كلنا يعلم أن نيرون أحرق روما فاستشهد به أمير الشعراء أحمد شوقي عند تأريخه لحادثة دنشواي بجعله كرومر ونيرون في خندق إجرامي واحد،
ويبدو أن نادي بايرن ميونيخ فعل بروما أكثر مما فعل نيرون، فهذا النادي الألماني بدا يوم الثلاثاء الفائت كالرياح الصرصر العاتية التي لا تبقي ولا تذر!
بدا فريقاً لا شفقة عنده ولا رحمة وروما ظهر فريقاً بدائياً!
بدا البايرن فريقاً من كوكب آخر منتهكاً كل آداب الضيافة والرأفة وبدا روما حملاً وديعاً مستسلماً يائساً!
لم يرحم البايرن عزيز قوم بل أذله شر إذلال وداس كرامته في عقر داره بكل ما للكلمة من معنى وهذا مؤشر خطير للأندية الإيطالية في المسابقات الأوروبية، ويعطي انطباعاً لا جدال فيه بأن المقعد الرابع بعيد عن الأندية الإيطالية كبعد السماء عن الأرض على المدى المنظور!
سبعة أهداف لهدف ليست النتيجة الأثقل بدوري أبطال أوروبا، وليست الخسارة الأثقل لناد أوروبي بأرضه، بل في اليوم ذاته خسر باتي بوريسوف البيلاروسي أمام شاختار الأوكراني بسباعية نظيفة، وروما نفسه سبق له أن خسر بسبعة أهداف لهدف أمام مانشستر يونايتد على أرضية ملعب أولد ترافورد، لكن لم يسبق لناد ينتمي إلى الدوريات الخمسة الكبرى أن تلقى سبعة أهداف بأرضه، فكم أنت مجرم يا بافاري؟
بعيداً عن إجرام البافاري الكروي الذي لم تحده حدود فقد كانت الجولة الثالثة مخصصة للإجرام الكروي، فها هو كبير القوم في المسابقة ريال مدريد ينشر غسيل ليفربول بقلعته أنفيلد ويحوّله لفريق يستحق الشفقة، وحقيقة كانت المباراة أشبه بحصة تدريبية للريال خلافاً لليفربول الذي بدا فريقاً مفككاً كُشفت كل عيوبه، وأقل ما يقال: إن المباراة تلخص حقيقة ليفربول هذا الموسم ويستحق عبارة سقى الله أيام زمان.