قد لايصدق الكثيرون أن المنتخب الإنكليزي تحت قيادة المدرب الإيطالي كابيللو احتاج لأربع سنوات كاملة كي يحقق الفوز الأول على منتخب كبير، حيث سبق له الخسارة أمام فرنسا مرتين وأمام ألمانيا مثلهما ومرة أمام البرازيل وأخرى أمام إسبانيا متلقياً اثني عشر هدفاً في المباريات الست مقابل ثلاثة أهداف إنكليزية فقط!.
الغريب أن الفوز تحقق على حساب أبطال أوروبا والعالم والمتصدرين للتصنيف العالمي، وإذا تابعنا ظروف المباراة والأسماء الإنكليزية نستغرب أكثر، إذ غاب جون تيري وفيرديناند وجيرارد وروني، ومن هذا المنطلق كالت الصحافة البريطانية المشهورة بنقدها اللاذع على الدوام المديح بشكل استثنائي.
كابيللو مشهور بتحضيراته الجادة واختياره مباريات مدروسة لكن ذلك لم يكن ذا فائدة حتى الآن، ونجاحاته على صعيد الأندية لم تنسحب على صعيد المنتخب وهو المدرب الأعلى أجراً في العالم، ولذلك لم يعد مرغوباً فيه ويورو 2012 ستكون محطته الأخيرة مع الإنكليز.
المدرب الإيطالي ركز على الناحية المعنوية التي خلفها الفوز معتبراً إياه بوابة للدخول بقوة معترك النهائيات، واطمأن الجمهور الإنكليزي على حراسة المرمى التي لطالما أرقته إذ تشير الأرقام إلى أن إنكلترا لم تخسر عندما يحرس مرماها جو هارت صمام أمام مانشستر سيتي.
وإذا كانت النتيجة أكثر من مجرد فوز لإنكلترا فإنها أكثر من مجرد خسارة لإسبانيا وكيف لايكون ذلك والماتادور يسقط للمرة الرابعة منذ سيادته العالم، إذ خسر بشكل لايليق به أمام الأرجنتين والبرتغال وبشكل محتشم أمام إيطاليا وإنكلترا، والمباراة الأخيرة تحديداً كان وقعها كبيراً عند النقاد لكون جميع العناصر المتاحة استخدمها المدرب ديل بوسكي فهل يكون الدرس مفيداً كما صرح الناخب الإسباني الواثق حتى هذه اللحظة؟
محمود قرقورا