متابعة – أنور الجرادات: قضية مهمة تتمثل في ظاهرة إقبال الأندية مؤخراً على التفاوض مع لاعبين آخرين لاستقطابهم، حيث تتسابق تلك الأندية للفوز بتوقيع لاعب معين وتدفع للحصول على توقيعه مبالغ مالية ضخمة فيما تؤخر دفع مستحقات لاعبيها الشهرية في أداء متناقض يثير العديد من التساؤلات!
تدفع مئات الملايين وتشكو خلو صناديقها ؟
ملايين هي المبالغ المالية التي تدفعها أندية الدرجة الممتازة لشراء لاعب معين من ناد آخر، ومما يزيد الأمور غرابة أن الأندية التي تملك اللاعب الذي تتهافت على شرائه، تُطالب بمبالغ أعلى من تلك المبالغ (الوهمية) التي تعلنها الأندية الراغبة بتعزيز صفوفها في الموسم المقبل.
ظاهرة
هذه ظاهرة تطفو على السطح في الأيام الأخيرة، أدت إلى تمرد عدد من اللاعبين، وأفسدت صفقات انتقال كادت أن تطبخ على نار هادئة لولا المبالغ الخيالية التي أصبحت تتطاير هنا وهناك.
واذا ما أردنا توخي الدقة والحقيقة بعيداً عن المجاملة، فإنه من الصعب أن يصل سعر لاعب محترف إلى نصف أو ربع ما يدفع له ويعتقد المتابعون للشأن الكروي أنه لا يوجد لاعب محلي يستحق هذا المبلغ، مع التقدير والاحترام للنجوم الذين يصعب أن تطرح أسماؤهم للبيع، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول جدوى طرح مثل هذه الأرقام الكبيرة التي يعتقد الكثيرون أنها تأتي للاستعراض لا أكثر.
والأدهى والأمر في هذا الموضوع أن هناك عدداً من الأندية ربما لم تسدد فاتورة الكهرباء أو الهاتف، وتتذمر وتشكو خلو صندوق النادي من الأموال، وعادة ما تتأخر في دفع مستحقات لاعبيها الشهرية، ومع ذلك تأتي لتطرح رقماً يصل إلى مئة مليون أو أكثر لشراء لاعب برز بشكل ملفت في الفترة الأخيرة، بل ربما جاءت تلك الأندية وطلبت شراء لاعب ثانٍ بنفس المبلغ، ليخيل لقارئ الخبر من الخارج بأن أنديتنا تعيش في بحبوحة مالية تؤهلها لمنافسة أبرز الفرق العربية رغم أن الحقيقة غير ذلك.
والملاحظ أيضاً في الموضوع أن الأندية في حال إتمام صفقات اللاعبين تحاول تضليل الرأي العام من خلال رفع قيمة الصفقة إعلامياً، وطرح رقم خيالي ربما يقل في الحقيقة عن نصف ما ذكر أو أقل.
سباق الأندية
ملاحظة أخرى تبرز على السطح في هذا الموضوع تتمثل في تسابق الأندية على شراء لاعب، لأن نادياً آخر أراد شراء ذلك اللاعب، فتقوم تلك الأندية نتيجة التنافس فيما بينها برفع سعره لمبلغ خيالي رغم أنه في الموسم الماضي ربما لو تحرر من ناديه لربما لم تكلف الأندية نفسها مفاتحته باللعب للفريق.
هذه الظاهرة تلفت النظر إلى مشكلة خطيرة تتمثل في عدم وجود الإداري الخبير أو الجهاز الفني المتخصص القادر على اختيار اللاعب القادر على إثراء الفريق، بل إن الفيصل في الموضوع هو اسم اللاعب فقط دون النظر لأدائه أو مستواه في تلك الفترة، حيث إن السعر يأتي طبقاً للاسم بعيداً عن المستوى.