لم تنفع وصفات اتحاد كرة السلة في علاج الأمراض المزمنة للسلة السورية، ولعل المشكلة لم تكن من الطبيب وإنما في المريض الميئوس من حالته والذي تظافرت عليه عوامل الهرم والمرض، فبات العلاج صعباً
وغير مجدِ وإمكانية العودة إلى وضعه الطبيعي أمر أشبه بالمستحيل، فسلتنا هي هي لكنها كشفت عورتها بعد أن غادر الملاعب والموهوبين كانت الأمور خلال وجودهم وتألقهم ضبابية اختبأت أخطاء السلة السورية على مدى عقود وراء نجومية عمالقة من قياس (*3)
كأبو سعدة وعبد الحي والبواقجي والباشاياني وغيرهم.
ما الفائدة
ما فائدة الدوري ونظامه إن كان ناجحاً أو رائعا أو استثنائياً إذا كان اللاعبون لا يمتلكون مقومات كرة السلة، وماذا يفعل أعظم مدرب أمام لاعب لايتقن أبجدية كرة السلة وماذا وماذا وماذا.
ليس من قبيل التشاؤم أو الاحباط لكنه الواقع المرير، فيد اتحاد كرة السلة وحدها لم ولن تصفق هذا إذا كانت أصابع يد الاتحاد كاملة في ظل بعض الأعضاء عديمي الفائدة ضمن تشكيلة اتحاد السلة الحالي والبعض الآخر ممن جاء ليمرر مصالحه الشخصية أو اعتبر نفسه مندوباً دائماً لناديه في الاتحاد وليته كان مندوباً لمحافظته بل لناديه فقط، والآخر متخصص في البحث عن منافذ الشراء سواء لتجهيزات المتممات الوطنية أو الدورات التدريبية والتحكيمية وفهمكم كفاية.
اليد الثانية
أما إذا انتقلنا إلى اليد الثانية للعبة والمتمثلة بأندية كرة السلة فمن أصل (12) نادياً ضمن دوري سلة المحترفين ناديان فقط يعيشان حالة استقرار حقيقية والثالث والرابع تجاهد إدارتهما للظهور والايحاء بالإستقرار في أمورهم المالية والإدارية والواقع يقول غير ذلك تماماً، إذا قيست الأمور بلغة الأرقام فإن 16? من دوري سلة المحترفين فقط تعيش حالة من الاستقرار وباقي الأندية تعيش حالة من التخبط وذر الرماد في العيون وممارسة كرة السلة على مضض نتيجة تعليمات المكتب التنفيذي ليس إلا بمنع حل وتلاشي أي لعبة في الأندية تحت طائلة حل مجلس إدارة النادي، فكيف ستستوي الأمور وتصلح إذا كانت أنديتنا في هذا الوضع المأساوي.
نشر اللعبة
أربع محافظات فقط تدور في فلك الإحتراف السلوي وهي(دمشق-حماة-حمص-حلب) وبقية المحافظات تتفرج على هذا الاحتراف وتتحسر على واقع سلتها، بل إنها عاجزة عن تأمين الحد الأدنى من مقومات الهواية السلوية، فاللعبة بدأت تلفظ أنفاسها في اللاذقية وهي في حالة سبات بحماة وفي حالة موت سريري في المحافظات الشرقية، وكان أولى باتحاد كرة السلة بدل من أن يستعرض عضلاته عبر إرسال أحد أعضائه إلى تلك المحافظات تحت شعار نشر اللعبة، أن يعلن دعمه سنوياً لإحدى هذه المحافظات المنسية بكرة السلة ويعلن تنبيه لسلتها مادياً من خلال رصد مبلغ معين لها من أموال الرعاية عسى ولعل أن نعيد الحياة لهذه اللعبة في المرحلة القادمة.
عصارة عمل الاتحاد
يعتبر المنتخب عصارة عمل أي اتحاد وهو الدليل الأكيد على سلامة عمل الاتحاد، الاتحاد الحالي لم ينجح حتى الآن في إعداد أياً من منتخباته ولم نسمع سوى .. ولم نر طحيناً فالمنتخبات يجب أن تكون في بوتقة الاهتمام ودائرة الضوء، لن نتعجل في الحكم على الأمور ولا نهوى لعبة إلقاء الاتهامات بالتقصير لأحد وكل ما نريده خطوات عملية وتنفيذ صحيح بعيداً عن الشعارات الكلامية التي من شأنها أن تضر أكثر مما تفيد .. وللحديث بقية.
مهند الحسني