بإيقاع حالم يمضي فوق سيالة الزمن، التي لا راد لها، كان اتحاد الكرة ينسج خيوط عمله في فضاء القبة الكروية الباذخة دلالاً، قياساً بالرياضات الأخرى، فاتحاً نوافذ أمل لحلم مونديالي كبير، كان قد تسرب سابقاً من مزراب الفشل في الخطوة الأخيرة أو ما قبل الأخيرة…
مع المدرب السابق، الذي أصاب كرتنا بالعديد من العلل، استهلك الاتحاد الكثير من الوقت في رقصة زمنية لم تمتع ولم تصل إلى التصفيق الذي منى النفس به من جمهور متعطش لرؤية منتخبه الكروي بصورة مقنعة وقادرة على حمل الفرح لمن انتظره طويلاً..
وتحت ظلال القبة الكروية كانت الكثير من القرارات أشبه بالضرب بيد من حديد على العمود الفقري للأخطاء والمخالفات، لكن منها ما أثار الجدل والغمز واللمز بسبب ما احتاجه من « التأمل والدراسات « ما يفوق حجمها المشهود، فبدا أشبه بسحابة أمسكت أحياناً عن مطر لم يبلل الأرواح العطشى لما ينتظره هذا الجمهور العاشق لجماليات الكرة ونجاحاتها..
يدرك الجميع أن رهان اتحاد الكرة الكبير اليوم يقوم على الأمل بإنجاز قد يحققه المنتخب في الجولة القادمة في مواجهة المنتخبين الكوري ثم اللبناني وما يلي ذلك، ونحن معه نتأمل، لذلك من الطبيعي أن يعمل على توفير كل ما يتطلبه هذا الرهان، لكن الاخلال بروزنامة الدوري الممتاز هل يبدو منطقياً خاصة وأن التأجيل للمرحلة الخامسة جاء بحجة تنطوي على الطرافة والغرابة في آن معاً، فلاعبو المنتخب الأولمبي شعروا بالتعب بعد تلقي لقاح كورونا، في حين تسرب كلام آخر عبر جدران القبة لا يراد له أن يكون من الكلام المباح جهاراً نهاراً، فيما الحديث عن مفاوضات مع لاعبين محترفين مستمر دون ثمار ملموسة، باستثناء الويس، بعد وعود حملتنا على جناح الأحلام.
فن الرقص مع الزمن من أصعب الفنون وأعقدها، فمرآته قد يصيبها الغبش أو تنكسر في أية لحظة خاصة في ظل تواضع الإمكانيات.. إلا إذا كان البعض يعتقد أنه قادر على اقتلاع أنياب الزمن الذي يراقصه على صفيح ساخن.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com