تشهد ملاعبنا الخضراء العديد من المواقف التي تحتاج لوقفات مطولة لايجاد الحلول المناسبة لها ولا توجد لعبة من الالعاب الا ولديها مشاكلها الخاصة سواء كانت فردية او جماعية، فكرتنا التي يعتبر مدربو الاندية ان مستوى التحكيم فيها يشكل المعضلة الرئيسة ويقف امام تطورها نجد ان الحكام يعانون الامرين من سوء سلوك اللاعبين الذي يحتاج الى تقويم بعد الشتائم التي نسمعها في جميع اللقاءات بين اللاعبين انفسهم ما يستدعي وقفة مطولة من الاتحاد لمراجعة سلوك اللاعبين وحتى سلوك الحكام .
مواقف مذهلة!
المواقف التي رصدناها في اللقاءات التي جرت في دورينا المحترف وحتى في باقي الدوريات جعلتنا نقف مشدوهين امام الامور التي لم نتوقع ان نشاهدها في ملاعبنا فعلى سبيل المثال لا الحصر يحتاج اللاعب الذي يخرج بالبطاقه الحمراء الى (جاهة) لاخراجه من الملعب مع ان الكل مقتنع ان قرار الطرد سليم والاغرب ردود فعل بعض اللاعبين بعد القرار حيث يبدأ مسلسل الشتائم الذي يطال الحكام واي من الاشخاص المتواجدين الذين يؤيدون قرار الحكام، حتى ولو كان من نفس ناديه مما اشعل فتيل المواجهة في احد اللقاءات لتصل الى ما يسمى ( بالعراك الخفيف ) الذي يشير الى ان بعض لاعبينا بحاجة لتعلم الروح الرياضية والاخلاق الحميدة حتى نستطيع الحفاظ على مسيرة اللعبة التي يعتبر لاعبوها المثل الابرز للاعبين الشباب مما يجعلنا نتساءل كيف سيكون رد فعل شبابنا اذا تعرضوا لمواقف مشابهة.
الإداري المطلوب
ان كرتنا المحلية التي نطمح ان ترتقي على الصعيدين العربي والاسيوي تحتاج لمراجعة العديد من الفصول عبر خططه الموسمية سواء باجبار الاندية على توفير الاداري الكفؤ القادر على حل مشاكل لاعبيه واستقطابهم نحو الخلق السليم والروح الرياضية الخلاقة وعندها نفكر بالمدرب الذي سيقود مسيرة النادي وبعده نسعى للتعاقد مع اللاعبين المحترفين واذا ما تعذرت الحلول لتقويم سلوك اللاعبين فعندها يأتي دور العقوبات الرادعة للاعبين والاندية على حد سواء للحفاظ على سلامة مسيرة اللعبة.
الفكر التدريبي القديم هل عاد؟
نعود لمسلسل الشتائم التي لا نعلم من المسؤول عنها هل هو النادي او المدرب ام البيئة والأسرة التي تخرج منها اللاعب..؟
مما يؤسف له في القديم كان بعض المدربين يعلمون اللاعبين اصول التصرف بوقاحة مع اللاعب الخصم بغيه اثارة اعصابه ليرتكب الاخطاء ثم يخرج بالبطاقه الحمراء وستكون كارثة حقيقية اذا استمر بعض المدربين في هذا النهج البعيد عن الروح الرياضية، لذا فان المسؤول الاول بعد اداري الفريق عن السلوك الخاطئ هم المدربون ولا نقول ان هذه المعضلة في كرة القدم وحدها بل ربما تكون مشكله اغلب الالعاب الجماعية والتي يتم فيها التماس الجسدي بين اللاعبين.
دور الحكام…
وكما هناك الدور السلبي لبعض الحكام الذين يتعاملون مع المدربين بفوقية تصل الى حد التجريح ففي احد اللقاءات طلب مراقب المباراة من مدرب احد الفريقين ان يتصرف بادب قائلا ( كل واحد يقعد بأدبه) ترى هل هذا هو السبيل الامثل لمخاطبة مدرب احتج على قرار للحكم حيث لم يشتم ولم يهاجم الحكام بل ناقش نقطة قانونية ليكون الرد عنيفا جعل المدرب يجلس يراقب المباراة ويتمنى ان تنتهي كما كنا نتمنى نحن ايضا بعد الكلام الجاف الذي لا نجده الطريق القويم للنهوض باللعبة.
نظرة للمستقبل…
وبعد كل هذا نتساءل هل هناك مراقب اداري لكل لقاء يقوم بنقل ما حدث بكل شفافية ووضوح لمجلس ادارة الاتحاد للوقوف على المكان الحقيقي لكرتنا واستشفاف مستقبلها من خلال قراءة الحاضر والتعرف على نوعية جميع اذرع اللعبة من لاعبين ومدريبن وحكام ووضع لائحة داخلية للعقوبات تحدد العقوبة المستحقة لكل موقف على حدا ويتم توزيعها على الاندية لاطلاع لاعبيها عليها.
كما ان الاتحاد مطالب بدور اكثر في تطوير اللعبة والوقوف بحزم امام جميع التصرفات التي قد توقف او تقلل من سرعة مسيرة الكرة السورية وتطورها بغض النظر عن الخسائر الحالية التي قد تتعرض لها اللعبة.
واذا ما تمت الامور بفكر علمي مدروس سنجد ان الخسائر التي توقعها البعض ما هي الا مكاسب ستظهر فائدتها مع الايام بالاعتماد على جيل جديد يمارس اللعبة حسب الاصول باشراف مدربين اكفياء قادرين على صقل قدرات الجيل القادم ليشكل الانطلاقة الحقيقية لكرتنا المحلية.