في الأثقـــــــــال.. تحطيــــم الرقــم الشـــخصي إنجــاز .. والصــدارة مســـيرة جهــد وعمـــل

تحقيق: ملحم الحكيم:بلا مقدمات.. كيف استطاعت حلب التي حلت اثقالها بالمركز الاخير منذ اربع سنوات ان تصل للمركز الرابع العام الفائت وللمركز الاول هذا العام؟


‏‏


نافسوا الكبار!‏


هذا ما كشفت عنه تفاصيل بطولة الجمهورية لرفع الاثقال التي استضافتها صالة الفيحاء بدمشق وعلى مدار ثلاثة ايام وسط مشاركة واسعة حيث تنافس اكثر من 100 لاعبا من ثمان محافظات إضافة لهيئتي الجيش والشرطة والتي حلت حلب في صدارة منافسات أشبالها لترسم نهاية بطولة الجمهورية معالم بداية جديدة..‏


فجميع ابطال حلب بأعمار الأشبال فازوا حسب تعبير رئيس مكتب العاب قوتهم بعد تنفيذ جميع محاولاتهم الست بشكل صحيح وبفارق ٣ و٤ كغ عن منافسيهم، وحسنوا مواقعهم من المركز الرابع في اخر مشاركتهم الى الصدارة ونافسوا بقوة الفئة العمرية الاكبر وهذا هو ما نبحث عنه لان التطور الداخلي بالشكل الصحيح يقودونا الى التطور الخارجي فان تحتل حلب الصدارة بعد مشاركتها بلاعبي مشروع البطل الواعد، هو إنجاز حقيقي للأثقال الحلبية حسب تعبير بطل الاثقال عبد الله اسكندراني في قوله: الصدارة مركز مميز بعد حرب هوجاء وظروف رعناء فرضها الإرهاب الحاقد على حلب والمركز الاول تطور ملحوظ، ففي المشاركة الأخيرة للاثقال الحلبية حلت بالمركز الرابع فيما شاركنا اليوم بأطفال صغار وبعمر تدريبي قصير واستطعنا الوصول للمركز الاول ونافس أبطالنا الصغار من يحمل لقب بطل الجمهورية منذ الاولمبياد الاول الذي حلت فيه حلب بالمركز الأخير، أي منذ اربع سنوات تقريبا وعلى هذا التطور ننمي طموحنا في مشروع البطل الواعد الذي نافس لاعبوه فكان التحسن التدريجي من المركز الاخير قبل عدة سنوات الى المركز الرابع العام الفائت إلى المركز الاول اليوم.‏


محفزات لاستقطاب اللاعبين‏


علماً أن مشروع البطل الواعد انحصر في بدايته بلعبة رفع الأثقال، حيث أردنا جمع عدد كبير من الأطفال وتبنيهم بشكل كامل رياضياً وتربوياً وثقافياً وقد لاقى نجاحاً باهراً نظراً لوجود محفزات ساعدت على قدوم الأطفال واستمراريتهم والتزامهم معنا، حيث استطعنا يومها أن نؤمن دوراً فاعلاً عبر تقديم الدعم من ألبسة وحقائب مدرسية ورعاية طبية ونفسية وهو ما حفز الكثيرين على العمل معنا بشكل طوعي، ونوه الإسكندراني بأن المشروع حديث العهد قياسا بأعمار المشاركين من باقي المحافظات وما نطمح إليه في عملنا هو الوصول لبطل أولمبي عالمي حيث نمتلك اليوم ٣٠٠ طفل يشرف عليهم مدربون مختصون ولا يترتب أي مقابل مادي على المتدربين بل العكس تماماً تقدم إليهم جميع التسهيلات والتنقلات والدعم اللازم ليس للتدريب فقط بل لحياتهم اليومية والاجتماعية أيضاً.‏


على مراحل‏


مشروع البطل الواعد يمر بعدة مراحل ومن أهمها الإعداد، البناء، بداية رفع الأوزان، المشاركة في البطولات، تحقيق مركز متقدم، رفد المنتخبات الوطنية بالأبطال، وطبعاً سقفنا لا ينحصر في الفوز ببطولة الجمهورية فقط بل يتعداه ليصل إلى القارية والعالمية، وهو ما يتطلب العمل منا ومن بقية الكوادر إلى ما يقارب 10 سنوات حتى نصل هدفنا الذي وضعناه ضمن خطة العمل، فأنا كبطل سابق لدي طموح لتخريج لاعبين يمثلون سورية أفضل تمثيل بالمحافل القارية والعالمية لأننا أصحاب رسالة، وفي سورية نملك مواهب وخامات بحاجة إلى العمل عليها لتصل للنجومية، لذلك نقدم كل ما بوسعنا، فالبلد أعطتنا الكثير وقد حان الوقت لرد بعض الجميل.‏


أهداف إنسانية‏


يمكن القول إن بعض الأطفال هم من أبناء شهداء الوطن وقد استقطبناهم لنخفف من محنتهم ولنضعهم بأجواء رياضية بعيداً عن شعورهم بالحزن علّنا نعوض شيئاً مما فقدوه، فهم صغار ومازال لديهم الكثير ليقدموه مستقبلاً، لذلك رعايتهم رياضياً مسؤولية كبرى تقع على عاتقنا كرياضيين ونحلم باستنساخ أبطال أمثال عهد جغيلي ومعن أسعد.‏


عمل جاد‏


الأزمة كان لهاد دور سلبي في عزوف الكثير من الأطفال عن ممارسة الألعاب وقد ساعد ذلك على تحويل معظم الأماكن الرياضية في الأندية لاستثمارات تجارية ومن وجهة نظر شخصية لو كانت استثمارات رياضية لعمت الفائدة على الألعاب ولتمكنا من احتضان الكثير من الأطفال الذين عصفت بهم الأزمة لدرجة أن عدد كل مركزنا التدريبية لم يكن يتجاوز ٦٠ لاعباً، أي اقل من عدد المدربين بأضعاف وعليه وبعد وصولي لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام بحلب وتسلمي مكتب المراكز التدريبية والبيوتات الرياضية، واليوم برئاسة مكتب العاب ابقوة أصبح لدي دافع أكبر، حيث أسعى مع بقية الأعضاء لافتتاح مراكز مستنسخة عن مشروع البطل الواعد، وذلك في أندية حلب وأندية الريف أيضاً مع توسيع قاعدة الألعاب، لا سيما العاب القوة التي تعزف عنها الاندية المبيرة والغنية والأعمار التي لدينا تتراوح بين 8 وحتى 12 سنة ونعمل بكامل طاقتنا رغم وقوف بعض الأشخاص ضدنا ومحاولة عرقلة مسيرتنا التي ستكشف عن فعاليتها ونتائجها في مختلف البطولات القادمة وما المركز الذي حققه اشبال المشروع اليوم في بطولة الجمهورية لرفع الاثقال إلا بداية مسيرة طويلة من العطاء للاعبي المركز المصممين على تحسين ادائهم ونتائجهم وفي جميع الالعاب وفي كل مشاركة قادمة.‏

المزيد..