وقفة:الجزيرة بالأضواء

أخيراً حُسم الأمر وبانت بشكل رسمي هوية الفريق الثاني المتأهل إلى الدوري الممتاز بكرة القدم لاحقاً بالفتوة الذي سبق وتأهل، والفريق هو نادي الجزيرة القادم من الحسكة،


حيث انتزع البطاقة التأهيلية بجهد وعزيمة وإرادة من لاعبيه متغلباً على الحرية في المباراة المصيرية التي شهدت اهتماماً كبيراً من عشاق الفريقين ومن القيادة الرياضية واتحاد كرة القدم، وبذلك نال الجزيرة ما تمناه وما حققه سابقاً في الدور النهائي لدوري الدرجة الأولى، حيث فاز ببطاقة التأهل، لكن الحرية شكك في شرعية ذلك واعترض وبعد أخذ ورد قرر اتحاد كرة القدم مباراة فاصلة بين الفريقين وهذا ما كان، وفاز بها الجزيرة عن جدارة واستحقاق، من حق الجزيرة أن يفرح، ومن حق جمهوره أن تكون ضحكته كبيرة على عكس جمهور الحرية الذي تأمل خيراً وتفاءل لكن جرت السفن عكس ما يشتهي.‏


في المباراة دروس وعِبر ومنها أن العزيمة والإرادة والحماس والاندفاع والانتماء هي أسلحة توازي الإمكانيات والاستعدادات والمستوى الفني وهذا ما تميز به رجال الجزيرة وهذا ما غاب عن رجال العربي كما يحلو لمشجعي نادي الحرية قوله، وفي المباراة أيضاً بعد أن نهنئ الجزيرة على فوزه ونتمنى حظاً أوفر للحرية في القادمات من المناسبات نقول : إن المباراة تأخرت عن موعدها خمس عشرة دقيقة بالتمام والكمال وبعدها أطلق الحكم صافرة البداية والسبب أن سيارة الإسعاف لم تكن قد وصلت إلى الملعب ومن حق التحكيم حسب التعليمات ألا يعلن عن البداية إلا حين تكون كل العناصر متوافرة والتأخير يلام به من كان مسؤولاً عنه، أما الحمالة التي تنقل المصابين من أرض الملعب إذا حصلت إصابات فمنظرها لا يسر صديقاً إذا تناوب على حملها أربعة أطفال كل واحد منهم يرتدي زياً معيناً وكأنهم استعين بهم ممن جاؤوا للفرجة على المباراة ، والحكم الدولي و مساعدوه الدوليون أيضاً قادوا المباراة بكفاءة عالية وعدالة واضحة، وعاب حكم الساحة أنه لا يحمل موضحة الخطوط كي يسطر بها مكان حدوث الخطأ ومكان وقوف اللاعبين والمدافعين وكان يستعمل يديه في إزاحة اللاعبين إلى الوراء وإلى الأمام؟ علماً أن هذه الآلة التي تعمل بها كل الدنيا ليست بتكلفة مالية عالية، هي حركات بسيطة، لكن طالما أن المباراة منقولة على الهواء مباشرة بالتلفزيون فسيقول من تابعها على الشاشة الفضية تأخير وناقلة لاعبين و(الطباشير) وأطفال كل واحد يرتدي زياً ويمسك بطرف وقد لا يقوى الأربعة الممسكون بالحمالة على حملها ! ترى مسؤولية من ؟ ومن الجهة التي لم تقم بكامل الواجب تجاه مباراة معلن عنها منذ أكثر من شهر ونصف ؟!‏


أما بقية الأشياء فسارت على ما يرام وظهر اهتمام القيادة الرياضية واضحاً وجليلاً من خلال حضور اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام والغالبية العظمى من أعضاء المكتب التنفيذي، كما حضرها رئيس اتحاد كرة القدم وجمهور شجع الناديين وتمثل تشجيعه بكل أدب واحترام للمنافس رغم حساسية المباراة وأهميتها إلا أن الجمهور كان مثالياً، فمن فاز رقص جمهوره وغنى، ومن خسر كتم أحزانه ورضي بواقع الأمر، وليت كل مباريات الدوري في بلدنا تسير جماهيرياً وتحكيمياً مثل ما سارت هذه المباراة الحاسمة والفاصلة.‏


عبيــر علــي a.bir alee @gmail.com‏

المزيد..