الوقت الضائع: الهدّاف المفقود

المهاجم الهداف عملة نادرة يحسد أي ناد يمتلكها لأنه سيبلغ مرامه ويبلغ ذرا المجد والوقوف على منصات التتويج، والافتقار إلى هذه العملة داء سقيم يعرقل طموحات أي فريق ويجعله يتحسر على قضاء موسم خال من الألقاب.


ما حدث في مباراة ريـال مدريد ومضيفه غلطة سراي التركي ضمن الجولة الثالثة لدور المجموعات من مسابقة الشامبيونزليغ يوم الثلاثاء الماضي درس بليغ حيال هذا الأمر.‏


فالملكي المدريدي كاد يدفع الثمن لولا تألق حارسه البلجيكي كورتوا برد أكثر من كرة هدف محقق وبعضها على طريقة أمور لا تصدق، فلاعبو ريـال مدريد تسابقوا على إهدار الفرص السهلة وأبقوا المباراة معلقة حتى صافرة النهاية.‏


معلق المباراة تذكّر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الهداف التاريخي للمسابقة يوم سجل الهاتريك في الفوز الميرنيغي الشهير بستة أهداف لهدف خلال نسخة 2013/2014 التي سجل فيها رونالدو سبعة عشر هدفاً كرقم قياسي خلال موسم واحد، إذ إنه لو كان الدون حاضراً في مباراة الثلاثاء الفائت لتكرر مشهد الفوز الكبير.‏


في كل أسبوع يتحسر المدريديون على رحيل الطوربيد البرتغالي الذي كان معدله التهديفي يقارب الخمسين هدفاً في الموسم ووصل خلال سنوات وجيزة إلى ريادة الهدافين التاريخيين لنادي القرن العشرين وتربع على عرش هدافي الشامبيونزليغ وريادة الهدافين التاريخيين لمنتخب برازيليي أوروبا.‏


بعد انتهاء ولاية زين الدين زيدان الأولى مع الريـال كانت نهاية مسيرة رونالدو في جدران برنابيه وأكثر التعساء من بيع النجم البرتغالي وقتها المدرب الذي تولّي مقاليد الأمور في برنابيه وقتها المدرب لوبتيغي الذي برر فشله بجملة مشهورة محق في إطلاقها وفحواها أن الإدارة الملكية حرمته من خمسين هدفاً مضموناً قبل مجيئه، والمقصود بيع رونالدو لنادي السيدة العجوز، وحقيقة الأمر أن لوبتيغي لم يكن أهلاً من جهة وتداعيات بيع رونالدو زادت الأمر سوءاً.‏

المزيد..