متابعة- أنور الجرادات:يقطعون مئات الكيلومترات من أجل الانخراط في دورة تدريبية ويصرفون المئات من الألوف من حسابهم الخاص من أجل ( الدورات) بالرغم من زحمة الأعمال لديهم..
وبالرغم من ضيق التوقيت.. العزيمة والإصرار عنوانهم الرئيسي فيخلقون الوقت من لا وقت حتى لا يفوتوا الفرصة، منهم من حصل على الشهادة B ومنهم من نال الشهادة C ولكنها بقت حبيسة الأدراج ومعلقة على عرض الحائط تبحث عن الحلول والإنصاف ولم يجد اي جديد في الاستفادة منها وتفعيلها ولو جزئيا…!!!
وضع قائم!
بالرغم من الجهود المبذولة إلا انها لم تشفع لهم بان يقودوا ولو المراحل السنية لدى انديتنا المحلية فلا يزال المدرب الوطني مظلوما وكان ولا يزال كمدرب طوارئ فقط!! فهو ابن النادي ويجب عليه خدمته حتى يرد الدين له دون الأخذ في الاعتبار أهداف هذا المدرب الذي يسعى للتطوير.. هكذا فرضت عليه ادارات الاندية الوضع الحالي للمدربين الوطنيين كان بالحكم عليهم من غير تجربة ومن غير ان يخوضوا تجربة يتيمة ليغيروا المعنى العام او الفكرة التي تمتطيها مجموعة من الافكار لدى الاندية المحلية.
أحقية
اليوم ونحن على مشارف انتهاء الموسم الكروي بكافة فئاته لم يحظ هؤلاء المدربون بان تكون لهم كلمة واحقية في ان يقودوا الفرق السنية، بل اكتفت ادارات الاندية بان يكون المدرب الوافد كفيلا بتلك المهمة بالرغم من ان معظم المدربين أقل خبرة من كثير من مدربي الأندية نفسها، واغلبهم ليسوا أصحاب شهادات وخبرات في مجال التدريب ولكن بقي ان السعر او القيمة التعاقدية معهم اقل من المدرب ابن النادي، فكان ( المبلغ ) هو المقياس وليس الخبرة او التعليم الصحيح وبخاصة لذوي الفئات السنية، وفي الجانب الآخر سلكت بعض الاندية في دوري الدرجة الاولى والمحترفين الطريق الآخر في التعاقد مع مساعد مدرب صديق بدلا من اعطاء الثقة للمدرب المحلي بالرغم من انهم يحملون نفس الشهادات ولكن فرقعة التعاقدات والصيحات المتداولة لا تعترف الا باسم المدرب ولا داعي لمعرفة المؤهلات والخبرات، والبعض الاخر ارتأى في التعاقد مع المدرب ابن النادي كمساعد مدرب للمراحل السنية ليس إلا، وبالرغم من ان المراحل السنية هي النواة والرافد الأساسي للمنتخبات الوطنية آجلا أم عاجلا إلا أن ذلك لم يلفت نظر إدارات الأندية ليستمر الحال دون تغيير لتستمر كرتنا المحلية في دائرة مغلقة.
ثقة مفقودة!
وبطبيعة الحال وللأسف الشديد فان المدرب لم يمنح الثقة الى اليوم بالرغم من المؤهلات الكبيرة التي يمتلكها في شتى المراحل اكان على مستوى الناشئين او البراعم او الشباب او الأولمبي وحتى الفرق الاولى، والدليل على صحة ما اقول ان كافة المنتخبات السنية التي يقودها المدرب المحلي تحقق انجازات ويكون لها الشأن في البطولات التي تتواجد بها ويكفينا ان المدرب المحلي استطاع ان يولد ويغذي المنتخب الاول لكرة القدم فأكثر اللاعبين هم نتاج لمدربين محليين وليسوا من المدربين الاجانب ولكن هذا الحال في كرتنا المحلية لا يليق التصفيق الا بالمدرب الأجنبي.
أين إنتاجية الأندية؟
ونتساءل عن انتاجية الاندية للمنتخبات لا يوجد اهتمام او متابعة للاعبي المراحل السنية لذلك لا نري اي جديد في المنتخبات فلا يعقل ان يدير مدرب واحد ٣ مراحل سنية لذلك فمن رأى ان هذا المدرب الذي يقوم بهذا العمل سعره منخفض جدا ولا يعطي لنفسه احقية في ممارسة عمله التدريبي بل نظرته مادية اكثر من كونها في خدمة اللاعب او النادي، لذلك لابد ان تكون هناك نظرة واضحة للوطن قبل كل شي ولن نترك النظرة المتعسرة بعيدا عنا وللاسف ان ادارات الاندية لا تنظر الا لمصالحها الشخصية واتحاد الكرة على علم ودراية بنواياهم لان اللاعب لا يولد الا بالفطرة او الموهبة!!
ولا يوجد لاعب يملك اساسيات كرة القدم الا ما رحم ربي مجرد هواية، والجري خلف الكرة الى حين الوصول الى مكان التهديف فقط، الأساسيات والتكتيك والتكنيك غائية لان المتجول لدى انديتنا سيجد مدرب الفريق بدون مؤهل تدريبي وهذا ليس بالغريب بل انه المتداول والمعروف بين انديتنا.
قوانين إلزامية هل ستطبق؟
وكما علمنا ان الاتحاد الآسيوي الزم الاتحادات الرياضية التي تحت مظلته تطبق كافة المعايير في التعاقدات الخاصة بالمدربين والشهادات الخاصة بكل مرحلة بما يشمل شهادة المدرب ومساعده فهل ستكون هذه القوانين ورقية مرة اخرى لان هذا القرار كما عرفنا الزامي ويختص باللجنة المشرفة على دوري المحترفين في تطبيقه، ولكن لا نتمنى ان يكون الواقع عكس كل هذا لان الطامة الكبرى ما ان انتهينا من مشكلة التعاقدات مع الحاملين لشهادات تدريبية حتى تظهر لنا مشكلة التلاعب في القانون ومن ثم تحصل الازدواجية اي ان المدرب يدرب اكثر من ٣ مراحل سنية لان النادي تكون بذلك اوراقه صحيحة ويضيع من خلالها اللاعب بدون جديد او تطوير، ولم تؤخر في مصير المدربين المحليين حاملي شهادات .