أيام وساعات مفصليّة في عمر كرتنا السورية يعدّها ويحسبها المرشحون لانتخابات مجلس إدارة اتحاد كرة القدم بالنظر لحساسيّة المرحلة التي تمر بها كرتنا، وهي التي اعتادت خلال العقد الأخير على اتحادات تفشل في إدارة ملف الكرة، وتستقيل بفعل الإخفاقات والتجاوزات الإدارية والفنية وحتى المالية، في ظل غياب للمحاسبة والمساءلة التي أوصلتنا إلى حافة الهاوية.
معركة انتخابيّة مرتقبة بعد أيام على مستوى انتخاب رئيس اتحاد اللعبة، وعلى منصب النائب وحتى الأعضاء والسبب في هذه المعركة الانتخابية “المحتدمة” بشكل غير مسبوق، وتبادل أدوار الماكينات الانتخابية وحتى المندوبين، يكمن بالأهمية الاستثنائية لهذه الانتخابات فالخطأ ممنوع لناحية الحالة الكارثية التي وصلت إليها كرتنا وكوادرها بالنسبة للمصداقية والإنتاجية وحتى للإشكالية التي تسيطر على منصات التواصل الاجتماعي.
اللعب بالنار ينطبق إلى حدّ ما على كواليس الحملات الانتخابية وتستعر حرارتها مع اقترابنا من الموعد المرتقب يوم الاثنين في الثالث والعشرين من الشهر الجاري لانتخاب مجلس جديد على عاتقه تركة ثقيلة من الملفات العالقة والتجاوزات بل أوزار ثقيلة وقضايا ساخنة ليس من المقبول أن تطوى وترمى في الأدراج لتسجل لاحقاً ضد مجهول أو ليصدر قرار بإتلافها مع مرور الوقت وبطلان مشروعية نبشها.
الحملات الانتخابية تتزامن مع استحقاق قاري لممثلي كرتنا “تشرين وجبلة” في كأس الاتحاد الآسيوية في مشاركة قيصرية بدليل مشهد تدعيم صفوفهما بلاعبين محليين وتعذر ذلك بالنظر لفترة التنقلات والنافذة القانونية التي لم تلق من الاتحاد المستقيل أي اهتمام ولا من اللجنة المؤقتة التي أتت على ما تبقى من جسد كرتنا المنهك أساساً و”الملوث” بالكثير من التجاوزات التي نشدد على المعنيين في اللجنة الأولمبية السورية وضع حدّ لها وإماطة اللثام عن التجاوزات والخروقات التي حصلت، وهنا نذكر اللجنة الأولمبية بلجنة التدقيق أو التفتيش التي أعلن عن تشكيلها حينها ولم تبصر النور تحت تهديد المستقيلين بما هو أشد إيلاماً في حال تم تشكيلها وباشرت مهامها.
الانتخابات عملية ديمقراطية نحتكم لها، ونقبل نتائجها بل نؤيدها لولادة اتحاد متجانس وقوي يتصدى لمهامه الكبيرة المرتقبة فالتاريخ لم لن يرحم، ومستقبل كرتنا ومصيرها أمانة يحملها 68 مندوباً نأمل أن يتحلّوا بحسّ المسؤولية ويقدروا أهمية صوتهم الانتخابي بعيداً عن الصورة القاتمة التي نكره استذكارها لانتخابات الاتحادات السابقة ويكفي حال كرتنا ليثبت صدق ما نعنيه ونأمله.
بشار محمد