لاتتوقف أهمية مباراة منتخبنا الأولمبي مع نظيره الماليزي عند نتيجة الفوز فحسب، بل تتجاوزها إلى نقاط عديدة أخرى أبرزها وأهمها تجاوز مرحلة القلق «إلى حد بعيد» التي مر بها المنتخب بعد
استبعاد عدد كبير من نجومه في معسكره الأخير وقبل أكثر من أسبوع بقليل من مباراتنا هذه، فقد كان واضحاً أن الجهاز الفني استطاع أن يخلق حالة من الانسجام، خاصة في الشوط الثاني، حيث شعرنا بالاطمئنان لوضع اللاعبين كمجموعة وأفراد.
والنقطة الثانية المهمة أيضاً دلالة الشوط الثاني الذي حمل بصمة المدرب بشكل واضح ، فكان شوط الكابتن عماد خانكان فبدا كما لو أن اللاعبين دخلوا بجرعة عالية من التصميم والقوة فاستحقوا الفوز.
الأمر الآخر الذي ينطوي على دلالة تحمل قدرا كبيراً من الأهمية في هذا الوقت بالذات هو أن المباراة كانت بمنزلة بروفة أولية وتحضيرية للمهمة الصعبة مع الفريق الياباني غداً، فنحن تجاوزنا المهمة السهلة بنجاح واستطاع الجهاز الفني استعادة شخصية الفريق مايعني أنه قطع شوطاً معقولاً من التحضير الحقيقي والجدي والذهني لمباراة المنتخب الذي ينافسنا بقوة على الصدارة وتالياً على بطاقة التأهل الوحيدة التي تحمل سمة الانتقال المباشر إلى النهائيات.. لذلك نتمنى لمنتخبنا أن يظهر قوياً وأكثر قدرة في مواجهة الخصم الأصعب وتجاوزه…
*******************
من جانب آخر لابد من الإشارة إلى انتخابات اتحاد الكرة التي ترنو القلوب والعقول إلى رئاسته التي «تبيض» أضواء وشهرة متزايدة على صاحبها القادم.
نعلم أن هناك الكثير من الأسماء المتداولة ، منها من جرب حظه وعرفنا إمكانياته جيداً، وخبرنا قدراته المتواضعة، ومنها من يريد أن يجرب.. ولكن ثمة حديثاً هامساً يجري في الكواليس حول شخصية رياضية بارزة تفكر في هذا المكان، على الرغم من أنها في موقع مهم، لكن تبقى كرة القدم مالئة الدنيا وشاغلة الناس..
نتمنى أن يكون لدى الطامحين مشاريع حقيقية يعلنون عنها، ولكن نتمنى أيضاً ألا ينزلق البعض منهم في «روايات جانبية» ذات طابع انتخابي من أجل إبراز العضلات «التي قد لاتكون موجودة أصلاً» على حساب الآخرين وإمكانياتهم، بمعنى أن تكون مبارزة فرسان يحترمون أنفسهم كما يحترمون الآخرين ويقدرون معرفة الجميع بواقع الكرة السورية وعمل اتحاد الكرة ومعاناتنا الطويلة التي باتت بحاجة إلى حل حاسم على مستوى هذا الاتحاد الأكثر إثارة ولغطاً وأهمية كما تهوى أفئدة الرياضيين..!
غسان شمه
gh_shamma@yahoo.com