محمود المرحرح:مرة جديدة تصطدم أحلام وطموحات الريشة الطائرة بعقبات ومصاعب أقل مايقال عنها أنها خارجة عن إرادة اتحاد اللعبة الذي يسعى وبكل الجهود لتوفير الأمور اللوجيستية الكفيلة بتطوير هذه الرياضة العريقة في بلدنا .
العقبة المستمرة في طريق النهوض بلعبة الريشة الطائرة وعلى لسان أغلب كوادرها ومن تحدثنا معهم بالفترة الأخيرة عن الصعوبات التي تعاني منها اللعبة تمثل أهمها بغياب الصالات والتي تعتبر العامل الأساسي والحاسم لتحقيق تطور ونهضة في هذه الرياضة، والسؤال هل بات وجود صالة تدريبية أمراً بعيد المنال بل مستحيلاً على المدى المنظور؟
حقيقة مادفعنا للحديث حول هذه القضية هو تفريغ بعض الصالات بشكل كامل لكرة السلة تحديداً على حساب ألعاب أخرى الأمر الذي أدخل عشاق ومحبي وكوادر اللعبة في نفق مظلم لايعرفون متى يخرجون منه ويبصرون النور.
أمام هذا الواقع الصعب تبدو الصورة التشاؤمية مسيطرة هذه الأيام في الأجواء ويتضاءل معها الحلم بإعادة بريق اللعبة المعهود في وقت قريب. غياب الصالة التدريبية يربك عملية إعداد المنتخبات الوطنية وإقامة البطولات والدورات المتنوعة والبحث الدائم عن حجوزات لصالة في إحدى المدن الرياضية أو الأندية الكبيرة وتحمل صعوبة المواصلات ونقل الأدوات والتجهيزات.
ولأن العطلة الصيفية باتت قريبة واللعبة على موعد مع قدوم مدرب ماليزي مطور فإنه من الضروري توفير صالة دائمة لإقامة معسكر للفئات العمرية التي كانت ستقيم معسكراً في ماليزيا وبسبب ضغط النفقات وكلفته العالية تم إلغاؤه، وكان الخيار بوضع حل بديل بإرسال مدرب الى سورية على نفقة الاتحاد الآسيوي للإشراف على تدريب منتخباتنا الواعدة وهنا نتساءل كيف سيتعامل المدرب الأجنبي في حال حضر مع هذا الأمر، أن يدرب كل فترة في صالة وإجراء معسكر متنقل بين الصالات حسب حجوزاتها.
حال اللعبة اليوم يرثى له خاصة لجهة الدعم وتوفير الأدوات والتجهيزات فكيف ستطير وسط هذه المعطيات ورئيسة اتحاد اللعبة تكرر دوماً عبارة بلا مقومات سوف لن تتطور الرياضة وهذا كلام منطقي وبديهي لايختلف عليه اثنان ، فالمعسكرات إن أردنا إنجاحها وتحقيق الأهداف المرجوة منها فلابد أن تكون في صالة متخصصة باللعبة ومجهزة بكل الأدوات المساعدة وفي غير ذلك قد لا نرتجي الكثير من اللعبة وستبقى تعاني حتى إشعار آخر، فهل ننقذ هذه اللعبة التي ذيع صيتها في سنوات خلت وكانت مثالاً يحتذى بين مثيلاتها العربية وبات وضعها أفضل بكثير من وضع ريشتنا والتي يتوفر لها كل المتطلبات والصالات وتستعين بكوادرنا الوطنية للإشراف على تدريب منتخباتها، وبعضها راح يسبقنا بأشواط كثيرة طبعاً مع الاحتفاظ بما سببته الأزمة وانعكاساتها السلبية على هذه اللعبة في السنوات الماضية فهل من بارقة أمل قادمة أم ستبقى المعاناة على حالها؟
ريشة العاصمة بلا صدى!
لم نعد نسمع لها حساً ولاخبراً كما كانت سابقاً ، الريشة الطائرة في العاصمة حيث أشد المتشائمين لم يكن يتوقع وصول حال وأحوال هذه اللعبة الى مستوى لا يليق بسمعتها التي كانت عليها في سنوات ماضية معقلاً رئيسياً للريشة السورية ومنافسة على الألقاب وترفد المنتخبات الوطنية بلاعبين مميزين .
والسؤال أين ريشة الناديين الكبيرين العريقين الشرطة والجيش ما الذي حدث؟ وأين كوادر هذه اللعبة من مدربين وحكام ولاعبين وهي التي تمتلك الإمكانات والصالات وأكثر بكثير من باقي الأندية؟
وفي النهاية فإن تشكيل لجنة فنية لريشة دمشق بات وشيكاً حسب بعض المصادر عسى ولعل أن تسعى للنهوض باللعبة مجدداً، وتلقى الدعم اللازم من اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام بدمشق وأنديته الممارسة للعبة.
نداء للصحة
وفي هذا السياق حملتنا كوادر اللعبة أمانة ننقلها إلى وزارة الصحة لإعادة الصالة الرياضية في مدينة الفيحاء لأبناء اللعبة بعد أن تم تخصصيها منذ عام وأكثر للتعامل مع جائحة كورونا ومركزا للقاحات الخاصة بالفيروس .. هي دعوة للقيادة الرياضية للبت بهذا الموضوع مع الوزارة المعنية.