متابعة- أنور الجرادات: توقف دوري المحترفين اضطراريا بسبب استحقاقات المنتخب الوطني الأول وبعد مرور عدة جولات من عمر المنافسة بين فرق أندية دوري المحترفين فهل جاءت فترة التوقف في مصلحة مدربي وفرق الدوري، أو عكس أفكارهم هذه المرة..
خلفية أرشيفية
طالما كانت فترات توقف الدوري، هاجسا يقلق مدربي وفرق دوري المحترفين، وكثيرا ما أعلنت الفرق ومدربيها أن فترة التوقف هذه أو تلك تضر بمشوار الفريق التنافسي، خاصة الأندية التي ترفد المنتخبات الوطنية بعدد كبير من اللاعبين، وهنا لا نركز على المنتخب الأول فحسب، وانما لبعض منتخبات الفئات العمرية التي تضم لاعبين من فرق الأندية الأولى، ولا سيما المنتخب الاولمبي حينما كان يتوزع أكثر من ١٠ لاعبين من صفوف بعض فرق المحترفين على المنتخبين الأول والاولمبي في فترة توقف واحدة.
وإذا قلبنا صفحات أرشيف المواسم الكروية المختلفة خلال سنوات قريبة سابقة، نجد الحقيقة جاثمة في تأثر فرق أندية منافسة من فترة التوقف وغياب لاعبيها، واعمدة فرقها الرئيسة ضمن صفوف المنتخبين الأول والأولمبي، وتأثرت تلك الفرق بعد غياب اللاعبين الطويل والتحاقهما المباشر بها، حتى أن تلك الحقيقة فرضت علاقة طردية بين فترة توقف الدوري، ونتائجها في مباريات الأسابيع التالية لعملية العودة، والتحاق اللاعبين بصفوف فرقها، وربطت تلك الأندية سوء نتائج الفريق مباشرة بفترة التوقف، وكان هناك إجماع من مدراء الفرق الفنية، عند الاستعانة بآرائهم عن ايجابيات وسلبيات فترة التوقف تلك، ومدى الضرر العائد على فرقها منها، حتى لو أنها لم تقدم الكثير من اللاعبين لصفوف المنتخب الوطني، بأنها تضر بتحضيرات الأندية وتؤثر على مؤشر الانسجام والأداء للفريق.
التزام الصمت!
هذه المرة، لم تخرج تصريحات مدربي وفرق المحترفين بالتعليق على فترة التوقف الحالية، ولا حتى الاقتراب منها، ما فرض خطا أحمر اللون في أذهان المتابعين والمحليين والجماهير، وجعلهم يتفقون على تساؤل واحد: لماذا لم تخرج الانتقادات كالعادة أو التعليق من قبل مدراء الفرق الفنية، على فترة التوقف الحالية لدوري المحترفين، وإن كان هناك بالعموم انتقادات عامة حول فترة التوقفات الطويلة لدوري الموسم الحالي، لكنها لم تقترب من فترة التوقف الحالية والتزمت الصمت.
إجابة في توقع
هناك إجابة ضمنية نصيغها أيضا في توقع واستنتاج، قدمتها نتائج الجولتين الأخيرتين من دوري المحترفين لهذا الموسم، وكذلك مستوى الأداء العام لفرق الأندية خاصة الجماهيرية منها، وكذلك فرق الأندية التي لم تقدم او قدمت عددا محدودا من اللاعبين الى صفوف المنتخب الوطني، بحسب التشكيلة التي أعلنت لمباراتي الامارات وإيران وما يفرض على تلك الفرق التزام الصمت، وعدم إطلاق العنان لانتقاداتها لفترة التوقف الحالية، لأنها وجدت فترة التوقف تقف الى مصلحة فرقها وأفكارها الفنية، خاصة بعد أن ظهرت الكثير من المشاكل والأخطاء في الجولتين الماضيتين من مشوار المنافسة، وتعرض لاعبون مؤثرون في صفوفها للاصابة، ما جعلها وجدت فترة التوقف الحالية بالذات، بمثابة (استراحة المحارب) ومناسبة لالتقاط الانفاس، وإجراء العلاجات المناسبة لتحسين صورتها الفنية والتكتيكية قبل استئناف منافسات الدوري، خاصة وأنها تجمع على كونها لم تخلد لفترة الاعداد اللازمة قبل انطلاق منافسات الموسم، ولم تصل الى الجاهزية البدنية المأمولة للبناء الفني والتكتيكي خلال جولات المنافسة، وهو الخط الأحمر الذي نتجاوزه في طرحنا هذا بموضوعية وشفافية، ونفند حقيقة الموقف والتضارب فيه، عند المقارنة بين فترة التوقف الحالية، وفترة التوقف في مواسم ماضية، بالنسبة لمدراء فرق المحترفين الفنية.