هل يتم انتشال يدنا الأنثوية من واقعها المؤلم ؟

دمشق- مالك صقر:واقع كرة اليد الأنثوية لا يقل أهمية عن كرة يد الرجال وبقية الألعاب الأخرى وما لمسناه خلال الفترة السابقة من إهمال وتراخي وعدم اهتمام ومتابعة من قبل القائمين على اللعبة في الأندية بشكل عام

fiogf49gjkf0d



يجعلنا نتساءل ما السبب في ذلك ؟ وهل هذا الأمر ليس وليد الظروف بل قبل الظروف ؟ ويدنا الأنثوية شبه غائبة تماما تشكو الإهمال والمتابعة وحتى نحن كإعلاميين مقصرون بحقها أين اليوم نادي الكرامة ونادي الاتحاد والدريكيش ويد السويداء . ؟‏


لابد من وقفة متأنية لمعالجة هذا الركون والصمت الذي توقف منذ أكثر من عدة سنوات من الأزمة حيث لا دوري ولا مباريات قوية تهدف لتطوير اللعبة بجميع الفئات ، فجيل كامل من اللاعبات و اللاعبين والذين كنا نتوقع أن يكونوا بسمة كرة اليد السورية تركوا اللعبة لأسباب متعددة بسبب الأزمة إضافة إلى أن أهم معاقل كرة اليد السورية لم تعد تمارس فيها اللعبة.‏


وإذا لم نعمل على إيجاد الحلول ضمن الظروف الراهنة بعد مدة لن نجد كرة يد أنثوية في اغلب الأندية، وحتى الدوري الخاص بها تحصيل حاصل لا طعم له ولا لون, فدائماً هناك البطل نفسه مع تبديل في أدوار الوصيف فما السبب الحقيقي لهذا الإحباط والتململ الذي خيم على أنديتنا ومدربيها ولاعباتها ؟ وهل يستطيع المؤتمر القادم لاتحاد كرة اليد تلبية الطموحات والآمال وانتشال هذه اللعبة من الهاوية؟.‏


كلنا نذكر المشاركة الرائعة لمنتخبنا الوطني للسيدات بالبطولة الدولية في الجزائر الذي أثبت فيها قدرته على الفوز وتحقيق المركز الأول على أقوى الفرق كفرنسا والجزائر رغم الظروف الصعبة في التدريب والتحضير, وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أننا نملك خامات ومواهب قادرة على الإنجاز فيما لو أتيحت لها فرص التدريب والمتابعة الجيدة، ا‏


وبالتالي لابد من الوقوف على أهم المقومات التي من المفترض أن تعمل على إعادة اللعبة لألقها من جديد أهمها تكاتف اتحاد اللعبة مع المكتب التنفيذي ورؤساء الفروع في المحافظات للاهتمام باللعبة ودعمها والعمل على عودة الدوري بشكل منتظم لجميع الفئات وتأمين مستلزماتها من معسكرات خارجية وداخلية طويلة الأمد ودعم اللاعبين ماديا للحفاظ عليهم أمام الهجرة التي تفشت في وسطنا الرياضي وتأمين جهاز فني قادر على تطوير اللعبة. علما أن لدينا مقومات النجاح من صالات وملاعب ولاعبين وكوادر جيدة لكن يجب تفعليها على ارض الواقع من خلال إقامة مراكز تدريبية للعبة وألا تكون هذه المراكز حبراً على ورق، وأن يقدم لهذه المراكز كل الدعم والاهتمام وإقامة البطولات بينها، وتعيين أفضل الكوادر لها لتكون نواة اللعبة الحقيقية في المستقبل، ويتم التنسيق والتعاون مع مديريات التربية في المحافظات للإشراف على هذه المراكز التدريبية، والتنسيق معها بشكل علمي ومدروس من خلال اللجنة الفنية للمحافظة ودائرة التربية الرياضية وتشكيل لجنة لانتقاء المواهب منها‏


كذلك يجب التواصل مع كوادرنا وخبراتنا خارج القطر للاستفادة من خبرتهم، وإقامة العلاقات مع الدول الصديقة وتبادل الخبرات والمعسكرات بما يعود بالفائدة على اللعبة وتطويرها. فبالإرادة القوية والإصرار على البقاء وحب اللعبة تستطيع لعبة كرة اليد المحافظة على مكانتها والتفوق إذا ما تضافرت جهود الاتحاد مع جميع أنديته في تطوير قواعده ضمن خطط طموحة وممنهجة علمياً وأكاديمياً وبظل هذه الظروف الراهنة لتخريج منتخبات نموذجية للسيدات والرجال والشباب والناشئين والناشئات وأن تكون هذه المنتخبات موجودة في كل وقت وكوادرها ثابتة ومستعدة بشكل دائم يمكن الاعتماد عليها والمنافسة بها محلياً وخارجياً.‏‏

المزيد..