تقصّ مدينة وهران اليوم شريط النسخة التاسعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تشهد مشاركة كبيرة من ثلاث قارات، ويتنافس في ألعابها الأربع والعشرين أهم وأبرز الأبطال وخاصة في ألعاب القوة والألعاب الفردية على المستويين العالمي والأولمبي.
الجزائر الشقيقة استنفرت لإنجاح الدورة تنظيميّاً وفنيّاً، وتأهّبت كما يجب للعرس المتوسطيّ المهم بالنسبة لها من النواحي كافة.
الاستعداد الجزائري توّج أمس الأول مع تدشين القرية المتوسطيّة من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد بن تبون وسيتكلل اليوم بحفل الافتتاح المتوقع أن يضاهي النسخ السابقة بل العالمية وفقاً لتصريحات المنظمين.
اللهفة الجزائرية والعشق لسورية كانا علامة فارقة تستحق الإشادة، فالجميع هنا يحب سورية، ويدعو لها بالخير، والعودة قوية معافاة آمنة، لأنها القلب العربي، وبوصلة العشق، كما وصفها الأشقاء الجزائريون.
بعثتنا ستكون حاضرة، وستنافس في سبع ألعاب تحضّرت لها كما يجب داخلياً و خارجياً، وفي جعبتنا ذهبيتان من النسخة الإسبانية السابقة وسيكون على حامليها الدفاع عنهما، ولباقي أفراد البعثة مهمة تحصيل الميداليات البراقة.
الجزائر تنظّم الحدث المتوسطي كما ينبغي بدليل شهادات الوفود المشاركة، وهذا صراحة يحفزنا للبحث الجدي عن تنظيم بطولات، ودورات عربية، أو إقليمية تخصصية، أو مجمعة لأكثر من لعبة، كدليل على تعافي بلدنا الناهض من حرب ظالمة أتت على الحجر والبشر، ولكن ثقتنا بما نملك كبيرة على مستوى المنشآت وعلى مستوى الكادر البشرى، فما تابعناه هنا في وهران بالإمكان تنفيذه عندنا، ولنا في دورة المتوسط في اللاذقية عام ١٩٨٧ خير دليل على قدرة السوري على صنع الإنجاز بل الإعجاز.
وهران رياضياً امتحان لمستوانا، ومعيار لعملنا، وفرصة للتقييم، وهي أيضاً مناسبة للتذكير بأننا قادرون على العودة للمشهد العربي والإقليمي.
وهران_ بشار محمد