يقول المثل تمخض الجبل فولد فأراً، وهذا هو حال القرار الذي صدر عن المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام والذي تضمن تشكيل إدارة جديدة لنادي الوحدة بعد طول انتظار.
فقد استبشرنا خيراً وتفاءلنا بقرار من القيادة الرياضية تستفيد فيه من أخطائها السابقة في تشكيل إدارات الأندية والاتحادات، وخاصة أنها أخذت وقتاً كافياً انتظره عشاق البرتقالي طويلاً وطويلاً، وأنتظروا أن يحمل القرار المنتظر أسماء إدارة تجمع بين الحكمة والخبرة والأنسجام وبعيدة كل البعد عن الصراعات والخلافات والمطامع بالأستثمارات، وهمها مصلحة النادي الأكبر بدمشق، وإعادة اللحمة والتوافق بين أبناء النادي الواحد، ولكن رئيس الاتحاد الرياضي العام فاجأ الجميع بقرار عجيب غريب هو يعرف تمام المعرفة أنه قرار غير متزن وأنه من الصعب حالياً الأنسجام بين الأسماء التي تضمنها القرار، وكان حرياً بالاستاذ فراس أن يعمل على تكليف رجل صاحب خبرة ومحترم من جمهور البرتقالي كله وليس لديه أي مصلحة، علماً أنه كان هناك محاولات وتدخلات من أطراف غيورة على مصلحة الوحدة بالأيتيان برجل كبير محايد لإنقاذ النادي، ولكن سمعنا أنهم طفشوه بما أرادوا أن يفرضوه عليه، ويبدو أنهم لا يريدون إنقاذ نادي الوحدة، والقضية ليست كما يفهمها الكثيرون مجرد نادي رياضي وألعاب ومنافسة، بل هو مكان مهم للأستثمار تدور حوله ومن أجله صفقات خفية، ولهذا أتوا بمن ينفذ هذه المطالب ويحقق هذه المكاسب.
ولو قبلنا جدلاً بالإدارة الجديدة فهل من المعقول وضع أسماء دون استشارتها؟! على الأقل معرفة إذا ما كانت تملك الوقت للعمل وليس تنسجم مع الآخرين؟
وسؤال يتداوله الشارع الرياضي كيف يكلف رئيس نادي مرة جديدة بعد أشهر قليلة من إقالته وإقالته لم تكن بسبب استقالة الأعضاء كما قيل وقتها، بل بسبب مخالفات وهدر كبير للمال العام وسط دهشة كبيرة؟
انعكاسات الفرج المفرحة لنادي الوحدة وجماهيره كانت بالحراك لتشكيل مجلس ادارة للنادي الوحداوي من المرشحين لمقعد الرئاسة ومعهم الكتل المفترضة الذين رفعوا شعار هدفنا خدمة النادي وإخراجه من الوضع الصعب الذي يمر به وإعادة البهجة والانجازات للفريق الأول بكرة القدم والفرق الأخرى ،وأنهم عازمون على خوض المنافسات في الانتخابات او التعيين والفوز بها من أجل هدف واحد هو حماية الكيان البرتقالي العريق وإنقاذه بعد مرحلة حرجة لم يسبق أن مر بها النادي الوحداوي الكبير ، هذا التوجه كان مرحباً به من كل الجماهير، لكن لماذا المكتب التنفيذي أصدر فرماناً بتشكيل إدارة غير متجانسة ولماذا أصروا على بقاء النادي في حالة من التوتر والتحشيد والاستقطابات وبعض المشاهد التي قد تدفع الأمور إلى ما لا تحمد عقباه ؟ لقد رفع الجميع شعار من أجل الوحدة نحن متحدون ولكن لماذا لا يجلس هؤلاء بعيداًعن كل ما يؤجج الموقف وأن يتحاوروا من اجل الوحدة خاصة بعد صدور القرار ..
إن نادي الوحدة يستحق إدارة بحجمه إدارة قوية ليس بالبلطجة بل بشخصيته وأسماء أعضائها وبخبرتهم وأخلاقهم ، ووفق هذا اختيار رئيس للنادي مسألة ليست صعبة إن اتفق الجميع على تنفيذ هذه الثوابت على أرض الواقع …لماذا لا يكون هناك اجماع على تزكية الرئيس وتترك مناصب مجلس الادارة لما تقرره الجمعية العمومية إذا كان الهدف مرة اخرى مصلحة الوحدة وليس الصراع بكل الوسائل من أجل كرسي في النادي الوحدة…!!! ومرة أخرى المثل يقول جاي يكحلها قام عماها ، والقادم أفظع إن استمرت الأمور على ما هي عليه، انتظروا ما سيؤول إليه قرار المكتب التنفيذي المتسرع والغير مدروس.