لاعبو أنديتنا: فوضى احترافية وانتماء وهمي والحل يكمن بالشباب

مهند الحسني: يبدو أن غالبية أنديتنا ما زالت تعيش حالة من الفوضى الاحترافية، وخاصة فيما يخص تواجد كوكبة كبيرة من اللاعبين الكبار حتى لو كانوا على دكة الاحتياط، لأن الغاية تبقى إفراغ الأندية الصغيرة من لاعبيها النجوم،


‏‏


الأمر الذي أحدث شرخاً كبيراً في أنديتنا، وبات معها شعار الدوري المباريات الطابقية، والفوارق الرقمية، ما أفقده تلك المنافسة القوية، وبات اللقب محصوراً بين ثلاثة أندية لا أكثر، ومن يتأمل في هذه المعضلة يدرك تماماً أن هناك سيطرة شبه مطلقة من قبل بعض اللاعبين على غالبية الأندية، فلولاهم لن تأتي الألقاب، ولن يقف الفريق على منصات التتويج، وهذا ما سيؤثر على سمعة إدارات هذه الأندية التي بات همها تحقيق انتصارات مسبقة الصنع بأي طريقة كانت.‏‏


هالة‏‏


لا نغالي كثيراً إذا قلنا إن الهالة التي أحاطت بعدد من نجوم السلة السورية، أو التي أحاطوا أنفسهم بها، قد بدأت تنقشع، ولم تعد مسرحيات بعضهم تنطلي على أحد، خاصة بعد صدور قرار تحديد أعمار اللاعبين الأخير، وبدا وضحاً بأن البعض منهم لا هم له سوى جني المال، سواء كان يستحق هذا المال أم لا يستحقه، وسواء أكان مستواه الفني يجيز له المطالبة بهذه المبالغ أم لا، حتى إن البعض من اللاعبين ممن كانوا يظنون أنفسهم نجوماً، قد لا يؤهلهم مستواهم حالياً للجلوس حتى على مقاعد البدلاء، وكما غمرت السعادة بعض الأندية، وإداراتها عندما غمز بعض النجوم هذا الموسم في قناة رغبتهم من الانتقال من النادي، حيث تعاملت هذه المرة الإدارات مع الأمر بوعي وجدية، ولم تضع نفسها تحت وطأة الابتزاز التي يمارسها بعض هؤلاء اللاعبين، فانكشف المستور، وظهر جلياً بأن بعض اللاعبين لا مكان لهم حتى في أروقة الدرجة الثانية، وبأنهم باتوا يشكلون عبئاً ثقيلاً لا خلاص منه إلا بإطلاق أيديهم، والسماح لهم بالرحيل، لأن في رحيلهم حياة وفي بقائهم موتاً للنادي وللمواهب الصاعدة، وإذا كان من نعمة وحيدة لاحترافنا الحالي أنه قد زاد من خبرة إدارات الأندية في تعاملها مع هؤلاء اللاعبين.‏‏


انتماء وهمي‏‏


بدا واضحاً أن هؤلاء النجوم ممن كانوا يتغنون بالانتماء، ومحبة النادي، والإخلاص للقميص الذي يرتدونه ووو؟، لكنهم ومع أول قرار جدّي، وحاسم للاتحاد السلة، تغيرت الاحوال، وهم يلهثون وراء المال، وقبض مقدمات العقود، بعدما شعروا بأنهم سيكونون خارج هذه المنافع والرواتب المغرية، وإن كان ذلك على حساب مصلحة السلة السورية، التي بدأت بإزالة التكلس الذي أصاب مفاصلها، وأوصلها إلى حافة الهاوية منذ سنوات.‏‏


تعامل جيد‏‏


ما زالت أنديتنا تتمسك ببعض اللاعبين، وهناك أمثلة حية على ذلك، كيف أن أحد الأندية بالعاصمة كاد أن يهبط للدرجة الثانية بعد قرار التصنيف الجديد لأنه تمسك بلاعب كان مشروع نجم لأنهم أصروا على لعبه، ومنحوه حظوة في الفريق كادت تصل إلى أنه لو كان مستلقياً في سريره، فإنهم سيحملونه، وهو فوق السرير ليشارك في مباريات فريقه، وناد آخر سرّح بعض لاعبيه الذين وصلوا إلى سن التقاعد الفني والعمري، فحصد العنب بعد أن ذاق الحصرم سنين طويلة، وهو الذي كان يظن أن غيابه هذا اللاعب سيمحيه من خارطة كرة السلة السورية، فكان غيابه خيراً لفريقه ولزملائه الذين أحسنوا اللعب، وحققوا الانتصار، وتبقى الغصة على اللاعبين الشباب الذين لم يجدوا تلك الفرصة التي تؤهلهم لإثبات جدارتهم وذاتهم، لأن عواجيز السلة السورية كانوا يسيطرون على فرقهم وإداراتهم.‏‏


جديد‏‏


أما الآن، ومع تطبيق هذا القرار، سيأخذ اللاعبون الصغار الفرصة المواتية لتأكيد جدارتهم، وسوف يظهر حقيقة مستواهم، وسيكون لهذا القرار في حال تم تنفيذه على أرض الواقع بشكل جيد انعكاسات ايجابية على جميع مفاصل السلة السورية، وسوف نرى جيلاً سلوياً مشرقاً ينسينا شر الهزائم والنكبات المريرة.‏‏


أيها السادة إذا أردنا سلة عصرية متطورة، فلهذا الأمر شروط يجب أن تتوافر، وإذا رغبنا في بقاء سلتنا مشروع ندوات وشعارات فالوضع الحالي كاف لبقائها على حالها دون أي شيء جديد.‏‏


سلتنا بحاجة إلى خطوات جرئيه وواضحة على أرض الواقع، بعيداً عن تشكيل لجان خلبية لا يمكن أن تأتي بأي شيء جديد.‏‏

المزيد..