أسارع للقول إنه إنجاز في كل المعايير، وإن خسرنا في نصف النهائي، فمنتخبنا العسكري قدم لوحة كروية كنا ننتظرها ونحتاجها على المستوى المعنوي،
وإن كنا نطمح للأفضل، وقد جاءت النتائج بتفاصيلها لتكشف إمكانيات اللاعبين ومقدرتهم في اللحظات الحرجة، وهنا أعني المواجهة مع المنتخب الألماني في دور الثمانية، الذي لعب ما يقارب الثمانين دقيقة بصفوف مكتملة إزاء نقص في صفوف منتخبنا المتأخر منذ الدقيقة العاشرة، لكن همة نسورنا وتصميمهم على العودة والفوز كان شيئاً لافتاً للنظر، مع مقدرة المدرب على قيادة دفة اللعب بالشكل المناسب، وبدا أن شيئاً من تلك العوامل افتقدناه مع مواجهة المنتخب القطري وذلك بسبب غياب الظهيرين للإصابة، وضعف القراءة النسبي في الشوط الأول بعد الهدفين، ومحاولات العودة في الشوط الثاني لم تثمر بسبب ما بدا وكأنه ضعف في اللياقة، لكن ومع ذلك قدم المنتخب مباراة محسوبة بكل المقاييس وركلات الجزاء الترجيحية لها خصوصيتها دائماً..
في الدور الأول ، وبغض النظر عن تفاوت مستوى المنتخبات ، فقد قدم منتخبنا ما هو مطلوب منه وحقق فوزين وتعادلا فاستحق الصدارة … وبالمجمل كان حضور المنتخب ممثلاً بنادي الجيش، بمشاركة الأومري فقط، إشارة إلى مقدرة لاعبينا المحليين على الدخول في منافسات عديدة وإثبات وجودهم…
بالطبع كانت هناك بعض الثغرات وخاصة في المباراة الأخيرة، وفي تقديرنا تأخر المدرب، ومعه الجهاز الفني، في سد تلك الثغرات الواضحة الى الشوط الثاني، وأهدر فرصة الحفاظ على تقدمه، من خلال ضبط الأداء والتغطية الجيدة والضغط على مفاتيح لعب الخصم، فكان الخروج بعد أن استحق المنتخب العسكري التقدير بمن حضر ونافس وحاول وأجاد في الكثير مما قدم .. على أمل آخر في القادمات.
وفي هذا الاتجاه تبدو مهام فريق الجيش كبيرة ومتعددة حيث المشاركة منذ بدء الموسم على أكثر من صعيد تنافسي ما يتطلب من الجميع بذل المزيد من الجهد لتحقيق الثمار المرجوة … وفي تقديرنا أنه سيكون من أقوى المرشحين للقب الدوري الممتاز الذي يحمله ويسعى للحفاظ عليه، وفي الكأس أيضاً…. كما سيكون له حضوره على صعيد منافسات كأس الاتحاد الآسيوي على أمل أن يكون مميزاً ويتخطى مشاركات المواسم الماضية، لكن الأمور هنا تختلف عن البطولة العسكرية ..؟!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com