المؤقتة» الكروية والصراع الدرامي.. مشـــكلة كرتنا المحليــة أبعـــد من «الســباعي و تيتــا.. ؟!

أنور الجرادات: يعرف الصراع الدرامي في سياق أدب الرواية بأنه التحدي الذي تضطر الشخصية الرئيسية لمواجهته حتى تصل إلى هدفها..


‏‏‏‏


من هنا ومع تباري الزملاء في الإعلام والجماهير في تحليل أسباب الخلافات والصراعات التي بدأت تأكل جسم كرتنا المحلية وأجمعوا على أن المدرب الروماني ( تيتا) هو السبب في افتعال هذه المشاكل من أجل عيون من جاء به لتولي منصب الإشراف على تدريب منتخبنا الوطني الأول، وعن قصد لكن عندما تأملنا واقعنا الكروي ابتعدنا عن الطريق الذي فكروا فيه، وسلكنا طريقا آخر، طريقا بحثنا فيه عن الأسباب الحقيقية التي جعلت من كرتنا المحلية بين مد وجزر على مستوى المنتخب الأول، وخسائر متكررة للمنتخبات بالفئات السنية بعد أن كنا متفوقين بها.‏‏‏


‏‏‏‏


خيارات‏‏‏‏


كرتنا المحلية لم تهزم بسبب خيارات «تيتا « وسيطرته على القرار فيما يخص كافة أمور المنتخب الوطني الأول وعلى القائمة النهائية للاعبين الذين سيتم استدعائهم، لكنها هزمت لأسباب متنوعة ومنها هشاشة وضعف في اتخاذ القرارات وكذلك الأندية؛ حيث لمنر للأندية إستراتيجية واضحة للعمل عدا إستراتيجية نادي الكرامة في بعض الأحيان الذي صاغها شبابه في ورش عمل متواصلة وبدأ تنفيذها ومنها الاعتماد على بناء فرق سنية لتكون رافدا للفريق الأول.‏‏‏‏


أما الأندية الأخرى، فلا تهتم بالمراحل السنية، وتتعاقد كل موسم مع لاعبين تحت العرض والطلب وترزح تحت المديونيات المتراكمة ولعل الاجهزة الفنية بالأندية هي مشكلة بحد ذاتها، على الرغم من حصولها على الشهادات، لكنها فقيرة في تطوير مهارات اللاعبين وتعتمد على اللاعب الجاهز.‏‏‏‏


‏‏


عشوائية‏‏‏‏


كما أنَّ إدارات الأندية هي إدارات غير محترفة وتمارس العمل الرياضي وفق أهواء وعشوائية، وليس تخطيطا، وأرهقت أنديتها بمديونيات دون مساءلة قانونية لها، فتستقيل بعد أن تخفق في تحقيق نتائج، كما أن إدارات الأندية بسبب التربيطات السلبية والبحث عن المصالح الشخصية أسهمت في إيجاد اتحاد ضعيف يستجيب لكل طلباتها، ولا ينظر للمصلحة العامة ودليل ذلك دوري تكوين الذي يقام، وسوف يعيد كرتنا للوراء عشرات السنين.‏‏‏‏


شفافية ناقصة‏!‏‏‏


ومن أسباب تراجع كرتنا: اتحادات الكرة المتعاقبة فعندما كان يعلن رئيس الاتحاد عن رؤيته وهي الشفافية والعمل بروح الفريق الواحد كنا نفرح به، وما إن يكمل الاتحاد بضعة أشهر حتى دبت الخلافات بين أعضائه، فلم نرَ رؤية عمل حقيقية، ولم يتم تقييم عمل المنتخبات، ولم نشاهد سوى أداء باهت ولم يستطع المدربون الوطنيون قيادة تلك المنتخبات بسبب ضعف عملهم، وظل الشارع الرياضي ينادي بضرورة التعاقد مع مدربين لهم خبرة ونتائج في أكاديميات ومنتخبات سنية في العالم، ولكن الاتحاد ظل ينتهج نفس النهج والاتحاد يتحمل المسؤولية الكاملة…‏‏‏‏


هم السبب!‏‏‏‏


أسهم مدربو منتخبات الفئات العمرية في انتكاسة كرتنا، فلم تقدِّم لناهذه المنتخبات لاعبين يمكن الاعتماد عليهم؛ فلاعبو هذه المنتخبات أخطاؤهم بدائية، وتنم عن عدم صقل لمهاراتهم، رغم موهبتهم الفطرية، وهؤلاء المدربون الذين هم على رأس الاجهزة الفنية لم يخرجوا لنا هدَّافاً من فئة الكبار ولا حتى مدافعين يعتمد عليهم ولا لاعبي وسط بمهارات فردية، فخططهم عقيمة ومهاراتهم التدريبية محدودة..‏‏‏‏


مسؤولية‏‏‏‏


نتفق مع المحللين أن المدرب تيتا يتحمل جزءاً من المسؤولية؛ فبعد رحيل أو إقالة المدرب الوطني نزار المحروس تم التعاقد مع تيتا وكنا نتمنى أن يساعد الكابتن فجر المدرب تيتا في اختصار الوقت بدلا من البناء من جديد، والذي قد يستغرق وقتا طويلا، إلا أن ما تمت مشاهدته لم يتم الاستقرار على تشكيلة ثابتة متجانسة، وتم إيهام الشارع الرياضي بالاعتماد على الشباب، لكن الحقيقة لم يستطع إلا أن يعتمد على الوجوه السابقة.‏‏‏‏


النفق المظلم!‏‏‏‏


إذا أردنا أن نخرج من هذا النفق المظلم؛ فعلى اللجنة المؤقتة المسؤولة على تسيير شؤون كرة القدم أن تعيد حساباتها من جديد حتى تخرج من الخلافات التي لازمتها منذ تشكيلها وإعادة تشكيل جميع أجهزة المنتخبات بمن فيهم كادر المنتخب الأول والتعاقد مع مدربين للمنتخبات السنية من الأكاديميات الكروية العالمية التي لديها القدرة على تطوير قدرات منتخباتنا السنية.‏‏‏‏


ويتم التعاقد مع مدرب للمنتخب قادر على اختيار عناصر تخدم المنتخب، ويتم التدوير في التعاقد مع المدربين الوطنيين ليكونوا مساعدين للأجانب حتى يكتسبوا الخبرة، وتكون فترة بقائهم لا تزيد على ثلاث سنوات، وتعطى الفرصة لمدربين آخرين.‏‏‏‏


كذلك التعاقد مع خبير فني له بصمات واضحة وملموسة، وليس خبيرا تنظيريا، أفكاره يستحيل تنفيذها، وتمنح للخبير صلاحيات تقييم المنتخبات وعملها، وتقديم تقارير مفصلة للاتحاد حتى يتم اتخاذ القرار الصحيح، وعلى الاتحاد المساهمة في تكوين خبرات تدريبية من خلال الدورات الداخلية الخارجية، وبعدها يتم إسناد مراكز التكوين لهذه الخبرات والتدرج بها حتى تصل لقيادة المنتخبات، بعد أن اكتسبت الخبرات والمعارف.‏‏‏‏


وعلى الاتحاد الرياضي العام إخضاع إدارات الأندية لدورات في الإدارة الرياضية ويتم متابعة عملهم من خلال الاتحاد نفسه وعدم الاكتفاء بدعم الاتحاد ومنحه الاستقلالية التي ثبت عدم نضج البعض في تحملها ولنا في الاتحاد السابق مثالا والواقع في اللجنة الحالية ليس افضل حالا والاتحاد الرياضي يكتفي بدور الدعم دون محاسبة بحجة أن عصا الفيفا غليظة ..‏‏‏‏

المزيد..