يدفع المدربون دائما فاتورة باهظة الثمن، فهم الحلقة الأضعف في ميدان اللعبة، وبالمقابل الحلقة الأقوى في كثير من الاحيان.
المدرب الذي تقع على عاتقه الخيارات الفنية والتكتيكية وعبء قراءة المباراة بشكلها الصحيح، لابد أن يتحمل المسؤولية ويبقى كبش الفداء، ولكن السؤال: هل هناك فريقا لايخسر، أو مدربا لايخطئ..؟
للأسف هناك من يضع اللوم كله على عاتق المدرب، وقد شاهدنا منذ بداية هذا الموسم الذي مضت من جولاته خمسة فقط، كم مدرب تم الإطاحة به، ولست هنا بموقف المدافع عنهم، ولكن لابد لأي مدرب من أن يأخذ فرصته كاملة، ولكن المدرب الذي لايحسن التدبير، والتعامل مع اللاعبين ولا مع الخصم، وله تجارب سابقة في هذا المضمار، من الواجب على لجنة المدربين واتحاد اللعبة الذي أجبر الأندية على التعامل فقط مع أصحاب الشهادات A أن يكون لكل مدرب سيرة ذاتيه، ومن خلالها توجد ضوابط للتعاقد مع هذا المدرب أو ذاك، ولايترك الحبل على الغارب، مادمنا في سياق دوري للمحترفين، وفي طور تنمية اللعبة والدفع بها إلى الأمام، فالمدرب عليه مهمة كبيرة ليس فقط تدريب وتحقيق نتائج مع ناديه، فهو أيضا جزء من تطوير اللعبة، وعلى الاتحاد أن يعي هذه المهمة، وأن يبادر أيضا إلى فتح دورات متقدمة في الشهادة العليا إن كان يريد فتح هذا الباب، وليس من المعقول أن تقوم أندية بالتعاقد مع أصحاب هذه الشهادات شكليا، أو أن تبحث أندية عمن لديه هذه الشهادة ليكون واجهة مع انه لم يقم بالتدريب منذ سنوات مضت، بل ومن واجب لجنة المدربين أن تعمل لهم كل عام سبر معلومات، من خلال لجنة يكلفها الاتحاد الآسيوي أو الفيفا، ليبقى المدرب ضمن عالم التدريب.
ومن خلال متابعتي للعبة عبر سنوات طويلة لمست بعض التصرفات من بعض المدربين، فمن يكون خارج أسوار فريقة “يكيد” لمن في الداخل بطرق ووسائل شتى، وهذا ما لايستطيع أن ينكره أحد، ومن لايستفيد من النادي شيئا، يقوم بشن حمله عليه، ويضع العصي في عجلات غيره، وعندما يأتي هو للعمل يجد نفسه يتجرع من نفس الكأس..!
بصراحة هذا جزء من العقلية التدريبية عندنا، والمراجعة مطلوبة، وبالطبع لا أقصد الجميع.
بسام جميدة