مع الصافرة تبدأ المباراة وبصافرة أيضا تنتهي وإذا ما استثنينا هاتين الصافرتين فإن كل صافرة يطلقها حكم المباراة تحمل معها الكثير من الهرج والمرج
والاعتراضات التي قد تصل إلى حد الاتهام لحكم المباراة بالتحيز و عدم الموضوعية.
هي إذا حكاية تحكيم ومغامرة حكم مع كل مباراة يخوض غمارها ولا تنتهي بنهاية المباراة وإنما تتفاعل إلى أبعد من ذلك وقد تصل إلى حد المساءلة، ويمكننا
القول أن هذا الحكم ينتظر نتيجته أيضا وهو معرض كما الفريقين المتنافسين للفوز أوالخسارة. وقصتنا تدور حول التحكيم في لعبة كرة السلة السورية وبطلها هو الحكم السلوي، فماذا عن قراراته وإلى أي مدى يمكنها أن توثر على مجريات المباراة؟.. وماذا عن آليات تقييمه وتكليفه؟..
وما هي الإرهاصات التي تواجهه في كل موسم سلوي؟.. وكيف يمكننا الارتقاء بمستوى حكامنا السلويين للتقليل من الأخطاء التحكيمية؟.. فكما يقال: «الحكم الجيد هو الأقل أحطاء».
الحكم شماعة تعلق عليها الخسارة
قال السيد «شحادة آل رشي» رئيس لجنة الحكام في اتحاد كرة السلة أن أغلب النقد الذي يوجهه المدربون واللاعبون وحتى الجمهور هو في الغالب لجعل الحكم شماعة تعلق عليها الخسارة، وهذا إنما ينم عن جهل بعضهم في قوانين التحكيم التي تخضع لها كرة السلة، وأكد آل رشي بأن لا وجود لأخطاء تحكيمية أثرت على نتائج المباريات في الدوري الحالي، وأن الصافرات الخاطئة كانت نادرة، ونوه رئيس لجنة الحكام إلى أن اللجنة عمدت إلى توقيف عدد من الحكام بسبب ارتكابهم أخطاء متكررة وهي أخطاء عادية لكنها استوجبت التوقيف، كما أشار إلى وجود العديد من الحكام السلويين السورين ذوي كفاءة عالية ذاكرا ثلاثة حكام تمت دعوتهم مؤخرا ليقودوا مباراة في بطولة غرب آسيا تجمع فريقي مهرام الإيراني والرياضي الأردني وهم عبود صارجي، وحسام تلو، وياسر حنوني.
في حين أكد دانيال ذو الكفل أمين سر الاتحاد السوري لكرة السلة عدم ورود سوى شكويين رسميتين حول أخطاء تحكيمية وهي لا تعدو عن كونها بضعة صافرات لا تصل لم إلى حد تغيير نتيجة المباراة، وتم تحويلهما إلى لجنة الحكام للنظر بهما واتخاذ الإجراء المناسب، وحول الدورات التدريبية التي يخضع لها حكام السلة قال ذو الكفل: «أن اتحاد كرة السلة أجرى ثلاث دورات تدريبية لجميع الحكام السلويين وتم عرض سيديهات للعديد من الأخطاء التحكيمية وتم شرحها من قبل خبراء دوليين لتلافي حدوثها في الدوري الحالي، كما أكد أمين سر الإتحاد أن لا فوارق كبيرة بين حكم وآخر وتراوحت بين الدرجة والدرجة والنصف.
آلية تقييم الحكام
يتبع الإتحاد السوري لكرة السلة آلية لتقييم الحكام من خلال تخصيص سبعة مراقبين دوليين وهم لجنة تقييم الحكام مهمتهم حضور المباريات وموافاة لجنة الحكام بتقارير لإعطاء علامة نهائية للحكم من مائة.
أ- التقديم:اللباس- المظهر العام-
الكياسة واللياقة- جاهزية الحكم
ب-اللياقة: المرونة الجسمية-سهولةالجري
مكانته خلال المباراة.
ت- الميكانيكية: التغطية-التداخل بالحركة مع الكرة-احتساب5-8ثا-عدم الإعلان عن خطأ….
ث-الإشارات:مطابقة الإشارات وقواعد الدولي-دقة و
وضوح عالي أمام العيون-مرئي للجميع.
ج-الأخطاء: المنفعة والضرر-البلوك-استعمال الأيدي
لعبة الارتكاز-حماية الرامي-استعمال الحس العام.
ح-المخالفات: عرقلة الكرة والسلة
خ- التعاون مع الحكم المساعد:فريق عمل واحد
الاتصال الدائم-تقديم المساعدة للزميل…..
د-التحكم في المباراة: توقع الأحداث زالسيطرة عليها-إظهار الشجاعة.
ذ-الأداء الكلي: معرفة وخبرة اللعبة-الشعور بالرضى-ردود الفعل بالمواقف الصعبة.
الدرجة: ممتاز جيد جدا جيد وسط ضعيف المجموع
90-102 80-89 70-79 50-69 40-49
التصنيف وآلية التكليف
43 حكما دوليا هم مجموع الحكام المسجلين في اتحاد السلة السورية وذلك بحسب ما أكده السيد وفيق سلوم مشرف لجنة الحكام في الاتحاد السوري لكرة السلة، وأشار سلوم إلى تقسيم الحكام لثلاثة مستويات، حكام المستوى الأول وعددهم 13 وهم حكام سلة المحترفين،وحكام المستوى الثاني عددهم 17 ، وحكام المستوى الثالث 13 حكما، ونوه إلى إمكانية اعتماد آلية من شأنها تحفيز الحكم السلوي من خلال اختيار أفضل حكمين من المستوى الثاني لمدة عشرة أيام تحكيمية ومنحهم فرصة للتحكيم في المستوى الأول في حين يهبط الحكمان الأقل كفاءة من المستوى الأول للتحكيم في المستوى الثاني، مشيرا إلى صعوبة تطبيق هذه الآلية حاليا بسبب ضغط المباريات.
وعلى مبدأ «لكل حكم مباراة ولكل مباراة حكم» تحدث مشرف لجنة الحكام عن الآلية المتبعة في اختيار الحكم المناسب لكل مباراة وذلك بالنظر إلى مستواه الفني من خلال تقيمه في مباراته السابقة ومراعاة مسألة الحياد، كما نوه وفيق سلوم إلى الجوائز التي تقدم لأفل ستة حكام سلويين بحيث يكافأ الحكم الذي يحرز المركز الأول على مبلغ 100 ألف والثاني 75 ألف والثالث50 ألف والرابع 40ألف أما الخامس والسادس يحصلان على 30و25 ألف على التوالي.
إرهاصات الواقع التحكيمي
يخيم على الواقع التحكيمي في لعبة السلة السورية العديد من الإرهاصات التي تقف حائلا دون الارتقاء بسوية الحكم السلوي السوري، ولعل أبرزها كما أشار أعضاء لجنة الحكام في اتحاد كرة السلة السورية إشكالية غياب قانون الاحتراف وعدم التفريغ الكامل لهذا العمل فأغلب حكام السلة يزاولون أعمال أخرى قد تكون بعيدة بعض الشيء عن العمل التحكيمي وتبقى ممارسة التحكيم هواية يهبها هذا الحكم جزء من وقته حبا بهذا العمل وتطوعا لخدمة لعبة السلة ، و كل ذلك لقاء مبلغا ماديا ضئيلا إذا ما قورن بالأجور التي يتقاضاها الحكام السلويين في دول عربية مجاورة، كما أن لضغط المباريات سببا آخر يضاف إلى أسباب معاناة الحكام السلويين الذين رغم النقد وضعف الإمكانيات المقدمة فإنهم يثبتون جدارتهم يوما بعد يوم، ولنا بسؤال أخير نضعه برسم اتحاد كرة السلة.. هل من سبيل لإنصاف رجل المباراة الأول؟. .
فهد كنجو