاله، وها هو أحمد النكدلي يفوز بنتيجة ٩_٠ على اللاعب الالباني ويكرر تفوقه فيسجل ٧_٠ على اللاعب الفرنسي لتنقلب الامور فيخسر بنتيجة ١٢ _٧ وهنا ورغم الإصابة التي لحقت باللاعب إلا أنها لم تقنع أبناء اللعبة بأنها سبب خسارته وبذلك يرمي المحللون الكرة إلى ملعب المدرب المسؤول المرافق الكسندر حسب تعبير المدرب زهير البلح الذي قال لم يعرف المدرب كيف يحافظ على تفوق اللاعب وكيف يوجه ليحافظ على نقاطه ففي عالم المصارعة الكثير مما يمكن أن يفعله المدرب لتضيع الوقت المتبقي لإنهاء النزال أو إراحة لاعبه إن شعر بتعبه ليحافظ على نقاطه ولو كان ذلك لعاد لاعبنا بميدالية حتمية ويضيف البلح زهير بقوله هذا اللاعب الذي لامس الميدالية وفقدها بسبب عدم توجيهه من المدرب كان مبعداً عن المصارعة إلى فترة وجيزة ماضية قبيل بطولة العرب ومع ذلك أحضر أفضل النتائج فيها وقدم أفضل أداء بالمتوسط، ما يعني أن مزاجيات المدرب الروسي بانتقاء اللاعبين قد طغت على مصلحة اللعبة، ويستغرب المدرب زهير استمرار التعاقد مع هذا المدرب وهو الذي أثبت بالدليل الواقعي عدم قدرته على تطوير أي مصارع ورغم المطالبات الكثيرة من كوادر اللعبة بضرورة إنهاء عقده والتعاقد مع مدرب لديه القدرة على تطوير اللاعب وصولاً إلى ميداليات المحافل الدولية..
جهود ونتائج
بدوره اتحاد المصارعة وعبر رئيسه وأمين سره أكد كما في كل مرة أن اتحاد اللعبة و منذ استلام مهامه بدأ بإعادة توسيع علاقاته مع الاتحادات الوطنية والآسيوية وقد نجح بذلك فدخل عضوية الاتحاد العربي عبر محمد العلي رئيس اتحاد المصارعة وجمعيته العمومية عبر امين السر محمد الفاعوري، ودخل لأول مرة بتاريخ المصارعة الاتحاد المتوسطي عبر المصارع محمد الحايك عضو المكتب التنفيذي كما بدأ بترتيب بيته الداخلي والاعتماد على المواهب بعد أن تراجعت اللعبة كثيراً وقد طالها الكثير من المتغيرات أهمها هجرة الكوادر واللاعبين إلى الخارج أو ابتعاد الكوادر واللاعبين عن اللعبة بسبب سوء العيش والبحث عن مصادر رزق بعيداً عن الرياضة والامثلة كثيرة لسنا بصدد ذكرها الآن، وفي هذا تجد كوادر اللعبة أن اتحاد المصارعة يسير على الطريق الصحيح، لكن المشكلة أكبر من الاتحاد، فالمصارعة تعاني بشكل رئيس على مستوى الأندية التي لم تقدم لها المطلوب والرعاية الصحيحة، ودوماً نجد إهمال هذه الألعاب كبيراً على حساب العاب اخرى، في حين أن ألعاب القوة هي أهم الألعاب الرياضية التي كانت وستبقى تلمع ذهباً في كل البطولات التي نشارك بها، و لطالما كان الرهان على المصارعةكبيراً، بجلب النتائج والميداليات المرجوة.
إستراتيجة ملحّة
ويختم خبراء المصارعة بقولهم المشاركة بالمتوسط مفيدة جدا حتى ولو عاد أبطالها بلا ميداليات وعلى اتحاد اللعبة أن يستفيد منها لدراسة الثغرات وإصلاح الأخطاء والاستمرار في بناء اللعبة عبر المواهب والقواعد من ناحية و البحث عن الأندية التخصصية التي خرّجت لنا أجيالاً من الأبطال في زمن تألقت فيه المصارعة خاصة والعاب القوة عامة، وان تعذر تبني الاندية لهذه اللعبة فلابد من التوجه نحو الأندية الريفية والبيوتات الخاصة على أن يتم العمل بإشراف اتحاد اللعبة فلا تتحول هذه اللعبة في البيوتات إلى مشاريع تجارية بعيداً عن الرياضة، مع الاستمرار بدعم الكوادر الفنية والإدارية والتحكيمية ولا بأس من الاستعانة بمدربين اختصاصيين أجانب مشهود لهم بتطوير البطل وإعطاء حيز أكبر للمدرب الوطني المعايش تماماً لظروف اللاعب وأوجاعه ومعوقات تطوره، ولعل الأثقال وما وصلت إليه بجهود مدربها الوطني قيس أسعد اكبر٦ دليل على مقدرة مدربينا للوصول إلى المنصات الدولية إن توافرت لهم المقومات المناسبة..
المزيد..