تدقّ ساعة حقيقة المشهد الكرويّ وتتكشف مصداقيّة أو زيف الوعود التي انشغل بها الوسط الرياضي عامّة، والكرويّ خاصة، خلال الأيام الماضية والتي تسبق انتخابات اتحاد كرة القدم المقررة بعد غدٍ الاثنين في محطّة انتخابيّة ديمقراطيّة مرتقبة لانتخاب مجلس اتحاد لإدارة شؤون كرتنا، وإعادتها إلى جادة الصواب بعد عقدٍ من الخيبات والتجاوزات كلفتنا استقالات ولجاناً مؤقتةً ساهمت بفقدان ثقة جمهور الكرة بإمكانيّة اللحاق بركب الكرة الحديثة بناءً احترافيّاً، ونتاجاً نوعيّاً، وتأهيلاً إداريّاً وفنيّاً حديثاً.
ساعات على معرفة هوية من سيحمل مسؤوليّة إعادة بناء البيت الداخلي المتصدّع، وترميم جدران المسابقات المتهالكة، وبثّ الروح في جسد المنتخبات الوطنية المشلولة، واستعادة هيبة الاتحاد، وكوادر اللعبة المؤتمن عليها، بعد مرحلة لا يمكن وصفها إلا بالأسوأ في تاريخ كرتنا بكل شيء.
ساعات وتنجلي الصورة، ونتبين صدق المندوبين أصحاب الصوت الحرّ، والمسؤولين مسؤولية مباشرة عن ولادة اتحاد قويٍّ متجانسٍ من بين مرشحين معظمهم مجرّب وثبت انتهاء صلاحيته، وآخرون لم تتح لهم الفرصة لإثبات أحقيتهم، وأقلهم يبحث عن فرصة، ويُمني النفس بثقة أعضاء الجمعية العمومية التي نعتقد أنها لا تمثل أفضل ما لدينا من كوادر اللعبة، أو من خبرات في أنديتنا، واللجان الفنية، وهنا بيت القصيد في انتخابات لم ولن تكون يوماً بمستوى أهمية اللعبة، وخصوصيتها، وتبعاتها.
أقل من 48 ساعة لحسم أعضاء الجمعية خياراتهم بعد اتصالات، ومشاورات، وجولات، ووعود، وكلام حول تجاوزات في سير المعركة الانتخابية، دفعت المعنيين في جهات عليا مسؤولة إلى اتخاذ قرار ملزم بمنع التدخل صراحة نأمل أن يكون له فعل السحر في تغليب مصلحة اللعبة أولاً، ومنح الصوت لمستحقيه بعيداً عمّا نعلمه جميعاً من وعود بسداد الفاتورة الانتخابية.
أيّاً يكن مشهد يوم الاثنين فإن الواقع في اليوم التالي لن يكون كما سابقه في أقل تقدير بالنسبة لضبط حالة الفلتان، والتخبّط، و التجاوزات، والمحسوبيّات التي هيمنت على قبّة الفيحاء خلال الفترة الماضية، وبموضوعية وواقعية نعلم أن المجلس الجديد لا يحمل عصاً عصرية، وأمامه مهمات كبيرة، وملفات معقّدة لا بدّ من إيجاد حلول لها بشفافيّة، وليضع الاتحاد في أولويته كسب رهان وثقة الجمهور، ومحاولة إثبات أن كل ما سمعناه مبالغ فيه وأن القادم أفضل.
ساعة الحقيقة التي نبغيها هدفاً تتلخص بأخذ العبر، على الرغم من أن المجالس السابقة مرّت دون حساب بل للأسف آخرها حظي بغير ذلك، إلا أن الاتحاد القادم سيكون تحت مجهر المساءلة لأن الظروف المحيطة لن تكون كما يتوهم..؟!
بشار محمد